لماذا فرح البعض بهذا الخبر واستغله ضد دعاة الخير والصلاح ؟
نشرت بعض الصحف الألكترونية خبراً يفيد قيام مجموعة من الشباب بمحاولة دخول منزل د.أحمد بن قاسم الغامدي مطالبين بالاختلاء بعائلته وفق فتواه !!!
وقد فرح البعض بهذا الخبر ، وطار به كلّ مطار ، متهماً مخالفي الغامدي بأنهم من قام بهذا العمل أو خطط له أو حرضّ عليه !!!
والحقيقة إنني عجبت من تسرع البعض بهذا الحكم ، واندفاعهم ـ من خلاله ـ للنكاية بمن يعتبرونهم خصوماً لهم ، وكأنها فرصة سانحة لتصفية الحسابات ، دون مراعاة لأدب الخلاف ، وحساب العواقب !!!
وإنني مع هذا الخبر وهذه الجلبة التي أثيرت حوله كانت لي هذه الوقفات اليسيرة : ـ
أولاً : تصديق الخبر ومعرفة تفاصيله تتوقف على صدور تصريحٍ رسمي من جهة مختصة ، وليس بصيغة : "أفادت مصادر" هكذا منكّرة !!
ثانياً : على فرض صحته ، لانعلم من قام بهذا العمل ، ولا نعرف توجهه أو هدفه .
ثالثاً : وإن صح وقوع هذا الفعل فمهما كان الهدف أو التوجه أو النوايا فإن ذلك تصرفٌ مرفوض وغير مقبول ، ولايمثل إلا فكر وتوجه وعقل من قام به ، وليس محسوباً على غيره أياً كان توجهه "وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى"
رابعاً : على جميع الكتّاب تقوى الله ـ عزوجل ـ ومراقبته فيما تنطق به ألسنتهم وتخطه أقلامهم ، فالأمر ليس منتهياً عند هذا الحد ، بل ستعاد الحسابات في يوم لاينفع فيه مالٌ ولابنون ، وفي يوم لاينفع فيه التخفي بتلك المعرفات المجهولة ، حيث ستنكشف السرائر وتظهر المكنونات ..
خامساً : علماؤنا ودعاتنا ومصلحونا الذين اختلفوا مع الغامدي بينوا رأيهم جلياً وواضحاً من خلال الوسائل التي أتيحت لهم مرئية ومقروءة ، وأبانوا مايعتقدونه ويدينون الله به .
سادساً : جمعٌ غفيرٌ وأغلبية كبيرةٌ علماءَ ودعاة ومصلحين وعامة يختلفون مع الغامدي في هذا التوجه ، وأدوا ماعليهم من دورٍ وواجبٍ في هذا السبيل .
سادساً : ولوثبت مانُشر ، وثبت أن الدافع خلفه دعوى الغيرة على الدين فإنني أجزم أن الغيورين حقاً على الدين غيرة منضبطة بأصول الشرع وقواعده لن يرضوا ولن يقروا مثل هذا التصرف وذلك العمل ، وهذا الأصل بعلمائنا ودعاتنا ومصلحينا ، ندرك ذلك من خلال معاشرة من عاشرناه منهم ، وكتابات من قرأنا كتاباتهم ، ومن سمعنا فتاواهم ومحاضراتهم ودروسهم وخطبهم .
ختاماً : أسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهدي ضالهم ، ويوفق دعاة الخير وحملة الإصلاح لأداء رسالتهم ونفع الأمة في عاجلها وآجلها .
__________________
(نحن قوم اعزنا الله بالإسلام ، فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلناالله)
|