***
بَاتَتْ حَيَاتُنَا دَاخِلَ أَحْضَانِ غُرْبَةٍ مُوحِشَةْ ، وَسَتَائِرُ النَّوافِذِ تُخِيفُنَا حِينَمَا تَتَلاعَبُ بِهَا الرِّيَاح مِنْ حَوْلنَا ..
مَا زِلْتُ غَيْرَ مُسْتَوْعِبَة مَا حَدَثَ ، غَيْرَ أنَّ حَيَاتِنَا التيْ نَعيشُهَا قَدْ لَبَستْ قِنَاعَاً آَخَرَ غَيْرَ الذيْ اعْتَدنَاهـُ عَليْهَا ..
حَتَّى مَنْ يَعيشُونَ حَوْلَنَا , رَسَمَتْ أَعْيُنَنَا لَهُمْ حَيَاةً كَسيرَةْ ..!
أُمِّيْ ..
تِلْكَ التيْ تُحَاوِلُ أَنْ تَأخُذني مِنْ عَالَم التَّفكيرِ المُؤْلِمِ وَتُخْفيَ دَاخِلَ قَلْبهَا جِبَالاً مِنْ هُموم ..!
تَضْحَك بِوَجْهِيَ وَكأنَّ ضَحِكهَا يَزيدُ جِرَاحَاً دَاخِلَهَا ..
مَنْ يَعيشُ بِلا رَجُلٍ كَالأعْمَى الذيْ فَقَدَ دَليلُهُ ..!
أَسْئِلَة تُزَاحِمُ خَاطِريْ وَشَيئَاً مَا أَخَافُهُ .. أَخْشَى سُؤالَ أُميَ فَتَتَعثَّرَ في الإجَابَةْ ..!
كُلَّمَا أَخْفَتِ الشَّمسُ شُعَاعَهَا جَلَسَتْ عَلى حَافَةِ سُلَّمِ البَابِ الخَارِجيْ وَكأنَّهَا تَنْتَظِرُ أَحَدَاً مَا سَيُعودْ ..!
يَا تُرَى هَلْ سيأتيْ مَنْ أَخَذَ أَبي لِيأخُذَ أُميْ ..!
كُلُّ شَيءٍ تَغَيَّرَ فِيهَا ، طَريقَةُ حَيَاتِهَا ، وَمَلاحُ وَجْهِهَا .. كَأنَّ ذُبولُهَا قَدْ بَانَ في عَيْنَيْهَا ..!
أَرْضُنَا جَفَّتْ ، وَمَنَابِعُ سَعَادَتِنَا قَدْ أَجْدَبَتْ ..
أَنَا وَأُمي ..
رَكَبنَا مَرْكَبَاً نُريدُهـ أَنْ يَأخُذَنَا لِعَالَمٍ نَجْهَلُه ..!
نَحْيَا .. نَمُوت لا شَيْءَ أَصْبَحَنَا نَهَابُهُ ..
هَذَا مَا جَاءَ في مُذَكِّرَةٍ ثَالِثَة ..
***
سَأعُودُ لأُكْمِلَ إِنْ شَاءَ الله