في هذا الصباح الجميل ، وبينما الأمطار تهطل بغزارة ، أكتب لكم هذه الحروف منتشيًا بصوت المطر ورائحته الجميلة ..
لقد أخبرني أحد المعلمين أن طلعة ستجمعنا في يوم الأحد وفي استراحة الوكيل ، وهي طلعة من أجلنا نحن المطبقين ، وافقت مسرورًا من هذا الخبر السعيد ، منتظراً تلك الساعة السعيدة التي ستجمعنا .
وبالفعل حضرت تلك الساعة ، فركبتُ السيّارة منطلقًا مبتسمًا نحو الاستراحة ، بينما الجوع يضرب أطنابه على معدتي ، وأنا حينما أجوع ، فإنني أكون في عالمٍ آخر ، ذبول وخورٌ وعدم رغبة في الحديث ، ولذا عليّ أن آكل شيئًا لأكونَ أكثر نشاطاً وحيوية ، فما كان مني إلا أن توقفت عند إحدى التموينات ، واشتريتُ قطعة كيك مطعمة بالفراولة ، بالإضافة إلى علبتي ماء صغيرتان ، شربتُ واحدة ، فيما أجلت شرب الأخرى في وقت لاحق .
وصلتُ إلى الاستراحة وأوقفت السيّارة قرب الباب ، لقد كان مكانها سهلاً لا يحتاجُ إلى كثير عناء ، كما أنها فيما يبدو من تقاسيمها الخارجية بسيطة للغاية كبساطة الوصول إليها ، دلفتُ إليهم ، كنتُ أظن أن زملائي المطبقين قد حضروا قبلي ، تفاجأت أني الأوّل ، حسنًا لا بأس ، سلمتُ عليهم ، أجبروني [ بالقوّة ] على الجلوس في صدر المجلس ، فيما قام أحدهم عن المكان وقد كان كبيرًا في السن ، هذا الشيء ساءني للغاية .
كانت الجلسة جميلة ، بيد أني توقعتها ستكون أجمل ، في ظل غياب اثنين من أحب المدرسين إلى قلبي ، أبي عاصم و أبي حمد مدرس الفنية الرائع ، تفضلنا إلى الطعام ، حصل الإحراج الثاني ، حيث قدمونا نحن المطبقين إلى الصحن الأكبر والأفضل ، مفطح بالكامل يشمخ فوق الأرز ، فيما لم أصدق خبرًا ، وأطلقت لمعدتي العنان في الالتهام .
عدنا إلى الجلسة ، انفردتُ بالحديث مع زميلي " خالد " اكتشفتُ أنه على قدر من العلم والخلق والدين والفقه وسعة الأفق ، إنه الصديق الذي يستحق أن يكون صديقًا بالفعل ، أدركُ أنه سيقرأ ما أكتبه هنا يوما ما ، بينما ترتسم الابتسامة على محياه كالعادة .
في صباح اليوم التالي ، جلستُ في غرفة الوكيل ، كان الحديث في الرياضة ، لقد كان الوكيل متعصبًا نصراويا ، فيما اكتشفت أن المدير هلالي ، بدأت المناوشات والسخرية فيما بينهما ، ارتفعت حدة الوكيل بعض الشيء ، وقد كنتُ أعذره في ذلك ، حيث أن فريقه كم أسمع أضعف بكثير من الآخر ، وتلحقه الكثير من الهزائم ، ولذا فحجته في غالب الأحوال واهية ، وحدة النقاش في مثل هذه الأحوال متوقع .
كثيرًا ما أتأذى من حصص الانتظار ، ذلك أن إزعاج الأطفال لا يُستحمل ، شعرتُ أنني آخذ حصص انتظار أكثر من غيري ، سألت زميلي خالد ، وبالفعل حيث لم يأخذ سوى [ ثلاث ] حصص انتظار فقط ، منذ بدأنا التطبيق !! فيما كنتُ أحصل على حصتين انتظار في كل ثلاثة أيام ! وهذا ظلم وإجحاف في حقي ، لا أدري إن كان لكثرة جلوسي مع الوكيل وحديثي معه سبباً في ذلك !
طلبني المدير والمطبقان الآخران [ غير خالد ] إلى الحضور في مكتبه ، اتهمنا بكثرة الغياب ، وخصصني بالتحديد !! ، قلتُ له يا سيدي الكريم أنا لم أغب إلا في يوم واحد ، واستأذنت يوماً آخر ، فقط هذا كل ما حدث منذ بدأنا التطبيق هنا ، تغيرت دفة الحديث إلا أن الاستئذان غير مسموح بهِ ويُعد هنا غياباً ، لم أشأ أن أناقش حتى لا يشوب العلاقة شيءٌ ما ، أخبرتهُ أننا سنجتهد في قابل الأيام أكثر إن شاء الله ، وسترى منا ما يسرك .
المدير يُطبق النظام علينا بدقة ، فيما نحن سكتنا عن الكثير من الأشياء الغير نظامية لأجلهم ، فحصص الانتظار التي تعطى لنا غير نظامية ، وأكثر من أربع مواد نلزم بتدريسها غير نظامي ، حيث أن لدي [ سبع مواد ] ، بالإضافة إلى أن أغلبها من غير تخصصي ، وهذا أيضًا غير نظامي ، فضلت السكوت عن كل ذلك من أجل أن تكون العلاقة جميلة ورائعة قبل كل شيء ، لكني سأخبها لهم في النهاية ، عند كتابة الدرجات إن شاءالله .
من خلف الكواليس : عذرًا على التأخر الشديد هذه المرّة لكل من يتابع هذه المذكرات ، فلقد شعرتُ بالكثير من الفتور ، وتساءلت عن الفوائد التي تجنى مما أكتب فلم أجد !
__________________
[POEM="type=0 color=#000000 font="bold medium 'Simplified Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]لمتابعتي عبر التويتر أو الانستغرام: @ibradob[/POEM]
|