أصعب شيءٍ أن تختار رفيقاً بحق , ولن تجد رفيقاً خالياً من العيوب , وعلى الأقل ستجد رفيقاً خالياً من العيوب المنفرة لك , وبها تبني صروح هذه الصداقة على مرّ السنين , إن الوداع وهمس الرحيل حينما يلوّحُ لك : أزف الرحيلُ وحان لي أن أودعآ , هي مجموعة أشياء تجمعت من ضروف ليصبح الناتج وداعاً مؤلمآ . فمن الطبيعي أن يتساقط الرفاق مع السنين , ومن الجميل أنه حينما يسقط من حسابتنا صديق , أن نبحث عن البديل ولا نجعل محصول الرفاق غير قابلٍ للزيادة حتى لا نتفاجأ في آخر الحياة نعيش الوحدهـ . ويبقى الوداع هو نقطة ضعف الإنسان لمن يحب .
التحدث عن أمر الصداقة وكيف تكون , في زمن المادة وتزييف المشاعر مهم أراهـ , يتجدد في الإخاء ويكسوا على العابرين نصحاً وتوجيهاً ووفاءاً ليكون سمة أخلاقٍ يسعى الكثيرين لكسبها فيطغى الخير على الشر , ويملك الأصدقاء محصولاً من تقدير هذهـ الصداقه , وحالها كحال المناداة بالكرم وإكرام الضيف .
روائع المميز .. المطر الزاخر في عطش الرمال , دمت بحب .
__________________
*
لم أزل أحيا بآمال ذَوَت
زاعماً أن الذي قد مرَّ نَكسَه
وبأنَ الحُبَّ طفلاً لم يزل
رغمَ شيبٍ قد طغى وأحتلَّ رأسَه
ما كبرنا أبـداً والقلب لم
يتجاوز عمرهـ في الحب خَمسَه
إنما الغيـم الذي حلَّ على
مجلس الاحلام قد عكرَ جلسه !
*
|