نبذه عن فضيلة العلامه الشيخ الزاهد الورع .. عبدالكريم الحميد ..
ولد ـ حفظه الله ـ في الخمسينات الهجرية أي في العقد الخامس من القرن الماضي 1300هـ ، وله من الأبناء ابنان وهما / محمد ـ النجل الأكبر ـ وأحمد .. وثلاث بنات أصغرهن / شريفة ، ولها من السن / سنة واحدة وثمانية أشهر ..
# ــ درَس في معهد بريدة العلمي إبان تأسيسه وحيث كان بالفعل آنذاك معهداً للعلم والعلماء ، ثم تخرج منه ليصبح معلماً في شركة أرامكو في المنطقة الشرقية ثم بدأ في مستهل التسعينات الهجرية بحضور مجالس الإخوان في بريدة الذي كان يتزعمهم زاهد القصيم المعروف الشيخ / فهد بن عبيد آل عبدالمحسن ــ رحمه الله ــ حتى التحق بهم ليكون التلميذ الأبرز للشيخ / فهد العبيد ــ رحمه الله ــ ..
# ــ طلب العلم بعد ذلك على فضيلة الشيخ / محمد بن صالح المطوع ـ رحمه الله ـ ولازمه كثيراً ، وكذلك فضيلة الشيخ / فهد العبيد ـ رحمه الله ــ ، وقد لازمه لأكثر من عشر سنوات ، وأيضاً فضيلة الشيخ / محمد السكيتي ـ رحمه الله ـ وآخرين ..
# ــ الشيخ لايحرم الكهرباء ولا السيارات ـ كما يتوهم البعض ، وليتق اللهَ من ينسب إليه ذلك ـ وإنما هو فقط زاهد فيها ـ والزهد هو ترك مالا ينفع في الآخرة ، وكثيرٌ من السلف الصالح كانوا طيلة حياتهم يزهدون في بعض المباحات بل وكثير منها لبذل المزيد من التفرغ للدين ونصرته ـ وإلا فإن كل طلابه ومحبيه مستعملون للكهرباء في منازلهم مستعلمون للسيارات بينما هو يفضل على المراكب العصرية أحدَ مراكب الأنبياء والمرسلين ( الخيل ) الذي قال عنها رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ : ( الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة ) (1) بيْـد أن كبر سنه حفظه الله حال بينه وبين استعمالها الآن ، وكذلك تسابق طلابه والاخوة الأفاضل لخدمته مما جعله يستغني عنها الآن ويتفرغ للتأليف واستقبال الناس لتذكيرهم وإرشادهم ووعظهم ..
# ــ الشيخ من أكثر المشايخ تورعاً في الفتيا ، ولايحب التصدر أو التميز بل إذا رأيته حسبته بهيئته المتواضعة أحد سائر الناس ، وأكثر ما يضايقه أن يرى الشباب يسيرون جماعات من خلفه ويحفون به خشية أن يفتن ، وكثير من السلف الكرام كانوا يفعلون ذلك ، وهو لايحب أن يُعظم أو يُغلا فيه ، وهيئته المتواضعة شاهدة على ذلك ، واللهَ نسأل له الثبات على قوله الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ..
# ــ الشيخ هو إمام العصر في الزهد والورع بلا منازع ، وأما في العقيدة والسلوك الذي من أعظم ما تميز به شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم فلا يشق له غبار فيهما بالذات ..
# ــ الشيخ نحسبه والله حسيـبه من مستجابي الدعوة فله قصص كثيرة في ذلك ، وقد رؤيت فيه بشائر كثيرة تدل بكل وضوح على أنه مستجابُ الدعوة ومن العلماء العاملين وأولياء الله وعباده الصالحين ، وواقعه شاهد على ذلك ، وليس لنا سوى الظاهر ونحن شهود الله في أرضه ، وقد شهدت الأمة له بالصلاح والعلم والله حسيـبه ولا نزكي على الله أحداً .. سائلين الله له الثبات حتى الممات ..
