مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 02-07-2004, 02:56 AM   #3
الفوازي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2004
البلد: حفرالباطن
المشاركات: 9
ومع الحديث عن الحرب فلا بد من الحديث عن تكاليفها لا سيما وأن حلفاء الولايات المتحدة العرب مع اليابان قد قاموا بدفع معظم تكاليف الحرب الماضية ضد

العراق والتي وصلت إلى واحد وستين مليار دولار أو بحسابات اليوم حسب تقديرات "مارك ويبروت " المدير المشارك لمركز البحث الاقتصادي والسياسي في العاصمة الأمريكية واشنطن بلغت واحداً وثمانين مليار دولار ، وقد أعلن رجال وزير الدفاع الأمريكي دونالدد رامسفيلد أن الحرب قبل شنها سوف تبلغ تكاليفها خمسين مليار دولار إلا أن لورانس ليتري مستشار الرئيس الأمريكي ورئيس المجلس الاقتصادي الوطني قال في حديث ادلى به لصحيفة "وول ستريت جورنال" اليمينية التوجه في الولايات المتحدة نشرته الأثنين 19 سبتمبر 2002 أن الولايات بحاجة إلى مائتي مليار دولار لشن حرب على العراق ، وأن هذا يمثل حوالي اثنين في المائة من الناتج القومي الأمريكي البالغ عشرة تريليون دولار في العام ، وقد أجابه وزير الخزانة الأمريكي بول أونيل في نفس اليوم الذي نشرت فيه " وول ستريت جورنال " مقابلتها بأن الولايات المتحدة يمكنها تحمل التكاليف المادية لأي عمل لازم ضد العراق ، وأكد أونيل المعروف بميوله اليمينية أنه " أيا كان القرار النهائي سوف ننفذه بنجاح ويمكننا تحمل التكلفة ".

ويأتي هذا الجدل حول التكلفة التي كانت متوقعة للحرب مع جدل بين خبراء الاقتصاد عن مدى تأثيرها على الاقتصاد الأمريكي لا سيما وأن حرب أمريكا السابقة ضد العراق أدت إلى انتعاش الاقتصاد الأمريكي الذي كان يعاني من الكساد في بداية التسعينيات لأن الحلفاء هم الذين تكفلوا بدفع التكاليف فانتعشت صناعة السلاح والدعم اللوجستي للحرب وقامت الدول الحليفة بعد ذلك بشراء كميات هائلة من السلاح لا زال لها دور في انتعاش الشركات الأمريكية .

ولم يظهر ليترى في تقديراته وكذلك رجال رامسفيلد في تقديراتهم الأقل بكثير شيئاً عن تفاصيل هذه التكلفة ومجالات إنفاقها وهل هي فقط لحرب خاطفة لإسقاط نظام حكم الرئيس صدام حسين أم للمدة التي يتحدث عنها الخبراء وهي عن نية أمريكا البقاء في العراق عشرين عاما لضمان تدفق مستمر وآمن ورخيص للنفط ، لكن يبدو أن ليترى يتحدث عن تكلفة عام واحد لأنه ربطها بمستوى الدخل القومي لمدة عام ، وهذا ما جعل كثيرا من الأمريكيين المعارضين للحرب يؤكدون على أن الدخول في هذه الحرب له أسباب كثيرة منها أسباب داخلية تتعلق بالفضائح المالية للرئيس ونائبه

ومن هؤلاء مارك ويبروت إلا أن ويليام هوجلان عضو اللجنة المالية في الكونجرس برر الإقدام على الحرب وقيمة تكاليفها الباهظة بأنها تعود إلى "كلفة الأجيال الجديدة من المعدات العسكرية والصواريخ " التي من المؤكد أن أمريكا سوف تجربها على البشر الذين لا قيمة لهم في العراق .

وقد دفع إعلان ليترى عن التكاليف إلى جدل ساخن في حينه حول من سيشارك في التكاليف لا سيما وأن بريطانيا الحليف القوى لأمريكا أعلنت عن نيتها المساهمة بقسط ضئيل للغاية ربما لا يزيد عن مليار جنيه استرليني ، لكن أمريكا تتطلع لحلفائها الذين دفعوا الفاتورة السابقة- رغم أنهم يئنون الآن تحت وطأة الديون – بأن يكون لهم الدور الأكبر في تحمل الفاتورة الجديدة ، وإلا فإنهم ربما لن يسلموا بعد ذلك مما لن يسلم منه صدام حسين ، لكن من الناحية العملية وبعد انتهاء الجانب الأكبر من الحرب واحتلال أمريكا للعراق فقد قدر الكونجرس النفقات الشهرية للقوات الأمريكية في العراق بأربعة مليارات دولار وأن نفقات الحرب الفعلية لم تزد عن أربعين مليار دولار لكن مع ذلك فالنفقات في ازدياد وربما تتجاوز حاجز الأربعة مليارات كل شهر مع زيادة تورط القوات الأمريكية وزيادة الخسائر والفاتورة النهائية لن تعلن الآن على أي الأحوال ولكنها سوف تعلن ربما مع خروج آخر جندي أمريكي في العراق .

تابع فاتورة ما قبل الحرب
__________________
مأهون الخلق على الخالق إذا عصوا

آخر من قام بالتعديل الفوازي; بتاريخ 02-07-2004 الساعة 03:37 AM.
الفوازي غير متصل