[اليراع الأبيض]

أعتقد أن المحاضرين ليسوا كلهم على مستوى واحد و منهج واحد و إن اتفقوا في أسلوب تعامل في نظر الطلاب سيء و أقصد بذلك أن الحوار لو فتح مجاله لأخّر الدكتور عن إكمال مهمته في شرح المنهج الذي يفترض شرحه خلال هذا الوقت , قد يكون في الدروس الشرعية أكثر توسع في هذا المجال لكن في المحاضرات العلمية عليه أن يتم شرح هذا المنهج كامل للطالب فيكون الوقت ضيق ـ بالمناسبة هناك جامعات تلزم الدكاترة بساعات أسبوعية يجلس فيها بمكتبه ليستقبل الطلاب و يقيّم على ذلك ـ .
فلذلك وجدت كثير من الدكاترة قد لا يعطيني مجال للحوار معه داخل المحاضرة و كأنه خلال ردة فعله أو كلامه يبطن لي رسالة يقول فيها ( الوقت ليس لك وحدك و المحاضرة ليست لك فقط ) و لكن في المقابل يسمح لي بزيارته في مكتبه أو بعد المحاضرة و أطيل النقاش معه قدر المستطاع , و أعتقد أنها طريقة يمكن للطالب فيها فتح محاورة جيدة مع شيخه أو دكتوره .
و هناك أمر آخر أن بعض الطلاب يطرح أسئلة أو يحاور في أمر كان الأولى به معرفته , فمثلاً قد يناقش في مسألة ما قد شرحت له في المستوى الثالث بينما هو الآن في المستوى الخامس , و بذلك يكون التقصير من الطالب نفسه من هذه الناحية , أذكر أن الشيخ الدكتور عبد الكريم الخضير حفظه الله كان يشرح في درس ما و عرضت عليهم مسألة نحوية فقام ببيان ذلك بشرح مختصر ثم سأله ـ و لا أذكر ما هي المسألة بالضبط ـ أحد طلابه فأجابه فسأله في قاعدة هذه المسألة فأمره الشيخ بالبحث و هذا نموذج من عدة نماذج .

ومن خلال معرفتك في مجال التدريس ربما يكون هناك جانب تربوي في ذلك إذا أدرك أن الطالب لن يهدأ له بال حتى يعرف جواب أسئلته , و كثير من المدرسين يعرف طريقة تفكير طلابه و ذلك يساعده كثيراً في إيصال ما يريد أيصاله كما أخبرني بذلك أحدهم .

و لا أنفي وجود محاضرين كالذين ذكرتهم و لكن لا نستطيع أن نفسٍّر رفضهم للحوار بتفسير مماثل لفعل غيرهم ممن يرفض الحوار لتكبر أو قلة علم أو غير ذلك .

بارك الله فيك أخي الكريم كبير المحايدين على هذا الموضوع الرائع