في منزلنا مشكلة...
في منزلنا مشكلة...
ثمة أحياناً تكون هناك مشاكل في المنزل تقلق الأهل إلى أبعد الحدود، ثمة مشاكل الإدمان بين الأبناء، أو مشاكل طفل مُتخلف عقلياً، أو طفل لديه فرط الحركة. لكن مشكلة هذه العائلة هو أن أكبر الأبناء لديه مشكلة جنسية!! يبلغ من العمر الثامنة عشرة، لديه هوس في ممارسة الجنس، ليس لديه اضطرابات عقلية أو حتى نفسية - حسب تعبير والديه - المشكلة ان هذا الولد المراهق، سبّب مشكلة عنيف لوالديه. فوالده ووالدته، كلاهما يحمل درجة علمية عالية، والأب يعمل في مهنة تستغرق الكثير من وقته، حتى في المنزل يحمل معه بعض من الأوراق ليشتغل بها..! الأم كذلك تعمل في مهنة مرموقة، وتتطلب وقتاً أيضاً أكثر مما يستوعبه جدولها المزدحم بالأعمال. في خضم انشغال الأب والأم في بناء حياة عملية ناجحة لكل منهما، وكذلك توفير مبالغ مالية حتى يضمنا الاستقرار المادي لهما ولأطفالهما.
فجأة ظهرت هذه المشكلة، عندما شكت الابنة التي تلي هذا الابن الأكبر في العائلة بأن شقيقها يحاول أن يجبرها على ممارسة الجنس معه، واستطاعت ان توقفه عند حده.. ولكنها اكتشفت بأن هذا الأخ يُغري الاخوات والاخوان الصغار لممارسة الجنس معه. عند سؤال الابن من قبل والديه اعترف بما يفعل، وكادت الأم أن تُصاب بانهيار عصبي، وبدأت في الأسئلة إلى أي مدى مارس الجنس مع اخواته واخوانه؟؟!!
هل فقد الصغيرات غشاء البكارة وإلى أي مدى كان يُمارس الجنس مع اخوانه الذكور؟؟!! وهل ألحق بهم ضرراً عضوياً.. ألف سؤال توالت على فكر الوالدة، بينما الوالد مُتصلب في مكانه، فقد القدرة على الكلام، ولم يستطع ان يكمل الأسئلة التي كان يُعدها في ذهنه للايقاع بالابن فيما لو أنكر، ولكن أمام اعتراف الابن بصوة واضحة، بل كان يتحدث ببرود كما لو كان يتحدث عن تناول طعام عشاء مع زملائه في مطعم!!
بعد تلك الحادثة أصبحت حياة الأسرة سلسلة متواصلة من المعاناة، فلا يستطيعون ترك بقية الاخوة مع اخيهم الأكبر، وكذلك من الصعب مراقبته أربعاً وعشرين ساعة في المنزل.. اصبحت الحياة لا تُطاق، الأم أصيبت باكتئاب شديد والأب اصبح في حالة نفسية ليست بعيدة عن حالة الأم!!
المشكلة ماذا يصنع الوالدان في مثل هذا الابن، لا يستطيعان أن يسجناه، ولا يستطيعان أن يفعلا شيئاً له.. فهو شاب هادئ، وسيم، مُطيع، كل من يراه ممن لا يعرفون شيئاً عنه، يكيل له المديح، خاصة، وانه ايضاً متفوق في الدراسة، فكرنا في إرساله لمدرسة داخلية في الخارج، لكن خشينا الفضيحة من أن يصبح على كل لسان، وفي الخارج وهو في هذه السن لا يعلم إلا الله ما الذي يمكن أن يحدث له..!! فقد يصبح مدمناً على المخدرات، وقد ينحدر إلى سلوكيات اجرامية لا أحد يعرف مداها..!!
هذا الولد أصبح مشكلة لوالديه، مع مرور الوقت، اصبحت الوالدة تشفق على حالته، وتتعاطف مع مشكلته، وفكرت في تزويجه، لكن من أين يصرف على نفسه وعلى زوجته؟ المشكلة الأخرى هل هذا اضطراب نفسي ويستمر بعد الزواج وربما تركته زوجته بفضيحة أخرى.
إن الفترة الوجيزة منذ اكتشاف هذه المشكلة عند الابن والأب والأم في حالة يرثى لها، وظهرت على الوالدين أعراض الكبر، فأصبح شكلهما كأنما كبرا عشرة أعوام في أقل من عام.. لا يستطيعان أن يخبرا أحداً، حاولا عبر الشبكة العنكبوتية الوصول إلى تشخيص إلى حالة ابنهما لكنهما غرقا في دوامات وتفاصيل اضطرابات نفسية وعقلية وجنسية.. ولم يخرجا بشيء مفيد.. أي حل عملي يزيح عن كاهلهما عبأ هذا الكابوس الذي يجثم على صدريهما منذ أشهر مرت كأنها عشرات السنين...!
في نهاية المطاف لم يستطيعا تحمل كل هذا الألم والمعاناة لوحدهما وطلبا نصيحة صديق، الذي صدم وكل ما فعله ان منع عائلته من الاقتراب من منزل تلك العائلة، ولم يستطع ان يكتم اسباب ابتعاده وإبعاد أولاده عن منزل صديقه، فأفضى بالسر لزوجته.. وتعلمون انتم كم هي المرأة كاتمة للأسرار.. خاصة إذا كانت من هذا النوع!!!
منقول من جريدة الرياض العدد 13069
__________________
ما ذنبي حين أطرح في التراب ، وتهان أمي بل يقتل أبي
ويأسر أخي ، هل أنا أرهابيٌ وقد وطأو أرضي ،،،
( .... كلمات رسمها طفل عراقي بقطرات من دمه ..... )
|