***
كُلُّ بَيْتٍ يَمِيلُ أَحَدُ أَرْكَانِهِ تَنْهَارُ قُوّتُه ..
لَم تَكُنْ عَجَلةُ الحَيَاةِ سَريعَةْ ، وَ لا الوُجُوهـُ مُتَبَدِّلَةْ لَكِنَّ الخَوْفَ قَدْ غَرَسَ في الحَيَاةِ أَنْيَابَه
فِيْ الأَمْسِ كَانَ أَبيْ يَجْلسُ عَلى ذَاكَ الكُرْسيُّ في فِنَاءِ قَصْرِنَا وَمَعَهُ كُوبَهُ وَ " جَريدَتُه " وَأنَا هُنَاكَ أَلهُو وَألْعَبُ تَحْتَ نَاظِرِهـِ ، وَ أُمِّيْ تُجَهِّزُ عَشَائَنَا ، وَ كُلُّ زَاوِيَةٍ في بَيْتِنَا الفَرَحُ يَمْلَئُهُ ..!
اليَوْم .. أَنَا وَ أُميَّ في غُرْفَةٍ وَاحِدَةْ ، وكُرسيُّ وَالِدِنَا قَدْ كَسَاهـُ الغُبَارُ وَملامِحُ وَجْهِهِ غَائِبَةْ ، وَكُلُّ شَيءٍ في بَيْتِنَا يَمْلئَهُ الحُزْنُ والخَوْفُ يَسْكُنُه ..!
هَذَا مَا جَاءَ في مُذَكِّرَةٍ وَاحِدَة ..
كَانَتْ تَخْرُجُ في الصَّبَاحِ بِوَجْهٍ شَحيحٍ وَ قَلْبَاً لَعِبَ الحُزْنُ بِهِ وَبَعْثَرَهُـ
وَتَجُرُّ خَلْفَهَا " كِيسٌ " اعْتَاَدَتْ أَنْ تَتَرَبَّعُ بَيْنَ المَارَّةِ لِتَعْرِضَ مَا مَعْهَا وَ تبَيِعُهُ ..!
صَمْتٌ يَمْلئُ قَلْبَهَا وَجْرحَاً بِدُموعِهَا تُلَمْلمُهُ ..!
مَاذا لَوْ رَأيْتَنيْ يَا أَبيْ بَيْنَ أَقْدَامِ النَّاسِ أَبْحَثُ عَنْ مَقْعَدَاً عَلَّهُ يُغِذيِّ جَرْحيْ وَيُطِعمُهُ ..!
هَذَا مَا جَاءَ في مُذَكِّرَةٍ ثَانيَة ..
***
سَأعُودُ لأُكْمِلَ إِنْ شَاءَ الله