السلام عليكم وبعد/
أولاً اخي المدحدر ..
وقفة إجلال لغيرتك على أخيك ..وصدقك معه ونصحك له..
فالأخوة علاقةٌ أصلها الصفاء ونقاء القلوب، وأقلُّ حقوقها سلامة الصدر..
وليعلم أخونا صاحب المشلكه وليثق أنك حينما سعيت إلى تثبيت أخيك أنك إن شاء الله ممن تحبه بالله ..ونشهد الله جل ثناؤه أننا نحبكما فيه ..فأنتما أخوينا في الله..
إن يُبْلَ مصطنع الإخاء فإنَّنا000000 نغدو ونسري في إخاءٍ تالد
أو يختلف ماء الوصال فماؤنا000000 عذبٌ تحدَّر من غمامٍ واحد
أو يفترق نسبٌ، يؤلف بيـننا000000 عملٌ أقمناه مقـام الـوالد
فإن المشكلة التي طرحت أخي ..
هي مشكلة تواجه الكثير من الشباب..
نعم فالكثير من الناس يظن أن الداعية لا يأمر إلا بالمعروف الذي يفعله ، ولا ينهى إلا عن المنكر الذي يجتنبه ، وهذا غلط وخلط واضح ، بل الصحيح الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة ، أن الإنسان يجب عليه أن يأمر بالمعروف ويدعوا إليه ، ولو كان مقصراً فيه ، وأن ينهى عن المنكر ويحذر منه ولو كان واقعاً فيه .
ولو لم يعظ في الناس من هو مذنب *** فمن يعظ العاصين بعد محمد
بالطبع من يأمر بالمعروف وهو يأتيه وينهى عن منكر وهو يجتنبه أدعى في ان يستجاب له ، ولكن احيانا نعيب من ينهى عن منكر وهو يقع فيه او اننا نتحرج من ان نأمر بمعروف نحن لانقوم فيه وهذا على العكس يعتبر دافع للنفس على البعد عن المنكرات والإقبال على المعروف0
فنحن بدون شكٍّ مطالبون بالعمل، ولابدَّ وأن يُصدِّق العملُ العلمَ، وإلى ذلك يلفتنا أنسٌ رضي الله عنه حين يقول: "ليس الإيمان بالتمنِّي ولا بالتحلِّي، ولكن ما وقر في القلب وصدَّقه العمل".
يقول شيخنا سلمان العوده ..ما معناه:
"وينبغي أن نضع في أذهاننا أنه لا يشترط في الداعية أن يكون كامل؛ فالكمال في البشر عزيز، وما من إنسان إلا وفيه نقص، لكن هذا النقص لا يمكن أن يحول بين ذلك الإنسان، وبين قيامه بواجب الدعوة إلى الله تعالى، فأنت تدعو إلى ما عملت؛ بل حتى مالم تعمل به، تدعو إليه بطريقتك الخاصة".
ثم اعلم أن المعصية لا توقف عملا لله، ورحم الله الحسن البصري إذ يقول: "لو لم يعظ الناس إلا المتَّقون ما وجدنا في الناس واعظا"؛ وما أجمع ما قاله الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيره بهذا الصدد، يقول: "والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عامٌّ في جميع الناس، فإن تشبَّثوا بقوله تعالى: "أتأمرون الناس بالبرِّ وتنسون أنفسكم"، وقوله: "كَبُر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون" ونحوه، قيل لهم: إنَّما وقع الذمُّ هاهنا على ارتكاب ما نُهي عنه لا على نهيه عن المنكر، ولا شكَّ في أنَّ النهي عنه ممَّن يأتيه أقبح ممَّن لا يأتيه".
إن طريق الدعوة محفوفة بالمكاره والعقبات ليميز الله الداعي من المدعي وليعظم الأجر لمن يصدق في البذل والتضحية في سبيل نشر هذا الدين والعمل له..!!
فالثبات على الحق..فالإنسان المقصر مثلاً، يمكن أن يبين للناس أن تلك الأخطاء التي وقع فيها ندم عليها، واستغفر الله منها، ثم يدعوهم لأن يكونوا أقوى منه عزيمة، وأصلب إرادة، وأصدق إيمانًا، وأخلص لله ـ عز وجل ـ؛ حتى ينجحوا فيما فشل فيه هو. وبذلك يكون هذا الإنسان المقصر، قد دلَّ على الخير، وله بذلك أجر فاعله - كما في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، حتى ولو كان مقصرًا فيه.