# ــ له رسائل راسل بها العلماء والأمراء ، يذكرهم فيها بالله ويخوفهم من عدم القيام بشرعه وأن عدم القيام بدينه موجب للعقوبات والنقم الربانية .. وقد سبق وأن كتب خطاباً ربانياً من عدة صفحات كان قد وجهه إلى الأمير / عبدالله بن عبدالعزيز أيام حرب الخليج 1411هـ يذكره فيه بالله ويخوفه من عقابه إن لم يقم بدينه بين المسلمين ويحثه على تعزيز جانب الحسبة ومعاقبة الفجرة والعلمانيين والمنافقين ، وقد أجابه الأمير بخطاب جميل يحتوي على شكر الشيخ على نصيحته وقد وعده في كل ماطلب خيراً ـ وقد رأيتُ خطاب الأمير بنفسي لدى أحد طلاب الشيخ منذ سنوات ـ غير أن وعده لازلت آمل أن لايكون كمواعيد عرقوب ! ..
# ــ له رسائل علمية بينه وبين بعض المشايخ في بعض المسائل كمسألة الصور ودوران الأرض والوصول إلى القمر حيث جرت بينه وبين شيخنا الإمام / ابن عثيمين ـ قدس الله روحه ـ مراسلات عدة في ذلك .. وله رسائل تذكيرية أخرى راسل بها بعض المثقفين والكتاب يذكرهم بالله ويخوفهم من أليم عقابه ويامرهم بالمعروف وينهاهم عما اقترفته أيديهم وكتبته أقلامهم من المنكر ، ومما لدي في ذلك مصورة رسالة كنت قد أخذتها منه العام الماضي وقد كان قد أرسلها لتركي الحمد ــ المعروف بتفوهه بكلمات كفرية شنيعة ــ وهذه مصورة مستهل الرسالة ، وهي بخط الشيخ حفظه الله وفك أسره :
# ــ للشيخ في الأسبوع ثلاثة دروس في العقيدة والسلوك وبعض العلوم أحدها بعد صلاة العشاء لمدة ساعة من يوم / الجمعة في استراحة مجاورة من الجهة الغربية الجنوبية لمنزله ، ودرسان بعد صلاة العشاء من يومي الأحد والثلاثاء لمدة ساعة في استراحة تقع شمال منزله وشمال شرق مسجده ويحضره خلق كثير ، ولا أدري هل ستستمر دروسه هذه بعد هذا الاعتقال أم أنها قد تنقطع إلى أن يأذن الله بالفرج ..
# ــ الشيخ إمامٌ منذ أعوام طويلة لمسجد كبير ومتواضع في حي الخبيبية غرب مدينة بريدة ، وله درس يومي فيه بين آذان العشاء والإقامة لمدة تتراوح بين الساعة إلى الساعة إلا ثلث .. وهو مَن يقرأ في هذا الدرس من كتاب منوع ويعلق عليه من تلقاء نفسه فتارة يقرأ في العقيدة وأخرى في الزهديات والسلوك وثالثة في السيرة النبوية وسير الصحابة وأحياناً في الأمور الفقهية ، ويعلق كثيراً على الأحداث والمستجدات غير أن هذا التعليق السياسي سيطوى بساطه هذه الأيام حتى يأتي الفرج من الله .. ويحضر هذا الدرس كل ليلةٍ المئاتُ من الناس مابين طلبة علم ومشايخ فضلاء وقضاة وعوام ..
# ــ زاره الكثيرون من العلماء والقضاة والمشايخ وأستحضر ممن زاره من العلماء والمشايخ العلامة فضيلة الشيخ / عبدالرحمن البراك ، والمؤرخ المعروف وإمام علم الفرائض فضيلة الشيخ / إبراهيم بن عبيد آل عبدالمحسن ، وفضيلة الشيخ / علي الخضير ، ، وفضيلة الشيخ / حمد الريس ، وفضيلة الشيخ المحدث / عبدالله السعد ، وفضيلة الشيخ / ناصر الفهد ، وفضيلة الشيخ / ناصر العمر ، وفضيلة الشيخ / بشر البشر ، وفضيلة الشيخ / محمد الفراج ، وفضيلة الشيخ / عبدالكريم الخضير ، وفضيلة الشيخ / عبدالله الجعيثن ، وغيرهم كثير ، وآخر من زاره من العلماء فضيلة الشيخ / عبدالله الجلالي حيث قام بزيارته قبل أسبوعين تقريباً وجلس معه مايقرب من الساعة في أحد الاستراحات المجاورة لمنزل الشيخ والمخصصة للدروس ولاستقبال ضيوفه وقد تبادلا الأحاديث حول وضع الأمة المأساوي الراهن ، وكذلك فضيلة الشيخ القاريء المعروف / محمد المحيسني حيث هو من آخر من زاره من المشايخ ، وغيرهم كثير ــ فحفظ الله مشايخنا جميعهم وثبتهم وفك أسر أسراهم ــ ؛ وقد كان سماحة الشيخ / ابن باز يجل الشيخ عبدالكريم إجلالاً كبيراً وقد أعجب بقوة ردوده على أهل البدع ، وكان سماحته كثيراً ما يوصي طلابه إذا أرادوا زيارة الشيخ عبدالكريم بإبلاغ سلامه إليه ..
