***
كَانَتْ تَبْنيْ الأحْلامَ عَلى وَرْدٍ جَذَّابٍ وَ كَأنَّهَا أُعْطِيَتِ الحَيَاةُ عَلى طَبَقٍ مِنْ ذَهبٍ لِتَخْتَارَ مَا تَشَاءَ لَهَا فِي حَيَاتِهَا ..
مُسْتَقْبَلَهَا بِضْعُ وَرَقَاتٍ دَاخِلَ مُذَكَّرَتِهَا وَأمْسُهَا كُتُبٌ مَصْفُوفَةٌ عَلى مَكْتَبِهَا
وَالِدُهَا ..الذيْ يَجْلِبُ لَهَا الوُرودَ كُلَّمَا عَاَدَ إِليْهَا بَعَدَ سَفَرٍ مُتْعَبٍ كَيْ يَغرِسَ الوَرْدَ دَاخِلَ يَدْيَهَا النَّاعِمَةْ ..!
وَفِيْ كُلِّ صَبَاحٍ يَسْتَيْقِظُ عَلى ابْتِسَامَةٍ مِنْهَا وَ " تَصْبِيحَةٍ " وَدُودَة ..!
وَ في المَسَاءَ هِيَ القِصَّةُ في حَيَاتِهِ ، وَهِيَ القَمَرُ في سَمَاءَهـُ ..!
أُمُّهَا ..التي لَمْ تَنَمْ إلا بِرَائِحَةِ تَْقبيلِهَا لِيَديهَا تَلْتَصِقُ في أَرْجَاءِ مَنْزِلِهَا ..!
وَ صَبَاحُهَا الذيْ تَقْضِيهِ عَلى شُرْفَةِ غُرْفَتِهَا تَرَى لَعِبهَا وَضَحِكهَا ..!
وَلَيْلُهَا الذيْ تَقْضِيهِ عَلى حَافَةِ سَريرِهَا ..!!
عُمْرَاً تَرَاهـُ مِنْ ثُقْبِ جدَارٍ كَئِيبٍ قَدْ فَاَرَقَهَا وَابْتَعَدَ عَنْهَا ، وَ شَيئَاً في حَيَاتِهَا مَا زَالَتْ تُحَاوِلُ أَنْ تَسرِقُ مِنْه أَحْلامُهَا ..!
نَعَشٌ مُخِيفٌ وَضَعَتْ بِهِ حَيَاتَهَا يَوْمَ أَنْ وَدَّعَتْ بِهِ وَالِدُهَا ..!
كَأنَّ أَرْجَاءَ المَدينَة الكَئيبَةَ تَهُزُّهَا أَجْرَاسُ الكَنَائِسِ لِتَتَوَجَّس القُلوب شَيْئَاً مَا تَخَافُهُ
شَمْعَةً انْطَفَأَتْ وَحَيَاةً انْحَرَفَتْ ، وَزَمَنَاً مُخِيفَاً أَخَذَ مِنْهَ قَلْبَهَا لِيُسَافِرْ بِهَا لِدُنْيَا المَتَاعِبِ والشَّقَاء ..!
هِيَ وَ أُمُّهَا ..
***
سَأعُودُ لأُكْمِلَ إِنْ شَاءَ الله