وأعود وأكرر وأقول..
أن وقوع الإنسان في المعصية، لا يسوغ له ترك النهي عنها أبدًا؛ بل ينهى عن المعصية ولو كان واقعًا فيها، ويأمر بالمعروف ولو كان تاركًا له..
[color=6633CC]ولذلك قال الأصوليون: حق على من يتعاطون الكؤوس أن ينهى بعضهم بعضًا!!!
فانظر حتى وهم يقترفون ذنباً عظيماًً..جداً..
أوجب عليهم العلماء..أن يتناهون بينهم..[color=CCCC66]
وقد ذم الله بني إسرائيل فقال {كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}(79) سورة المائدة مما يدل على أن فاعل المنكر مطالب بالإنكار وهذا مذهب عامة العلماء، بل حكى بعضهم الإجماع عليه ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ثم اعلم أن وقوقوعك في معصيةٍ لا يسوغ لك الوقوع في معصية أخرى، وهي معصية السكوت عليها عند الآخرين وعدم إنكارها.
وإن كان الأكمل والأفضل والأدعى هوإقتفاء سيرة الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام-: {قَالَ يَا قَوْمِ أرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْـهِ أُنِيبُ} [هود: 88].
ثم يا أخي ..والله إن الإنسان حين يأمر بمعروف أو ينهى عن المنكر..
ويراه الشيطان مجتهد في ذلك..
يقف الشيطان حااااائراً..يضرب أخماس بأخماس..
يريد أن يوقف هذا الداعيه.. أو هذا المستقيم..
فلا يستطيع أن يوقفه إلا من هذا الباب وما شابهه..
فيقول له.. "أنت وجهك وجه إلتزام..أنت تفعل كذا وكذا"..
"أنت عار على الدين".."أنت منافق" "أنت أبو وجهين"
وهكذا..يحط من معنوياته..حتى يقع.. في الفخ..
فيبدأ...هذا الأخ يبحث عن مبررات لأخطائه..
ثم يبدأ يحاول أن يتنصل ويبتعد عن أهل الخير..
ثم يترك الدعوه..والاستقامه
ثم يخلو به الشيطان فيفركه ..ويحركه كيفما شاااء..
فالحذر الحذر لا تفتح لشيطان باباً..مغلقاً..
واستعن بالله..
وكن ثابتاً..على الحق..
فقد جاء في الخبرعن أبي هريرة قال كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حق لبعض أهل المدينة فقال يا ابا هريرة هلك المكثرون إلا من قال كذا وكذا وهكذا وهكذا وقليل ما هم ثم مشى ساعة ثم قال يا أبا هريرة ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة فقلت بلى يا رسول الله قال تقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ولا ملجأ من الله إلا إليه قال ثم مشى ساعة فقال يا أبا هريرة هل تدري ما حق الله على الناس وما حق الناس على الله قال قلت الله ورسوله أعلم قال حق الله على الناس أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا فإذا فعلوا ذلك فحق على الله أن لا يعذبهم ...
فأحسن الظن بالله ..فالله عند حسن ظن العبد به..
وأكثر مخالطة أهل الخير..
آمل أن أسمع منك ما يُطَمئِن ويثلج الصدر فيما يتعلَّق بأخيك
وما أجمل قول من قال:
لعمرك ما مالُ الفتى بذخيرةٍ ولكنَّ إخوانَ الثقاتِ الذخائرُ
لك تحياتي..
وإن كنت أعلم علم اليقين أنه ليس مثلي من يقف ..موقف مرشد..
فأنتم أعلم وأرزن وأحق بذلك مني..
ولكن هي كلمات ..جمعتها فصففتها...
تضامناً مع أخي في هذا المشكلة الوقتية..
التي ستزول بإذن الله تعالى..
مرة أخرى لك تحياتي،،
[rams]http://www.nashed.ws/nshed/2-1/Es/yasahebe.rm[/rams]
__________________
عفواً ..
يمتع وضع الإيميل بارك الله فيك ..
وشكراً ..
[BLINK]××××××××××××××××××××××××[/BLINK]
[BLINK]عزيزي المشرف للمرة الثانية لا تضع خربشاتك هنا !![/BLINK]
آخر من قام بالتعديل النبراس; بتاريخ 26-05-2004 الساعة 04:34 AM.
|