مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 30-05-2004, 07:21 PM   #3
mahtam
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 63
الخطوطُ العريضة لتفجيراتِ الخبر ِ وما جاورها:



الوطنُ يحترقُ ويئنُّ ، والدماءُ تراقُ وتُسكبُ ، والرؤوسُ تتطايرُ ، والأشلاءُ تتناثرُ ، ولا نقولُ إلا ما يُرضي ربّنا : فإننا للهِ وإنا إليهِ راجعونَ ، وحسبُنا اللهُ ونِعمَ الوكيلُ ، ويا بؤسَ من تحسّبَ عليهِ بنو عمّهِ وإخوانُهُ ، ويا شقاءَ وتعاسة َ من كانَ خصمهُ يومَ القيامةِ أخاً مُسلماً ، يحاجهُ بينَ يدي ربهِ ويسألهُ : ربِّ فيما استحلَّ هذا دمي ؟ ، ربِّ فيما قتلَ ابني ؟ .
ما أقساها من قلوبٍ تلكَ التي تُحاربُ إخواناً لها ، وتُكفّرُ رجالاً تعفّرتْ وجوههم بالسجودِ بينَ يدي اللهِ تباركَ وتعالى ، أنفسٌ مؤمنة ٌ ، وقلوبٌ مُخبتة ٌ ، وجوارحُ متوضأة ٌ ، أربابُ أسر ٍ وآباءُ صبيةٍ صغار ٍ ، لا يُعرفُ لمَ قُتلوا ، لكنَّ الشبهة َ توردُ المهلكة َ ، حينَ تجعلُ من هذا المُسلم ِ ترساً في وجهِ الهدفِ الموهوم ِ ، فيجبُ قتلهُ ، ولو كانَ يُراوحُ بينَ جبهتهِ وركبتهِ للهِ تباركَ وتعالى ، ودموعهُ تخضلُ لحيتهُ .

إنّها أحجية ُ القرن ِ العشرين ِ ، ذلكَ الذي يجعلُ من الفتنةِ جِهاداً ، ومن البغي فتحاً ، ومن المُسلم ِ العابدِ للهِ كافراً ! .

لا تحسبوهُ شرّاً لكم ، بل هو خيرٌ وربِّ الكعبةِ ، فقد زالتْ الحُجبُ ، وانكشفتْ الأقنعة ُ ، وعادَ الأمرُ كما بدأ ، وسقطتْ كلُّ الأدلّةِ والبراهين ِ ، ولم يبقَ إلا بُرهانُ الهوى ، وحُجّة ُ الشهوةِ ، بعدَ أن قُطعتْ دونهم السبلُ ، وحيلَ بينهم وبينَ ما يشتهونَ من تلبيس ِ الأمر ِ على النّاس ِ ، وجعلهِ جهاداً وقتالاً للكفّار ِ ، وإخراجاً لهم من جزيرةِ العربِ .

حتّى يكونَ الحديثُ مؤصّلاً ، فإنَّ أمرَ هؤلاءِ قد بُنيَ على ما يلي :

- الفرديّة ُ في العمل ِ ، وإلغاءُ دور ِ الأمّةِ ، فهم القيّمونَ على الأمّةِ ، الأوصياءُ عليها ، يضربونَ من شاءوا ، ويقتلونَ أنّى شاءوا ، ولا رأى لأحدٍ أو مشورة َ ، وهم بطريقتِهم هذه قد عطّلوا باباً عظيماً من أبوابِ الدين ِ ألا وهو بابُ السياسةِ الشرعيّةِ .

- تغييبُ المصالح ِ المرعيةِ ، وإلغاءُ مقاصدِ الشريعةِ ، والنظرُ إلى ظواهر ِ الأمور ِ ، والتعاملُ مع بعض ِ الأحداثِ بحرفيّةٍ تامّةٍ ، دونَ معرفةِ بواطن ِ الحقائق ِ ، أو جمع ِ النصوص ِ بعضها إلى بعض ٍ ، واستخراج ِ الحكم ِ الشرعيِّ بعدَ بحثٍ وسبر ٍ تامّين ِ ، فلا ترى في طرحهم نفسَ الفقيهِ ، أو فهمَ الحاذق ِ لمقاصدِ الشريعةِ ، والنّاظر ِ للمصالح ِ والمفاسدِ .

