مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 02-07-2004, 02:53 AM   #2
الفوازي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: حفرالباطن
المشاركات: 9
الذين وضعوا خطط الحرب
لم يكن كشف صحيفة " ها آتس " الإسرائيلية في منتصف نوفمبر من العام 2002، عن أن اليهوديين البارزين في وزارة الدفاع الأمريكية ريتشارد بيرل وداغ فايت هما اللذان يرسمان صورة الشرق الأوسط الجديد ومخطط الحرب على العراق بالترتيب مع الحكومة الإسرائيلية أمرا عابرا ففي أعقاب هذا الإعلان بأيام وتحديد يوم الجمعة 22 نوفمبر 2002 بدأت في العاصمة الأمريكية واشنطن جلسات "الحوار الاستراتيجي " بين الولايات المتحدة وإسرائيل والذي يهدف إلى دراسة أبعاد ومخططات الحرب القادمة ضد العراق ، والتغيرات الإقليمية التي ستجرى بعد الحرب ، ورأس الوفد الأمريكي ريتشارد أرميتاج نائب وزير الخارجية ، وستيف هيدلي نائب مستشارة الأمن القومي وبول وولفويتز نائب وزير الدفاع وهم أبرز الصقور الصهاينة في الإدارة الأمريكية.

ورغم أن صحيفة " هاآرتس " قد ذكرت في تقريرها الذي لم تتعرض فيه لهذا الاجتماع :" أن العراق هدف تكتيكي والسعودية هدف استراتيجي أما مصر فهي الجائزة الكبرى في المخطط الأمريكي " إلا أن مدير جهاز المخابرات السي آي إيه السابق جيمس وولسى أكد بوضوح في محاضرة ألقاها في جامعة اكسفورد في بريطانيا – ونشرت جانبا منها صحيفة القدس العربي التي تصدر في لندن يوم الأربعاء 20 نوفمبر 2002 أن الولايات المتحدة ستعمل على تغيير أنظمة الحكم في جميع الدول العربية وعلى رأسها السعودية ومصر بعد الانتهاء من العراق ، ولعل تحذير الرئيس المصري حسني مبارك للولايات المتحدة أثناء افتتاحه دورة مجلس الشعب المصري التي ألقاها قبل محاضرة وولسى من أن تسعى لتغيير أنظمة الحكم بالقوة يؤكد أن التهديدات الأمريكية جادة ، وقد كشف جاي بوكمان نائب رئيس تحرير صحيفة "اطلانتا جورنال " التي تصدر في الولايات المتحدة ، أن المخطط الذي تقوم الولايات المتحدة بالسعي لتنفيذ الآن وضعه بول وولفويتز نائب وزير الدفاع، وجون بولوتون وكيل وزارة الخارجية ، وستيفين كامبون رئيس مكتب البرامج والتحليل والتقويم في وزارة الدفاع ، وإليوت كوهين وديفون كروس عضوان في مجلس سياسات الدفاع وكلهم من الصهاينة ، حينما كانوا جميعا خارج السلطة، وقد انتهوا من مخططاتهم في سبتمبر من العام 2000 أي قبل عام من أحداث 11 سبتمبر 2001، وأنهم في تقريرهم تحدثوا عن محور الشر الذي أعلنه بوش مؤخراً والذي يضم العراق وكوريا الشمالية وإيران ، كما أنهم طالبوا بزيادة ميزانية الإنفاق العسكري آنذاك ، وهذا ما تحقق بعد 11 سبتمبر بالفعل ، كما طالبوا بأن تتحول الولايات المتحدة إلى القوة العظمى المهيمنة على مقدرات العالم، وهذا ما تسعى أمريكا لتحقيقه الآن ، وأشار بوكمان في مقاله الذي نشرته مترجما صحيفة الخليج الإمارايتة في 17 نوفمبر 2002 أن هذا التقرير الذي وضعه هؤلاء وهم خارج السلطة قبل أن يصبحوا مسئولين عن صناعة القرار ، يسعون الآن لتنفيذ ما وضعوه قبل عام من أحداث 11 سبتمبر ، وهم يعتبرون أنفسهم في تقريرهم مدينون لتقرير قديم وضعه اليهودي الصهيوني بول وولفويتز نائب وزير الدفاع الحالي حينما كان وكيلا لوزارة الدفاع لشئون السياسة في عهد ديك تشيني حينما كان تشيني وزيرا للدفاع في إدارة بوش الأب عام 1992، لكنه وجد صعوبة في تطبيقه آنذاك ، فتم تحديثه في سبتمبر عام 2002 أضخم ميزانية للإنفاق العسكري في الولايات المتحدة وهي 383 مليار دولار أي ما طلبه ميزاينة الصهاينة في تقريرهم حيث طالبوا بزيادة ميزانية الدفاع إلى 3.8% من قيمة الناتج القومي الأمريكي وهي ما تعادل ما أعتمده الكونجرس في مايو 2000، مما يعني أن كل ما يحدث الآن خطط له الصهاينة عام 1992 ثم طوروا مخططهم في سبتمبر 2000 وأنهم يتبوؤون المناصب الهامة والحساسة ومراكز صناعة القرار ووضع خطط الحرب بترتيب مع صهاينة إسرائيل ، حيث يجرون العرب العالم إلى مستقبل مظلم ، لقد أصبح الصهاينة ببساطة يقفون وبشكل معلن ، وراء كل شيء .. وباختصار شديد.. هؤلاء هم الذين وضعوا مخطط الحرب على العراق . ورغم نجاح الرئيس الأمريكي بوش في الحصول على تفويض من زعماء الكونجرس في سبتمبر من العام 2002 باستخدام القوة ضد العراق إلا