الغربي
(2)
كما علمتم سابقاً بأن يوم الافتتاح مقتصر على من تمت دعوته أو من يحمل بطاقة عمل، وحسب ما شاهدته فقد كان من ضمن المدعووين أناس ليسوا عرباً ولا يتحدثون العربية، وباعتقادي أنه تمت دعوتهم للبهرجة الإعلامية (نروح ونرجع لحب البهرجة).
كان من ضمن من رأيتهم شخص غريب! لم أكن أتوقع وجوده في جنبات المعرض، وما جعلني استغرب أكثر هو سؤاله واستفساره!
فعندما ألقى التحية بلغتهم الأجنبية، طرح السؤال الأول والذي جعلني انصدم لدرجة أنني لم أعرف كيف أرد عليه أو أتجاوب معه، حيث قال لي:
Do you have books on the history of Qassim?
سؤاله أفجعني وصدمني كثيراً، لأنه طلب مني كتبًا عن تاريخ القصيم؟؟
أنا أقول بنفسي هذا صادق أو يستهبل؟
وش عنده يسأل عن تاريخ القصيم؟
أجبته بالنفي بأنني لا أملك مثل هذه الكتب، إلا أنه قام بطرح سؤالٍ آخرٍ، قال فيه:
Do you have books on the history of the Qassim families?
هذا السؤال جعلني أترنح، فماذا يريد هذا الشخص بتاريخ أسر القصيم؟
بدأت أعيد ترتيب حساباتي وسؤاليه في عقلي أكثر من مره؟ أجبته بالنفي ثم شكرني وذهب.
جلست مع نفسي وبدأت بإعادة المشهد قليلاً، ووضع المعطيات.
شخص غربي لا يتحدث العربية ولا يقرأ فيها، يبحث عن تاريخ منطقة القصيم وتاريخ عوائل القصيم؟ فمالذي يريده؟
أنا من أبناء منطقة القصيم ولم أقرأ عن تاريخ القصيم أو عن تاريخ عوائل القصيم؟
أعترف بتقصيري في هذا الجانب إلا أن هذا الأمر لا يبرر لأمثال هؤلاء عن بحثهم لمثل هذه الكتب.
عدت للمنزل في تلك الليلة وأنا في أشد اندهاشي وأخبرت والدي بخبره، فأخبرني بأنه قد يكون أحد المستشرقين أو يكون من رجال الاستخبارات.
فمن المعلوم بأن مكتبة الكونغرس الأمريكية تحتوي على كل ما هبّ ودب من الكتب، ويحرص هؤلاء على قراءة التاريخ لمعرفة خباياه وما حصل به من أمور تكررت.
وهذا ديدنهم ليعرفوا نقاط الضعف والقوّة لأي أمة ويلعبوا على أساسها وهم بهذا العمل يعملوا (بمبدأ فرّق تسد).
وهذا يعيدنا إلى نقطة مهمة وهي إغفالنا عن قراءة تراثنا وتاريخنا العتيق، هذا التاريخ الذي يحرص هؤلاء الغربيين على قراءته على عكس بعض أبناء البلد الذين لا يفكرون حتى بتصفحه أو البحث في خباياه وإن طالبتهم بقراءته استغربوا من طلبك!
في الحقيقة لم يبقى في نفسي كثيراً بخصوص هذا الموضوع، إلا أنني سأحاول اختصار حديثي حتى لا يمل القارئ الكريم، صدقوني بأنني أفرح كثيراً بتعليقاتكم الإثرائية وأشكركم على المتابعة.
في مذكرتي القادمة سأتحدث عما عمله رجال الهيئة مع إحدى الإعلاميات، وسبب إيقافهم لها وماسبب ذلك!!.