الأخ الكريم " محب الفضيلة " تحية مباركة طيبة . وبعد
ليس من الحق أن نلوم المحسن على إحسانه أو بذله ... فهذا البذل من تعاليم ديننا الحنيف ... وهو أيضاً من أهم وسائل التكافل بين المسلمين خصوصاً المعوزين منهم ؛ وولكن هذا البذل يجب أن يكون مدروساً وممنهج حتى يكون منطلقاً إلى عفاف هذا المتسول .
فكما قلت أنت : أصبح التسول مهنة تمتهن بل وتستوجب رأس مال رهيب من الدنائة والخسة ، والخطف المتعمد لأدوات هذا المشروع ألا وهم الأطفال والنساء ... .!!
أخي الكريم : ما العمل حيال هذا المأزق ..؟
الحل هو أن يكون المتصدق واعياً عالماً للغيب ..!! حتى يعي الصادق من الكاذب بين المتسولين ..!! وهذا مستحيل .
أو أن نمنع الصدقات بيننا ويذهب التكافل من أمة لم يبقى لها إلا فتاة من الفرائض .
أخي الكريم ليس كل أمر سيئ أو مشكلة توضع على المواطن وأنه هو الذي يجب أن يفعل ويتصدى ... قلا أحد ينكر أن المسروقات التي تخص المواطن هي أعظم مما يفعله مجرم من المتسولين ... مع العلم أن السارق مسؤول أو تاجر .
فلست هنا متهم أو مدافع عن ممتهن للتسول حتى وصل به الأمر إلى الإجرام ... ولكن دفاع عن روح التكافل التي فرضت على المسلمين من خالقهم على لسان نبيه الكريم .
فلو منعنا الصدقات في المساجد أو على الطرقات ... لأصبحنا أشبه بمجتمع الضباع ..!! نعم إن كنا نتناهب اللقمة من بعضنا البعض ونحن مجتمع واحد .
أخي الكريم .. مجتمع المسلم مليء بالفضائل التي لو اجتمعت بيننا بحق لما كان كل هذا الفساد بيننا ... وأول هذه الفضائل ( العدل والإحسان ) .
لذا لو امتنعنا عن الصدقة للمحتاج من أجل أن في الكون يمني أو سوري أو سعودي خطف طفل وبتر أطرافه ... لكان من الأولى أن نقطع المياه من بيوتنا لأنها قد تسبب ماس كهربائي مما يتسبب بمقتل عزيز ... !
فلو قلت لي ما المفيد ..؟
قلت لك هي مسألة أمنية ، ويجب على الأمن والقضاء الوقوف بحزم حيالها ... ولن أطالب الناس بإقاف صدقاتهم .
أشكرك أخي " محب الفضيلة " سلفاً على فهم نظرتي .