هذه المسألة، وهي تحريم ما أحل الله، أمر خطير قال: " ولا تحرم شيئا مما أحل الله -عز وجل- فإن فاعل ذلك مفتر على الله، راد لقوله، معتد ظالم؛ لقول الله -عز وجل-: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ ".
وإذا حرم ما أحل الله عن عمد، وقامت عليه الحجة، ويعرف الدليل، هذا قد يكون ردة -والعياذ بالله- لأنه مكذب لله. من أحل ما حرم الله، أو حرم ما أحل الله متعمدا، وعرف الدليل، وقامت عليه الحجة، هذا ردة؛ لأنه مكذب لله.
لكن قد يحرم عن غير عمد، أو عن جهل؛ ولهذا قال المؤلف: " إن فاعل ذلك مفتر على الله، راد لقوله، معتد ظالم " متجاوز للحد ظالم لنفسه، واستدل بالآية: قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا ثم أنكر الله عليهم فيقول: آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ فجعل تحريم ما أحله الله افتراء على الله إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وقال في موضع آخر: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ جعله عدوانا
|