- جرُّ المعاركِ إلى بلادِ المُسلمينَ ، وفتحُ ساحاتٍ للقتال ِ فيها ! ، وربّما أدّى الأمرُ إلى جرِّ جيوش ِ الكفّار ِ إلى أرض ِ المُسلمينَ ، وجعل ِ بلادِ المسلمينَ نهباً مُشاعاً للعدوِّ ، تحتَ ذريعةِ حربِ الاستنزافِ الموهومةِ ! .

وما ما حصلَ في بلادِ أفغانستانَ من التهوّر ِ والتخبّطِ ، إلا دليلٌ على هذا الأمر ِ ، فقد كانوا في عافيةٍ وأمن ٍ من البلاءِ ، ولكن أبتِ الفرديّة ُ إلا جرَّ الأمّةِ إلى أتون ِ حربٍ لم تضعْ بعدُ أوزارها ، ولا ندري أينَ مداها ، والعدوُّ لا زالَ يشحذ ُ مُداهُ ، ويسنُّ سيفهِ ، ولم يرو ِ بعدُ من دولتين ِ محاهما في ساعةٍ من نهار ٍ ، واللهُ المستعانُ .

- تكفيرُ الحاكم ِ ونزعُ يدِ الطاعةِ منهُ ، ووجوبُ الخروج عليهِ وقتالهِ ، وأنَّ من يُدافعُ عن الوالي الكافر ِ - بزعمهم - فهو كافرٌ مثلهُ ، ومنهم من يُسلسلُ الكفرَ ويطردهُ في جميع ِ من كانَ يتبعُ حُكمَ ذلكَ الحاكم ِ ، ولهذا فإنَّ قتالَ هؤلاءِ للكفّار ِ من الغربيينَ - ظاهراً - ما هو إلا طريقٌ لقتال ِ المُسلمينَ ، تحتَ ذريعة َ تغيير ِ الحاكم ِ الكافر ِ المُرتدِّ كما يزعمونَ .

ولا ريبَ أنَّ من أعظم ِ أسبابِ حفظِ الأديان ِ والأبدان ِ هو الحاكمُ المُسلمُ ، وتكفيرُ الحاكم ِ ، أو نزعُ يدِ الطاعةِ منهُ ومن أمرهِ ، مؤذنٌ بخرابِ البلادِ ، وفتح ِ بابِ فتنة لن توصدَ حتى تحصدَ لها ماشاءَ اللهُ أن تحصدَ ، ومن تأمّلَ البلادَ المُجاورة َ لنا علمَ حقيقة َ دعوةِ هؤلاءِ ، ومآل ِ أمرهم .

- المعركة ُ مفتوحة ٌ والجميعُ وقودٌ لها ، والدماءُ هدرٌ ، ومن قُتلَ من المسلمينَ فاللهُ يتولاّهُ ، ودمهُ هدرٌ ، ومن حالَ بينهم وبينَ قتال ِ من يُريدونَ فهو منهم ، و دمهُ حلالٌ مُباحٌ ، وهذا هو عينُ الفوضى والفتنةِ ، وإذا لم تكنْ هذه من الموبقاتِ العِظام ِ والفتن ِ الجسام ِ ، فماذا عساهُ يكونُ ؟ ، ولو تأمّلتم لرأيتم كثرة َ القتلى من الأطفال ِ والنّساءِ والشيوخ ِ ، ثمَّ العذرُ : هم شهداءٌ عندَ اللهِ ، ونحنُ لم نقصدْ قتلهم بل وقعوا عرضاً .

