.
.
المُطَاوعَةُ الجُدُدْ ..!
قَالَ الله تَعَالى : { أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ }
وَ
قَالَ النَّبي صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ : { تُعْرَضُ الفِتَنُ عَلى العَبْدَ كَالحَصِيرِ عُودَاً عُودَاً }
وَ
كَانَ عَليْهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يُكْثِرُ مِنْ قَوْل: " اللَّهُم يَا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قُلوبَنَا عَلى دِينِكْ "
***
إِنَّ الاسْتِقَامَةَ في دِينِ اللهِ سُبْحَانَهُ وَتَعالى لَهيَ المَطْلَبُ بَعْدَ الإيمَانْ ، وَكَأنَّهَا المَرْحَلَةُ التيْ تَفْصِلُ العَبْدَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ المَعَاصي الظَّاهِرَة ، وَيتَلَبَّسُ مِنْ خِلالِهَا المَرْءُ ثَوْبَ التُّقَى والصَّلاح ، وَيَظْهَرُ بِعِزَّةِ المُؤمِنِ العَاضُّ عَلى مَطَالِبِ الشَّريعَةِ وَاللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعالى قَدْ قَال : {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } الآيَة .
والمُجْتَمَعَاتُ المُسْلِمَةُ ، تَتَنَفَّسُ بِطَمَأنينَةً حِينمَا تَرَى هَذهـِ الوُجوهـُ ، وَ تُحِسُّ بِالأمْنِ والأمَانِ لَحْظَةَ ظُهورِهَا ، إذْ أَنَّهُم هُم القُدْوَةُ ، وَمِنْهم تُؤْخَذُ الكَلِمَةُ الدِّينيَّة ، و العَارِفُونَ بِهَا ، والمُطَبِّقينَ لَهَا ..!
" المُطَاوعَةُ الجُدْد " هِيَ أبدَاً لَيْسَت مُقَارَنَةً وَقِيَاسَاً بِـ " المُسْلمِينَ الجُدُد " فَالصِّنْفُ الأَخِيرُ يَمْلئُ القَلْبَ فَرحَاً وَ بُشْرى خَيْرٍ لِهَذا الدِّينِ ، أَمَّا الأَوَّلُ فَلَيْسَ إلا قَالَبَاً لَبِسَهُ بَعْضُ النَّاسِ لِيَتَسَتَّرَ خَلْفَهُ ،وَيُسيءُ لِمَنْ لا ذَنْبَ لَهُم ، فَأَخَذَ هَذا القَالبَ فَقَطْ لِيُؤَمِّنَ نَفْسَهُ ، وَيَتْبَعَ هَواهـُ وَما تُمْلِيهِ لَهُ رَغْبَتُه ..!
" المُطَاوعَةُ الجُدُد " كَأَنَّهَم كَائِنَاتٌ بَغيضَةٌ هَاجَرَتْ إليْنَا ، وَ مَلئَتِ مُجْتَمَعَاتُنَا بِعَفَنِهَا ، تَرَى عَلى أَشْكَالها مَايُنَافيَ صَنَائِعُهَا ، وَكأتَّهَا لَبِسَتْ لِبْسَ الإلْتِزَامِ لِغَرَضٍ في نَفْسِهَا ، تُقِرُّ وَتَبْحَثُ وَتُمليْ مَا بِسُمومِهَا تَحْتَ غِطَاءِ ظَاهِرِهَا ، تَبْحَثُ عَنْ الفِتَنَ والشُّبَهَاتِ ، وَلا تَتَورَّعُ عَنْ مَرْتَعِ لا يَليقُ بِهَا ..!
اللِّحيَةُ كَانَ حَلْقُهَا مُحَرَّمٌ واليَوْمَ أُسْنِدَ للخِلافْ ، وَمَا شَابَهَ الأغَانيَ وَمَا عَلى نَهْجِهَا فَنٌّ وَتَقْنيَة ، نَاهِيِكَ عَنْ الهِمَمُ التيْ يَتَحَدَّثُونَ عَنْهَا وَيَنْشُدونَهَا ، وَمَنْ خَالَطَهُم عَرِفَ تَوجُّهَاتِهِمْ ، وَ قِلَّةَ حَيَائِهِمْ ، وَ سُوءَ أَدَبِهِمْ ، يَتَقَلَّبُونَ عَلى مَائِدَة الإلْتِزَامِ بِنُفوسٍ مُزَيَّفَة ، وَكأنَّيَ رَأيْتُ أَحَدُهم يُفَاخِرُ بِعَشِيقَتِهِ ، قَبَّحَ اللهُ هَذهِـ الوُجوهـ إِنْ لَمْ يُرِد لَهَا هِدَايَة .
لَقَدْ كَانَ قَالب الدِّينَ مَظْهَرٌ يَسْتِغلُّهُ ضِعَافُ النُّفوسِ في التَّرويِجِ لِسِذَاجَاتِهِمْ وَسَقَطَاتِهِمْ ، وَآخِرُهم وَمَنْ هُو مِنْ سُلالِتِهِمْ مُبيحُ الاخْتِلاطِ وَ مُخَصِّصِ الحِجَابْ وَغيْرَهـُ كَثيرٌ مِمَّا لا يَزَالُ مُنْدسَّاً بِمَرَضِهِ وَدَائِهِ ..!
أَيُّهَا الأحِبَّةُ أَهْل الإلْتزَامِ والاسْتِقَامَة .. قُبْلَةً عَلى رُؤوسِكُمْ وَإنْ أَسَاءَ لَكُمْ أَحَدَاً بِظَاهِرٍ لَبِسَهُ وَهُو لَيْسَاً أَهْلاً لَهْ ، والثَّبَاتُ بِهِ طَريقُ النَّجَاة ، وَكمَا قِيْل : " لَيْسَ مِنْ الصَّعْبِ الإسْتِقَامَةِ إنَّمَا مِنْ الصَّعبِ الثَّبَاتُ عَليْهِا " وَلِذَلِكَ قَالَ النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّم : [ القَابِضُ عَلى دِينِهِ كالقَابِضْ عَلى الجَمْر ] وَمَنْ بَقى كَالغَريبِ كَانَ في الآخِرَةِ إِنْ شَاءَ اللهِ سَعيدْ وَلَنَا مَا قَالَهُ رَبُّنَا سُبْحَانَهُ وَتَعالى [يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ ] الآية .
* هَديَّةً لَكُم
وَإنْ كَانَتْ مَقْصُوصَة :
[RAMS]http://upload.arab-nic.com/pfiles/55919/Ali%20Alqarny.mp3[/RAMS]
الرَّابِطْ :
http://upload.arab-nic.com/pfiles/55...%20Alqarny.mp3
***
نَسْألَ اللهَ لَنَا وَلَكُم الهِدَايَةَ والاسْتِقَامَة ، وَلَذَّةِ المُنَاجَاةِ والطَّاعَةَ
أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
.
.