[ALIGN=CENTER]قاض في هيئة محاكمة صدام حسين:
كان هزيلا ومتوترا.. ليس هو الرجل الذي كان بطلا تليفزيونيا!
شهود يصفون حالة صدام: شارد بعينيه.. طلب ماء.. ثم رفض التوقيع على مذكرة الاتهام!
200 ملف من الاتهامات الكويتية.. و36 طنا من المستندات في ايدي المحكمة
قال : أنا غير نادم على غزو الكويت .. المحاكمة تمثيلية وبوش بالمجرم الحقيقي
محاموه يتوقعون أن تكون محاكمته شكلية.. وأن الاعدام صدر بالفعل[/ALIGN]
[ALIGN=CENTER]عندما اقتيد الرئيس العراقي المعزول صدام حسين الى محكمة عسكرية خاصة، وجلس في قفصه كما قال شهود عيان تحدثوا لبعض مراسلي وكالات الانباء والصحف، بدا عليه الهزال الشديد، كان شاخص العينين، ينظر الى الادعاء وهو يتلو مذكرة الاتهام، ثم يجول بنظره يمينا ويسارا. ومع كل فقرة يتحدث بها القاضي حول التهم الموجهة له، كان صدام يهز رأسه رافضا أو نافيا. طلب ماء وأعطي له، ثم قدمت له لائحة الاتهام ليوقع عليها فرفض، وقال بصوت مسموع يذكر بعنجهيته عندما كان في الحكم (هذه تمثيلية).
سأله القاضي: بماذا تبرر غزوك للكويت عام 1990؟.. أجاب بأنه غير نادم على دخوله الكويت، وأن المجرم الحقيقي الذي يجب محاكمته هو الرئيس الاميركي جورج بوش. لدى دخول صدام الى قاعة المحكمة كان مقيد اليدين ومكبلا بالأغلال. المكان الذي حوكم فيه غير معروف وأحيط بالسرية الكاملة خوفا من اختطافه أو قتله، وما تسرب عن محاكمته أو الهيئة التي كان عليها عندما جاء الى المحكمة، ربما تسرب الى الصحافة من بعض الحراس أو القضاة أنفسهم. المعلومات التي حصل عليها الصحافيون تؤكد أنه تم تسجيل هذه الجلسة وأنها قد تبث قريبا بعد حذف ما يجب حذفه!
مذكرة الاتهام
التهم الموجهة الى صدام حسين وأحد عشر مسؤولا من أركان نظامه متعلقة باستخدام أسلحة كيماوية في الهجوم على بلدة حلبجة الكردية في 1988، وحملة الأنفال عام 1988 ضد الأكراد في الشمال، وقتل خمسة آلاف عضو من قبيلة البرزاني التي ينتمي إليها الزعيم الكردي مسعود البرزاني عام 1983.
ويواجه صدام أيضا تهما بغزو العراق للكويت عام 1990 علاوة على جرائم متعلقة بالحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين 1980 و1988، وجرائم متعلقة بإخماد صدام ثورة الشيعة في جنوب العراق بعد طرد قوات دولية بقيادة الولايات المتحدة القوات العراقية من الكويت عام 1991.
بلاغات باختطاف نساء
هناك عشرات الاتهامات والبلاغات التي تجمعت لهيئة المحكمة، من بينها جرائم خطف تقدمت بها أسر ضحايا من النساء وقعن ضحية لنجلي صدام، عدي وقصي، وأيضا لبعض أركان النظام السابق. مذكرة الاتهام متخمة للغاية بجرائم لن يشهدها العالم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.
لم يكن صدام حسين عندما واجه القاضي مقيد اليدين، فبمجرد وصوله الى قفصه تم فك قيوده، الا أن حراسة مشددة كانت تحيط به، ولم تكن هيئة الدفاع التي تمثله معه أثناء قراءة الاتهامات. وليست هذه هي المرة الأولى التي يمثل فيها أمام القضاة، فأمس الأربعاء بمجرد أن تسلمته الحكومة العراقية من قوات الاحتلال الأميركي، التقاه سالم الجلبي أحد أعضاء هيئة المحكمة ليخبره بحقوقه القانونية.
الآن لم يعد صدام حسين أسير حرب، بل صار مجرد مجرم عادي يخضع للقانون العراقي، يحاكم أمام قضاة عراقيين ويدافع عنه محامون عراقيون، لكن رئيس هيئة الدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين المحامي الأردني محمد الرشدان تحدث عن تنسيق بين هيئته وأكثر من 10 محامين عراقيين، وأن هذه الهيئة تضم محامين عراقيين موجودين في العراق ، مشيرا الى أن معظم أعضاء هيئة الدفاع لن يثنيهم شيء عن التوجه إلى العراق. وقال ان حياة هيئة الدفاع ستكون تحت ظل تهديدات من جهات مختلفة، وأن الحكم بإعدام صدام صدر سلفا، فإعلان الرئيس العراقي غازي الياور عن عودة تطبيق حكم الإعدام في العراق "ينطبق على صدام"، وبالتالي فالمحاكمة ستكون شكلية وغير عادلة.
