- الفصل السادس -
بعد يوم من وصولهم .. ساورت "عبيد " فكرة سريعة القرار وسريعة التنفيذ .. لم يصبر ولن يحتمل الصبر مادام أن هناك محبوبته تنتظره .. ذهب إلى منزلهم بعد أن استعد ورتّب أشياءه وما يحتاجه ذلك .. طرق الباب ..
أبو فايز : طيب طيب .. ، هلا ! عبيّد !
عبيد : الس.. السلام عليكم هلا أبو فايز
أبو فايز : وعليكم السلام يا هلا ومرحبا
عبيد : هلا بك وش لونك وش لون العيال
أبو فايز : والله طيبين .. عسى ما بالأهل شيء !!!
عبيد : لالا الحمد لله ماهنا شي بس أبيك بموضوع
أبو فايز : إيه أشوى .. خابرك ماتجي إلا هههه إلا لا صار شي لا قدر الله
عبيد : ...
أبو فايز : تفضل تفضل .... وخروا يا ولد ترى عندنا رجال .. يا هلا ويا مرحبا
بعد الترحيب والحديث المكرر .. تحدث "عبيد " عن ما يودّه وما يخطط له ..
عبيد : أبو فايز .. جايك أبي القرب منكم
أبو فايز : أبشر !!
عبيد : الحقيقة إني جاين أخطب بنتك !
أبو فايز : بنتي ! .. ابتسام !
عبيد : الله الله
أبو فايز : والله لنا الشرف وتستاهل وأنا عمك لكن ما أدري وش أقول لك
عبيد : الله يخليك .. فاتحتك ولا فاتحت الوالد ولا الوالده لأني .. لأني أتمنى قربكم يعني
أبو فايز : والله ياعبيد إنك تنشرى وأنتم جيران ما يحتاج لا كلام عنكم ولا شرح عن مكانتكم ولا قيمتكم .. لكن الظاهر إنك تأخرت وأنا عمك
عبيد : تأخرت ! وش لون تأخرت ؟
أبو فايز : أمس تقدم له واحد عقب الأخير والله يكتب اللي به الخير
عبيد : تقدم له واحد ؟ .. تقدم لابتسام ؟!
أبو فايز : إيه بس وراك مستغرب ؟
عبيد : لا يابو فايز بس تعرف موقف زي كذا يعني .. ودي بشي ويصير صعب
أبو فايز : مالك إلا اللي مقدر لك يا عبيد
عبيد : طيب خلاص انتهيتوا يعني ؟!
أبو فايز : الموضوع ما أبطى جديد .. ومن ناحيتي وافقت وهذانا نسأل عن الرجال .. وابتسام إلين الحين ما ردت خبر .. خبرك البنات
عبيد : الله يوفقه .. الله يكتب اللي به الخير
أبو فايز : والله مادري وش أقول لك يا عبيد لكن لعل بالأمر خيره ما يندرى
عبيد : الله يعين .. بمان الله يابو فايز أشوفك على خير
أبو فايز : وراك يا عبيد ؟ كأنك متضايق ؟
عبيد : ...
أبو فايز : وش اللي بخاطرك علمنا ؟
عبيد : اللي بخاطري يابو فايز وعلمتك به .. بس أنت قلته بلسانك أني تأخرت بالخطبة ..
