قبل الولوج لجمالِ حرفكَ يا سلمان .. وقبل العبور للراحلين والنداء عليهم بصوتِ الشجي ..!
ولـِ أذكر شارع الصناعة وذكرياته الجميلة كـ أنتَ الآن تمامًا .
لأنه ببساطة مختلف تمامًا عن بقية رفاقه , و الوحيد بينهم الذي حضني وأنا ثرية بالسعادة , متشبعة بالآمال والأمنيات الصغيرة والجميلة جدًا !
كما أن قدامي أبدًا لم تعانق أرضه وهي مثقلة بحمل الحنين/الحزن وملامح الفقد الشديد !
شـارع الصناعة .. والحكايات الندية المحنطة بِـ إطارات جميلة داخل الذاكرة .
هناك حيث تأخذني جدتي الراحلة -رحمة الله ومغفرته تغشاها- مع السائق المصري , بعد ما تنتهي من أخذ التحاليل في المركز الصحي , وندخل له من معبر العطارات ,
حيث على اليسار تمامًا المحل المقصود في بيع حبة السمراء لهُ . ثم تعطيني ودون مبالغة نصف قيمة البيعة غير الهبة التي تأتيني من هنا وهناك ,
ثم تمسك يدي بقوة خوفًا من أن تفرط بها وأتوه , فـَ نسير بخطى متسارعة نحو البائعات حيث كان لها مسنة تعرفها وتشتري منها لا لِـ شيء فقط جبر الخواطر .
ونعبر الشارع الطوييييل لنصل لمركز السوق , ومحلات الذهب والقبة الكبيرة , وهناك أنا من يمسك بِكلتا يدايّ يد جدتي خوفًا من فقدها , وضياعي .
فــَ نظرات المرأة المسنة لتحضر لي وتأخذني عندها بائعة وينسوني أهلي خلاص وأصبح بعد ذلك أبنتها . - هكذا كان تفكيري نتيجة لسرد أهلي
حكايات خيالية لِتحذيري من التهاون في ترك يد جدتي أو من صاحبني لِـ هناك-
كثيرًا ما أزور هالشارع من قبل جدتي أو خالاتي , بحكم تواجدي الكثير عندهم ولأني الوحيدة الصغيرة هناك فـَ كل ما أريده من ذاك الشارع مطلب ومن الضروري إحضاره !
أدين لذلك الشارع الشيء الكثير مقابل تلك الذكريات الجميلة والتي غالبًا لن تتكرر . ()
.
ولِحرفكِ المُترف بالجمالِ اليوم حديث يا سلمان ..
أجدت صياغة الحديث في رسم الذكريات داخله , فتجد لكل حرف إيقاعٌ خاص يُراقص به مشاعرنا ,
ويحاكي ذكرياتنا لتنطق بعد الصمت الطويل !
.
أسرفت كثيرًا في الهطول اليوم , ورغم ذلك وددت لو لم تنتهي !
شكرًا لهذا الرحلة الصباحية , شكرًا لحرفكَ وجماله .
وجمعة مباركة .