خرق لاتفاقيتي جنيف
ويعتبر محامون في هيئة الدفاع عن صدام والتي لا تزال موجودة خارج العراق، أن قيام الحكومة العراقية بتسليمه للحكومة العراقية مع أنها أعلنت أنه أسير حرب، هو خرق فاضح للمواد 118 و11 و3 من اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة. ويؤكدون أنهم يملكون مستندات ووثائق تنفي الاتهامات، ويعتقدون أنه لهذا السبب يمنعون من دخول العراق للدفاع عن صدام بحجة أن أطرافا جهودا للحيلولة دون دخولنا العراق خشية الكشف عنها.
هيئة الدفاع تقول ان لدى المحكمة 200 ملف تشمل اتهامات كويتية لصدام لم يطلع عليها محاموه، ولدى الادعاء 36 طنا من المستندات التي تدين صدام حسين.
وتحدث المحامي الأردني عصام غزاوي لوكالة الأنباء الفرنسية قائلا إن وزير العدل العراقي "تحدث معي هاتفيا (الثلاثاء) وقال لي: (إذا كنتم تفكرون بالقدوم إلى العراق والدفاع عن صدام فلن نقتلكم فحسب، بل سنقطعكم تقطيعا بغض النظر عمن يدعمكم ومن يغطيكم). وأضاف: "كانت لهجته قميئة. وقد أغلقت الخط في وجهه".
وقد سألت وكالة الأنباء الفرنسية الوزير العراقي فنفى أن يكون قد هدد محدثه بالقتل. وقال "لم أهدد أحدا مطلقا. كل ما قلته هو أن من يريد الدفاع عن صدام حسين عليه أن يأتي إلى العراق ويزور المقابر الجماعية أولا. هذا المحامي كاذب".
وأمس الأربعاء قال رئيس المحكمة العراقية الخاصة سلام الجلبي لشبكة ايه بي سي التلفزيونية الأمريكية أن الرئيس العراقي السابق صدام حسين "متوتر" لأنه "لم يدرك ما يجري" حين علم بتسليمه إلى السلطات العراقية. والجلبي الذي أوكل اليه مقابلة صدام حسين الاربعاء وصف ذلك بقوله( كانت تجربة سريالية. رأينا في بادئ الأمر صدام حسين وقد هزل. لم يعد الشخصية البارزة التي كنا نشاهدها على التلفزيون. بدا التوتر واضحا عليه لأنه لم يكن يدرك ما يجري".
وتابع الجلبي الذي بلغ 11 معتقلا آخرين من كبار المسؤولين في النظام السابق بانتقالهم إلى عهدة السلطات العراقية "أن العملية برمتها استغرقت ربما ثلاث أو أربع دقائق".
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية جورج سادة لوكالة الأنباء الفرنسية إن "أيا من كبار المسؤولين في الحكومة لم يلتق صدام حسين" و أن "الرئيس العراقي السابق في عهدة القضاء العراقي الآن والحكومة لا تتدخل في الشأن القضائي".
أسماء من قائمة المتهمين الذين تجري محاكمتهم:
*برزان حسين التكريتي:
الأخ غير الشقيق لصدام حسين، كان رئيسا للمخابرات العراقية للنظام المخلوع، وممثلا للعراق في الأمم المتحدة، ومستشارا لصدام في الحكومة. البرزاني متهم بقتل حوالي 350 شخصا رميا بالرصاص بعد أن أخذوا الى معسكر عسكري أقيم فوق مقابر جماعية لضحايا نظام صدام حسين. وكان برزان بنفسه يقوم بتعذيبهم وخلع اظفارهم، وتوجيه الصدمات الكهربائية لهم.
* طه ياسين رمضان:
سقط في ايدي القوات الاميركية في 19 اغسطس 2003 وهو نائب رئيس مجلس الوزراء الذي كان يتولى رئاسته صدام حسين، متهم باساءة معاملة العراقيين، والاشتراك في عملية الأنفال التي استهدفت الأكراد مع أنه نفسه كردي. وأيضا متهم بجرائم قتل، أو اصدار أوامر بالقتل أو الاختطاف.
* طارق عزيز:
من أقرب مسؤولي النظام السابق الى قلب وعقل صدام حسين ، وهو ركن هام جدا من أركان هذا النظام، ويعتبر مشاركا بالفعل في كل جرائمه ومسوغ لها عالميا، وكان أيضا من أكثر المتشددين العراقيين، وخاض مفاوضات ماراثونية طويلة دفاعا عن رئيسه وعن قرارته ورافضا لكل الحلول التي تمنع اراقة الدماء، وقد وقع في ايدي القوات الاميركية في 25 ابريل عام 2003.
• علي حسن المجيد:
اعتقلته القوات الاميركية في 21 اغسطس 2003، شهير باسم علي الكيماوي لأنه قاد عمليات ضرب الشيعة بالاسلحة الكيميائية وأباد الكثيرين منهم، وهو ابن عم الرئيس السابق[/ALIGN]
|