أبو فايز : صدقت ياعبيد .. لكن شق طريقك ودور عن غيره لعل الله يوفقك
عبيد : الله يعين بمان الله أكرمك الله
أبو فايز : يا هلا بك ومرحبا
خرج " عبيد " بعد أن خرج الحزن من مكانهِ ودار حوله وأرسل سواده حتى لوّن حياة ذلك المسكين بالسوادِ والألم .. سواد الحظ ووجع الخبَر .. وكأني به يتسائل : من الذي سيسلب قلب ابتسام الصغير ويودع قلبي وحبّي خلف قضبان الآه ؟ .. من هو ذلك الكائن الذي سيحل مكاني في حياتها ؟ .. من الذي سيداعب مشاعرها ويحقق أحلامها ؟ .. من الذي سيحصل على حبٍّ تحقق من قلبي ليملكه بلحظة واحدة ويصبح بين يديهِ ؟ .. ما بال الحظ لم يُحالفني فيها ؟ ما بال الحظ يخطئني ويصيبه ؟ .. صبرت على أيام وليالي وقررت قرارات سوداء من أجل أن أتشافى من حبها وعندما عدت له أجده يطير من يدي ! ، تبسمت من أجلها وضحكت من أجلها وبكيت من أجلها وجريت من أجلها وتحدثت من أجلها وسليتُ نفسي من أجلها .. وتأملت وعشقت وسهرت وناجيت وتخيلت وحلمت من أجلها .. ثم تتلاشى تلك الأشياء وكأن شيئاً لم يكُن ! .. وكأن حباً لم يكن ! .. وكأن دمعةً لم تكن ! .. بل وكأني لم أكن ! ..
يَـاااه يا " عبيد " .. لقد قطع حديثك قلبي وسلب أفراحي وجثم الحزن على صدري ، هكذا هي الحياة أيها العاشق ، وهكذا هو الحب أيها المغرم ، وهكذا يكون الحظ أيها البائس ، لقد قالوا : الحب عذاب .. نعم هو عذاب ونار تصطلي ، وإلا ! فأنت صاحب قلبٍ بريء نظيف خالٍ من الشوائب وخالٍ من الغدر وخالٍ من الخداعِ ومن ما يعكّر صفو الوفاء ، لقد أرهقت نفسك حباً لها ، واستسلم فؤادك لسجنها ، وقيّدت قدميك وفاء لها ، فيحق لك أن تبكي وتأن وتصرخ ، يحق لك أن تقتل نفسك مادامت النفس التي تحتاجها تستعد للرحيل ، يحق لك كل شيء .
كان وحيداً في سيارتهِ ويحدّث نفسه بهذا الحديث الحزين .. تساقطت المدامع من عينيهِ وتوالت التأوهات .. وتناثر الفرح من حياته حتى أوشك على أن يفقد الأمل .. قضى ليلته تلك مصاحباً للألم ومرافقاً له يقلب ناظريه في السماء ويجد أن محياها يلوح له .. ويقلب هاجسه تذكراً وتظهر له ابتسامة ابتسام .. أنهى ليلته على تلك الذكريات متنقلاً من صورةٍ إلى صورة .. ومن ذكرى إلى ذكرى .. حتى أغمض عينيه البكاء ونام حزيناً .
وفي الغد .. ذهب إلى عمته " أمل " وأخبرها بحزنه وضيقته وأنه يحتاج إلى أن يمكث عندها وقتاً ليحدثها عن مافي نفسه .. وافقت العمّه على طلبهِ وقص عليها قصته من الألفِ إلى الياءِ .. وأمّنها سرّه وأن لا تخبر بهِ أحد .. وقرر أن يغامر مغامرة لا مثيل لها في حياتهِ بمساعدة عمته أمل .. تقبلت العمه تلك الفكرة بشدة .. ولكن السبيل الوحيد لـ " عبيد " هو تلك الفكرة لعل الحظ يصيبه فجأة وينقله من الحزن إلى الفرح .
وبعد العشاء .. ذهب " عبيد " إلى منزل صديقه ريان مبتغياً قضاء بعض الوقت ..