انه كانت هناك معارضة حقيقة قوية لسياسات بوش ومخططاته ظهرت بعد ذلك بشكل جلي وذلك من خلال تصريحات ومقابلات ومواقف أدلى بها وعبر عنها كثير من السياسيين والمفكرين وحتى العسكريين السابقين ولعل الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون كان واضحا حينما طالب بوش بأن يبحث أولاً عن مرتكبي أحداث الحادي عشر من سبتمبر ويحاكمهم بدلا من ملاحقة صدام حسين ، أم الرئيس الأسبق جيمي كارتر فقد نشر مقالاً في صحيفة " واشنطن بوست " الأمريكية في 6 سبتمبر 2002 تحت عنوان " وجه أمريكا الجديد المزعج " انتقد فيها سياسات بوش في مجالات عديدة، وأكد اعتراضه على ما يقوم به بوش تجاه فلسطين والعراق ، وطالبه بالالتزام بالاتفاقات الدولية في كافة المجالات، أما نائب الرئيس الأمريكي السابق آل جور فقد شن هجوماً كبيراً على سياسات بوش الخارجية ، عبر خطاب القاه في نادي الكومنولث في سان فرانسيسكو ونشرت مقتطفات منه في 14 سبتمبر 2002 كان مما جاء فيه : " إن بوش بمضيه وحده في أسلوب رعاة البقر في مجال الشؤون الدولية يخاطب بمزيد من العداوات في الخارج وأن بعض الخطوات التي اتخذت باسم الأمن في الداخل ومن بينها اعتقال المشتبه بهم دون تمثيل قانوني تتعدى المنطق وغير أمريكية " وقد كان استخدامه لعبارة "أسلوب رعاة البقر " به تعريض لبوش الذي ينتمي لولاية تكساس وأضاف جور في خطابه الذي استمر ما يقرب من خمس وأربعين دقيقة أبدى فيها ازدراءه لبوش وسياسته " إن التركيز على العراق قبل استقرار الوضع في افغانستان فإن بوش قضى على النوايا الحسنة الدولية ونشر المخاوف في العالم ، ليس بما ستفعله الشبكات الإرهابية ولكن ما سنفعله نحن ؟" أما رئيس الأغلبية الديمقراطية في الكونجرس توم داشل فإنه تغيب متعمدا عن حضور لقاء بوش مع زعماء الكونجرس بسبب معارضته التي شاركه فيها كثيرون من أعضاء الكونجرس ، أما وزيرة الخارجية الأمريكي السابقة مادلين أولبرايت فقد ذكرت في مقابلة لها مع شبكة تليفزيونية بي بي إس الأمريكية أنها ترى أن " العراق قد تحجم وانه لا يمثل خطرا على الولايات المتحدة ، وشاركها الرأي وزي الخارجية الأسبق " لورانس إيجلبرجر " أما العسكريون السابقون فقد حذر الكثير منهم إدارة بوش من خوض الحرب ، وكان من أبرزهم الجنرال " جوزيف هور " الرئيس الأسبق للقيادة المركزية للقوات الأمريكية بين عامي 1990 و 1994 ، وذلك خلال شهادة أدلى بها أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي في 23 سبتمبر 2002 حيث وصف سيناريو الحرب التي كانت تعد لها واشنطن ضد العراق بأنه أشبه بالكابوس وحينما وصف أحد السيناريوهات الخاصة بالحرب قال " هور " : " السيناريو الأشبه بالكابوس هو أن نرى ست فرق من الحرس الجمهوري وست فرق عسكرية ثقيلة مدعومة بالآلاف من قطع المدفعية تدافع عن مدينة بغداد " والنتيجة حسب رأي الجنرال هي "سقوط العديد من الضحايا من الطرفين وكذلك بين السكان المدنيين " والأمر لم يتوقف عند حد السياسيين والعسكريين ، وإنما تخطاه إلى معارضة عشرات من الشخصيات المعروفة من الكتاب والممثلين والأكاديمين الأمريكيين الذي دعوا إلى الخروج من مسيرات احتجاج عبر المدن الأمريكية الكبرى نيويورك ولوس انجلوس وسان فرانسسكو وغيرها خلال يومي السبت والأحد 5و6 أكتوبر 2002 لمقاومة "الحرب والقمع اللذين اطلقتهما إدارة بوش على العالم " لكن مع وجود هذه الاعتراضات التي تتصاعد يوما بعد يوم في الولايات المتحدة وخارجها فإن القرار الحقيقي هو في يد حفنة صهيونية أمريكية ستعمل كما قال الكاتب البريطاني روبرت فيسك على التسبب في "اضطرابات سياسية هائلة في العالم العربي " لأن الأمر كما قال "تيد كاربنتر" رئيس دائرة الدراسات الاستراتيجية في مؤسسة كاتو للأبحاث في واشنطن في حوار نشرته صحيفة الخليج الإماراتية " إن الأمر لن يقف عند العراق وإنما سوف يمتد بعد ذلك إلى إيران ومن غير المستبعد أن يأتي دور سوريا "، ولكن في ظل كل هذه الاعتراضات فإن المخطط الذي وضعه اللوبي الصهيوني في الإدارة الأمريكية سوف ينتصر في النهاية لا سيما وأن أمريكا بالفعل قد شنت الحرب وأصبحت العراق تحت الاحتلال الأمريكي حتى وإن وصف آل جور سياسة بوش بـ "سياسة رعاة البقر ".

يتبع
__________________
مأهون الخلق على الخالق إذا عصوا
الفوازي غير متصل