فمن يمسحُ البؤسَ والشقاءَ عن محيّا آباءهم وذويهم إذنْ ! ، ومن يُعيدُ بهجة َ حياتِهم ، ومنتهى أحلامهم ، إنَّ الحياة َ إنما تحلو بالبنينَ والبناتِ ، فهم زهرة ُ الحياةِ الدنيا ، وإنَّ أحدنا لو هبّتِ الريحُ على أحدِ بنيهِ لباتَ يتململُ ليلهُ ونهارهُ ، فكيفَ إذا روّعَ فيهِ بالقتل ِ ، من شخص ٍ مسلم ٍ ، تحتَ ذريعةِ الجهادِ ! .

لقد لعنَ النبيُّ صلّى اللهِ وعليهِ وآلهِ وسلّمَ من روّعَ كافراً في ولدهِ ، وذلكَ بإبعادهِ عنهُ في السبي والغنيمةِ ، فكيفَ بمن يستبيحُ دمهُ من المُسلمينَ ، ويُسقطُ عصمتهُ بمبرراتٍ هي أوهى من بيتِ العنكبوتِ ؟ .

- إقصاءُ جميع ِ من يخالفهم في رؤيتهم الخاصّةِ ، وحتّى لو وافقهم في أصول ِ الإسلام ِ العامّةِ ، ولهذا فهم أشدُّ الناس ِ ولعاً بإسقاطِ مُخالفيهم ، والتبرؤ ِ منهم ، ورميهم بالمداهنةِ والخذلان ِ ، وما لهجهم بأمر ِ المناظرةِ أخيراً إلا محاولة ٌ يائسة ٌ لإسقاطِ من يستطيعونَ عليهِ من مُخالفيهم ، حتّى يظهروا في مظهر ِ المُنصفِ العادل ِ بطلبِ النّقاش ِ والمُحاورةِ .

- تغليبُ النظرةِ اليائسةِ البائسةِ ، والرّؤيةِ القاصرةِ ، على النظرةِ المتفائلةِ العاقلةِ ، والحكمةِ المُتبعةِ ، فلا ترى لهم هجّيرى إلا مآسي الإسلا م ِ والمُسلمينَ ، وأمّا أخبارُ الدعوةِ ، وبشائرُ الخير ِ والهدايةِ ، فليسَ لها في قاموسهم نصيبٌ ، والشؤمُ يغلبُ على حديثهم وأفكارهم ، وتتوزّعُ مفرداتهُ في أطروحاتِهم .

- التركيزُ على القتال ِ ، وإغفالُ جوانبِ الخير ِ والبرِّ الأخرى ، وهذه النظرة ُ القاصرة ُ منهم جعلتهم يُغفلونَ أعمالَ البرِّ والخير ِ ، ويجعلونَ من القتال ِ الملاذَ الوحيدَ للخروج ِ ممّا يعانيهِ الإسلامُ الآنَ .

- ردّاتُ فعلهم الحانقةِ تجاهَ الكفّارُ ، إنّما تُترجمُ في بلادِ المُسلمينَ ، ولهذا كلّما اشتدتِ الكربةِ على بلدٍ إسلاميٍ ، رأيتَ من يفجرُ ويقتلُ في بلدٍ إلاميّ آخرَ آمن ٍ ، ويزعمُ بذلكَ النصرة َ والمُساندة َ ! .

- القصورُ الشديدُ في فهم ِ الإسلام ِ على أصولهِ الميسّرةِ ، فهم دينٌ سهلٌ رهوٌ ، وأهلهُ هم أهلُ السلام ِ والمحبةِ ، وبينهم وبينَ الجهادِ شروطٌ وواجباتٌ ، متّى توفّرتْ غزو باسم ِ اللهِ ، ومتّى حيلَ بينهم وبينَ الجهادِ بحائل ٍ ومانع ٍ ، فالصبرُ سلاحهم وزادهم ، وأمّا القتلُ والتدميرُ باسم ِ الجهادِ ونصرةِ المُسلمينَ ، فلو كانَ في دين ِ اللهِ من شيءٍ ، لكانَ أولى النّاس ِ بهِ سلفُ الأمّةِ وعلماءها ، فما زالتْ بلادُ المُسلمينَ تئنُّ تحتَ وطأةِ الاحتلال ِ وجندهم لا يقوى على دفع ِ كيد العدوِّ وبأسهِ ، ولم نرَ منهم تهوراً أو نكاية ً في إخوانهم المسلمينَ ، بل صبروا وصابروا ، حتّى أتاهم نصرُ اللهِ .