ريان : هلا بالعاشق المغرم .. هلا بالعاشق الولهان .. هلا باللي بنت الجيران قطعن حبه تقطيع يا ريان هههه
عبيد : مهب وقتك أبد أبد ترى .. تراه قافله
ريان : وش بك ؟؟ سلامات .. لا يكون صكة بوجهك الباب بعد الكراث ؟ هههه
عبيد : ليته تصكه ولا تصك الدنيا كله بوجهي .. البنت مخطوبة يا ريان
ريان : مخطوبة؟؟؟ وش لون مخطوبة ؟؟؟ وش دراك؟
عبيد : لأني رحت أبخطبه لكن تفاجئت أن أبو فايز يقول مخطوبة وإنه موافق باقي هي بس توافق
ريان : من....من اللي خاطبه ماتعرفه؟؟
عبيد : اللي أدري عنه ان اللي خطبه هذا بيحل مكاني
ريان : وش اسمه ؟
عبيد : مادري عنه يا ريان
ريان : طيب وش بتسوي ؟
عبيد : منب مسوي شي مابه حل أبداً... لأني تأخرت
ريان : وش عليه ؟
عبيد : أبو فايز قال إني تأخرت بجيتي لخطبة البنت
ريان : طيب تعال .. والسورية وش بتسوي له ؟؟ تتركه كذا
عبيد : أي سورية يا ريان أقول لك منقهر أنا البنت طارت من ايدي
ريان : عاد مابه إلا هي بالدنيا ؟ خلاص بتتزوج قايل لك تزوج شف ماصارت لك بس عذبت نفسك
عبيد : بعدين السورية أصلاً كلمت أبو رامي وقلت له أني استخرت وما كتب الله
ريان : وش لون تكلمه وراه ما قلت لي طيب ؟
عبيد : نسيت يوم آخذ منك الرقم بالمطار رقمه ؟ بعدين وشوله أعلمك أنا اللي أبعرس ولا أنت ياويلي يدخل بحياتي
ريان : وش أدخل بحياتك بعد ؟ طيب علمن قلي مابه شي .. ولا يوم مابغيت اللي ببالك تخليت عنّ ؟
عبيد : يا ريان العرس أساسا يرجع لي سواء دريت أنت ولا مادريت خلاص أنت قلت لي شي وعلمتن عنه .. إن قلت لك ولا مهب لازم صح
ريان : من باب الاحترام أنك تعلمن وتأخذ رأيي زي سالفة بنت الجيران اللي ما صارت لك لا هي ولا ليان
عبيد : لا ترفع ضغطي وتقهرن أنا جاي عندك أدور على حل وأنت تدور أي كلام يغثن .. خلاص ليان راحت وبنت الجيران بتروح بعد .. أبي حل لبنت الجيران وش أسوي
ريان : لا تسوي شي .. خلاص دامك تقول مهب لازم أدري ! وشوله تتعب نفسك وتأخذ رأيي ولا تدور حل معي
عبيد : ينتهي الموضوع كذا يعني ؟
ريان : مادري عنك ! تهارجن بشيء وألقى أنهيته وقضيت ! وش لون تبي أدور لك حل مع بنت الجيران اللي مهب لك أصلاً لو تمسحه من ذاكرتك أبرك
عبيد : لا تغلط على هالشي .. بعدين وراه أمسحه !
ريان : ههه يا عبيد أنت تحلم بشيء ماهو لك ولا راح تملكه .. وشوله تتعب نفسك وتتعبن معك ..
عبيد : يعني كذا تدور على حل يا ريان تقول انس البنت وامسحه ومدري وشو !
ريان : والله مافيه حل البنت مخطوبة وليان راحت .. يعني لا هذي ولا بنت الذي
عبيد : الله يسامحك
خرج " عبيد : من منزل ريان مكسور الخاطر .. لا يملك من الأمل إلا اسمه فقط .. ولا يملك من الحياة إلا قلبه .
مكث فترة من الوقت منتظراً رد عمته أمل لعل النجاح يحالف الفكرة .. إلا أن العمه فاجأته بما لم يتوقعه وما لم يدر في خلدهِ ..!
الفصل السابع ..
غداً بمشيئة الله ..
د / ماسنجر
تم تأجيل هذا الفصل من أجل العطلة .. أيضاً والغبار الذي صادف الهاجس والفكر..
وافر تقديري وشديد اعتذاري ..
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]
سَلمان
|