مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 31-05-2004, 11:35 AM   #2
mahtam
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: May 2004
المشاركات: 63
اللحيدان : اعتداء الخبر جريمة لم يرتكبها الخوارج :

المصدر : عبدالله العريفج (الرياض)

سماحة الشيخ : صالح اللحيدان حفظه الله تعالى :

وصف رئيس مجلس القضاء الاعلى فضيلة الشيخ صالح بن محمد اللحيدان اعتداء الخبر بأنه جريمة بشعة وظلم مقيت وانه عمل فاحش وعدوان صارخ لم يفعله حتى الخوارج الذين كانوا على منهج خاطئ.
وقال فضيلته في حديث خص به (عكاظ) ان هذه الجريمة جرأة خبيثة وترويع لمجموعة من الناس كلهم في ظل الامن والامان وهي عمل محرم.
مشيرا الى ان من يحِّسن افعال هؤلاء تحت اي عذر جاهل لا يعرف مقاصد الشريعة او غُرَّ بمايقال كافر يقتل, او حاقد راغب في ارباك رجال الامن والسلطة من فوقهم والشماتة بأهل الدين وعلماء الشريعة.
وابان فضيلته ان التمترس بالاحياء وتعريضهم الى القتل فإنه ظلم وعدوان ومن قتل من هؤلاء الرهائن فإن من قتلهم هو من تمترس بهم.
والى نص الحديث:
* كيف ترون فضيلتكم جريمة الاعتداء على المواطنين والابرياء من قبل اربعة من عناصر الفئات الضالة في محافظة الخبر?
** هذه العملية البشعة والاعتداء الفاحش والظلم المقيت في الهجوم او الدخول بأي وسيلة كانت لترويع اولئك الآمنين في السكن تحت حماية هذه الدولة الاسلامية وفي ظل امن يتحدث عنه الناس في المشارق والمغارب ولم يكن له نظير في العالم وما سبب ذلك الا ما منَّ الله به جل وعلا من صفاء العقيدة وتحكيم الشريعة وبث معارف الاسلام في الداخل والعناية بها والسعي الى نشرها ونشر الدعوة الى الله في الخارج.. وهذا الذي سمعنا عنه وتناقلته الالسن وتحدثت عنه بعض وسائل الاعلام ما بين شامت ومجرد مخبر, عمل لايصح ان يوصف بأنه خطأ او عمل يمت الى الاسلام بصلة او ان نصوص الشريعة والولاء للعقيدة يدعو الى ذلك بل هو من الظلم الفاحش والعدوان الصارخ.. وان الخوارج الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم في الاحاديث الصحاح انهم سفهاء الاحلام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.. لم يكونوا يفعلون هذا الفعل.. كانوا على منهج خاطئ ولاشك ولكن لم يكونوا بهذه الصفة.. ان هذه الجريمة التي اقلقت القاصي والداني في هذه البلاد.. التبست بالذين ينادون بالاسلام منهجاً وسلوكاً وحكماً كما التبس بهم بأن هؤلاء المجرمين انما يظهرون بمظهر المتصرف العامل بمقتضى الدين وهو بعيد في هذا العمل عنه.. إنه عمل ممقوت وجرأة خبيثة وترويع لمجموعة من الناس كلهم في ظل الامن والامان لايقال عن احد منهم انه بمنزلة حربي بهذه البلاد او محارب لها.. وان اختلف الدين فإن الدولة الاسلامية منذ صدر الاسلام وما بعد ذلك يستظل بها من جاء اليها من غير بلاد الدولة الاسلامية ومن لايتدين بدينها ويستظل بظل امنها ويحمى بسلطانها ويعتبر الاعتداء عليه مما حرم الله جل وعلا العدوان عليه.. ولا احد فيما اعلم واعتقد يمكن ان يحسِّن فعل هؤلاء او ان يوجد لهم عذراً معتبراً.
* ومن يفعل ذلك?
** من يفعل ذلك لايخلو اما ان يكون جاهلاً لايعرف مقاصد الشريعة ولا دقة احكامها وسبل منهجها وغر بما يقال كافر يقتل وهذا يتحدث بما هو ليس أهلاً للحديث عنه ويعتبر من رعاع الناس الهمج الذين يتبعون كل ناعق وآخر متعاطف يكون مسروراً بهذه الجناية عن حقد دفين ورغبة اكيدة في ارباك رجال الامن والسلطة من فوقهم والشماتة بأهل الدين وعلماء الشريعة بما يظن ان هؤلاء ينتمون في سلوكهم الى سلوك الاخلاق الاسلامية.
* هل يمكن ان تمثل هذه الجريمة على بشاعتها وهذا السلوك نوعا من الولاء والبراء?
** اذا كان المقصود بالولاء, الولاء للشيطان واعوانه فإن اولياء الشيطان كثيرون واما ان يقصد بذلك الولاء للشريعة والعقيدة الاسلامية فالولاء والبراء حددته الشريعة بمقاصدها وفوائدها واصولها وليس هذا من الولاء للاسلام ولا للسلطة الاسلامية او الامن الذي يجب ان يهتم به كل مسلم.. لا اقصد المسلمين في المملكة بل ان كل مسلم في جميع بلاد العالم الاسلامي عليه ان يهتم بأمن المملكة كما يهتم بأمنه في بيته.
* ماهو موقف الشرع من تعامل رجال الامن مع هؤلاء المجرمين بقتلهم ودحرهم كواجب اسلامي?