هذه بعضُ الصفاةِ الرئيسةِ فيهم ، فتشّوها وستجدوها ماثلة ً أمامكم ، ثمَّ اعرضوا كلَ ذلكَ على كتابِ اللهِ تعالى ، وسنّةِ النبيِّ الكريم ِ محمّدٍ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ، لتعرفوا فيما بعدُ أنَّ أربابَ هذا الفكر ِ براءٌ منّا ونحنُ براءٌ منهم ، ولا قولَ فوقَ قول ِ محمّدٍ الصادق ِ المصدوق ِ صلّى اللهُ عليهِ وآلهِ وسلّمَ ، حينما تبرّأ منهم بقولهِ فيما صحَّ عنهُ : " مَنْ خَرَجَ مِنَ الطَّاعَةِ وَفَارَقَ الْجَمَاعَةَ فَمَاتَ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً وَمَنْ قَاتَلَ تَحْتَ رَايَةٍ عُمِّيَّةٍ يَغْضَبُ لِعَصَبَةٍ أَوْ يَدْعُو إِلَى عَصَبَةٍ أَوْ يَنْصُرُ عَصَبَةً فَقُتِلَ فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِى يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا وَلاَ يَتَحَاشَ مِنْ مُؤْمِنِهَا وَلاَ يَفِى لِذِى عَهْدٍ عَهْدَهُ فَلَيْسَ مِنِّى وَلَسْتُ مِنْهُ " .

أفلا ترونَ هذا الحديثَ ماثلاً عليهم ، منطبقاً فيهم ؟ .

إنَّ السيفَ والقتلَ لو وقعَ في الأمّةِ فلا أمدَ لهُ ، ولا نهاية َ لحدّهِ وبأسهِ ، كما كانَ أمرُ هؤلاءِ مبتدإ بقتال ِ الغربيينَ ، ثُمَّ تلاهُ قتالُ رجال ِ الأمن ِ ، والأيّامُ تكشفُ عن سوءاتٍ تترى ، ولا نهاية َ لطموح ِ هؤلاءِ وغاية َ لمآربهم ، ما دامت تصنعُ أمجادهم الشبهُ الموهومة ُ ، والحِججُ المُختلقة ُ .

ومع ذلكَ فالأمرُ لا زالَ فيهِ سعة ٌ ، والتوبة ُ مفتوحة ٌ ، والأبوابُ لا زالتْ مشرعة ً لهم ، ورجوعهم إلى حظيرةِ الجماعةِ والأمّةِ أشرفُ لهم وأهنأ من القتل ِ تحتَ نيران ِ الحقِّ دفعاً لشرّهم وكفّاً لأذاهم ، فأيُّ الأمرين ِ أحفظُ لماءِ الوجهِ ، وأدعى للكرامةِ والصيانةِ ؟ .

إنَّ الأرضَ مهما تباعدتْ أقطارُها ، وترامتْ أطرافُها ، لن تحولَ دونَ بلوغ ِ يدِ الحقِّ إلى الجاني ، وبشّر ِ القاتلَ بالقتل ِ ولو بعدَ حين ٍ .

دمتم بخير ٍ .

أخوكم : فتى .

==========

تموتُ النّفوسُ بأوصابها ********* ولم تدر ِ عوّادها ما بها

وما أنصفتْ مهجة ٌ تشتكي ********* أذاها إلى غير ِ أحبابها

--------------------------------------------------------------------------------
فتى الادغال : http://alsaha2.fares.net/sahat?14@3....k5.2@.1dd5bbe3
mahtam غير متصل