كما قام بزيارة الشيخ عبدالكريم من الأمراء الأمير / ممدوح بن عبدالعزيز ، عام 1423هـ ، وقد أعجب الأمير بقوة الشيخ وزهده وعلمه وجلس معه مايقرب من الساعة حيث قام الشيخ بتذكير الأمير بالله والقيام بدينه وشرعه قبل أن يأتي أمر الله والناس في غفلة معرضون ..
# ــ ابتلي الشيخ وامتحن كثيراً ، وقد سجن في مباحث بريدة عام 1407هـ لتطرقه لبعض الأمور السياسية ومكث في السجن عدة أسابيع ثم أفرج عنه ، وعلى الرغم من كونه في السن السبعين من العمر إلا أنه اعتقل قبل أيام عدة من الآن ثم أفرج عنه اليوم الإربعاء 11 / 4 / 1424هـ غير أنه منع فوراً من إمامة المسجد والدروس وإصدار الكتب والبيانات ولاحول ولاقوة إلا بالله ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ! ..
# ــ للشيخ ديوان شعري مخطوط وفيه العشرات من القصائد والمنظومات والالآف المؤلفة من الأبيات التي أوقفها على خدمة الدين والدعوة إليه والدفاع عنه .. .................... الوفاق : والشيخ عبدالكريم بن صالح الحميد يعيش بالقرب من مدينة بريدة بمنطقة القصيم شمال العاصمة الرياض في مكان يقال له خب الخبيبية وهو جزء من منطقة واسعة تدعى الخبوب يغلب عليها الزراعة لأنها تشبه ما يسمى الواحات في قلب الصحراء بل في قلب الرمال الصفراء سمعت (الوفاق ) عنه الكثير والكثير ما بين حقيقة وما بين إشاعة وتلفيق أخبار وانتحال تصرفات عليه .
وقد قامت ( الوفاق ) بزيارة الشيخ -قبل اعتقاله بمدة - طرقنا عليه الباب في ذاك البيت الطيني البدائي يقع في وسط الحي وواجهته جنوبية غربية وهناك مسجد بنته الدولة يقع في الجهة الجنوبية من بيته ، طرقنا الباب ففتح لنا شيخ وقور هادئ الطبع لحيته خضبها البياض ونظر إلينا وقال : نعم .
فقلنا : السلام عليكم ورحمة الله يا شيخ .
فرد السلام وقال : ماذا تريدون ؟
فقلنا : نريد ان نسألك .
ولكنه قاطعنا وقال : لا سؤال !! أنتم أهل الصور والعياذ بالله .
فقلت : إن الصور التي تتكلم عنها هي للضرورة كالبطاقة وما شابهها فضلا على أنه من أمر ولي أمر المسلمين ..!!
فقاطعني وقال : تكون ضرورة اذا قال ولي الأمر لا حج إلا بصورة حينها تحج ثم إذا رجعت تشققها ( قال تشققها باللهجة القصيمية القروية الجميلة ) .
قلنا له : وأنت تحرم الدراسة في العلوم الطبيعية كالأحياء والفيزياء وغيرها . فقال لنا ردا على سؤالنا أن إبن تيمية يقول إذا طغت العلوم المفضولة على الفاضلة تحرم .
ألم ترى إلى الناس كيف ضيعوا دينهم فلا يحملون منه إلا النزر اليسير وأصبحت البدع والخرافات تجري كالمرض المعدي . بعدها سألناه عن صلاته في غير هذا المسجد وقلنا إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد وأنت لا تصلي في هذا المسجد فكيف تتخلف عن الجماعة قال أولا هذا الحديث ضعيف وثانيا أنا أصلي في مسجدي ، بعدها أنهى النقاش عاجلا وأغلق الباب وكنا قريبا من صلاة العصر فجاء إلى المسجد الذي يصلي فيه وهو عبارة عن غرفة في استراحة يجتمع فيها من يؤيد الشيخ ويحمل فكره جاء الشيخ حافيا يركب حصانا ثم وقف ودخل ليصلي بالناس .
__________________
.
.
.
.. قلب البحطلة ينبض ..
ينبض ينبض ينبض ..
.
|