** رجال الامن بدون شك ينبغي بقدر ما يستطيعون ان يمسكوا بالشخص حيا وليس بميت, لان وراء هؤلاء من وراءهم وقد يحصل من الإخبار عن طريقهم ما يحقق الله به السلامة من شرور اخرى مقبلة لان هذه فتنة.. وكل ما امكن رجال الامن ان يحصلوا على اي واحد دون ان يكون هناك اراقة دم فهو الاولى وهم قائمون بذلك.. ان رجال الامن لا يقدمون على اطلاق النار على احد الا اذا كانوا في موقف الدفاع.. لا يطلقون على احد النار ليقتلوه قبل ان يتمكنوا منه ولهذا لا يقتلون بحال من الاحوال من تمكنوا منه سالما.
* اذن احتجاز الرهائن والتمترس بهم الى اي مدى يمكن ان يسيء الى الاسلام?
** اولا لا اعلم في التاريخ الاسلامي ان احدا من اهل الاسلام او من رجاله او قادة الجيوش الاسلامية في حال حرب مع الاعداء انه تترس باعداء من الكفار واعداء الدولة فان التترس بالاحياء وتعريض هؤلاء الى القتل دون حق ظلم وعدوان وهؤلاء الذين يتترس بهم من قتل منهم فسبب قتله من تترس به ثم هؤلاء الذين يتترسون بهؤلاء الرهائن ويأخذونهم (أطلقونا والا قتلناهم) فهذه شروط خبيثة فاسدة وظالمة لا يقرها عقل سليم ولا شرع مستقيم.
* زعم المجرمون في بعض مواقعهم (الانترنتية) انهم دعوا الرهائن الى الاسلام.. هل كان احد منهم ليسلم وهو يرى الاخرين يذبحون امامهم كالشياه?
** اما احتمال ان يُسلِم الانسان وهو يرى السيف مشهرا ليقتل به فلا شك انه اذا اسلم نفع نفسه في الآخرة واما ان يكون ذلك حجة لهؤلاء المحتجزين للرهائن فتلك حجة باطلة.. متى كان سبيل الدعوة ان يقبض على الشخص في بلد آمن ودخله بوسائل الامن التي تجعله مصونا في عرضه وماله ونفسه.. متى كان سبيل دعوته الاسلام بهذه العنجهية الفاسدة والجرأة القذرة الخبيثة.. لا يصح ان يُلصق بالاسلام مثل هذا القول.
* كيف ينظر الشرع المطهر الى استهداف منشآت البلاد البترولية والتآمر للمساس بمكانة المملكة الاقتصادية?
** اتلاف الاموال حتى في مجالات الحروب المتقابلة بين الجيوش لا يحل اتلافها ولا تدمير المنازل والحرث وافساد الاموال.. هذا في مجال المعارك الحربية فكيف اذا كان ذلك عن طريق خيانات ومؤامرات مستوحاة من افكار خبيثة منحرفة ترسل اشاراتها عبر الوسائل الخبيثة من شبكة معلومات او غيرها.. هذا لو كان في مجالات الحروب لعد عملا سيئا قبيحا فكيف اذا كان بأساليب من اناس ترعرعوا في البلاد وتعلموا من مبادئ القراءة والكتابة الى ان وصلوا الى ما وصلوا اليه في ظل امن وخيرات هذه البلاد فان هذا يكون بمنزلة قطع اليد التي امتدت له بالخير واحراقا لمصادر النعمة بيده فهو من المفسدين بذلك في الارض.
* اخيرا شيخنا الجليل كيف ترى على وجه الخصوص استهداف هؤلاء المجرمين لطفل مصري في حافلة مدرسية قتلوه حرقا?
** انا لا اظن انهم يقصدون الطفل بحد ذاته وانما ارادوا من قد يكون معه لكن لو ارادوا من يكون معه حتى وان كان ضابط شرطة او رجل أمن سائرا في الطريق بسيارته لكان قتله محرما فاحشا واما الولدان حتى في مجالات الحروب والنبي عليه الصلاة والسلام اذا ارسل جيشا او جهّز سرية يكون مما يوصيهم به الا يقتلوا وليدا ولا امرأة ولا شيخا متعبدا في صومعته وان من فعل ذلك ففعله محرّم مع انه انما ذهب للجهاد في سبيل الله والدعوة الى الله فكيف بمن يسعى في سعيه هذا الى ما يُفسد البلاد ويربك أمنها ويعرض الآمنين الى الخوف والهلع والقلق ويتسبب في سفك دماء وتخريب مساكن واتلاف اموال.. ان هذا من الاعمال الخبيثة القبيحة التي لا يمكن يُلتمس لها عذر يبيح الوصول بها الى هذا الحد.. ولكن مع ذلك نسأل الله ان يهدي هؤلاء المنحرفين وان يردهم الى دينهم ردا سليما وان يرزقهم البصيرة والنظر في العواقب فهؤلاء يسيئون الى انفسهم بما يفعلون ويقلقون اسرهم من والدين وربما ذرية واطفال واخوان واخوات واقارب يسببون لهم المشاكل ويزرعون لهم هموما ويملأون قلوبهم وبيوتهم اسى وحسرة وهم بعملهم هذا ظالمون لانفسهم ولوطنهم ولاسرهم وقراباتهم ونسأل الله ان يهدينا جميعا سواء السبيل وان يخرج عنا كيد كل عدو وان يفضح من اراد هذه البلاد بسوء ويعاجله بالعقوبة او الهداية فالهداية احب الينا, انه جل وعلا مجيب الدعاء.


عكاظ : ( الإثنين - 12/4/1425هـ ) الموافق 31 / مايو/ 2004 - العدد 1079
http://www.okaz.com.sa/okaz/Data/200...Art_111647.XML
mahtam غير متصل