.
أسأل الله أن يحفظ الشيخ العبيكان ويوفقه لكل خير وصلاح ..
أحبتي .. أنا في ردي هذا لست مع أو ضد هذه الفتوى ,
ولكنني أحببت أن أوضح للأخوة والأخوات الفضلاء أن هذه المسألة قد أختلف فيها من قديم ..
حتى لا يأتي البعض ويقدح في عرض الشيخ ويسيئ له ـ كما في رد سابق ـ
ليوهم النّاس بأن الشيخ العبيكان ضال مضل ! ولاحول ولا قوّة إلا بالله .
طبعاً : لابد أن ندقق في فتوى الشيخ وأنها في حال الضرورة والحاجة ..
ثم لامانع أبداً أن نرد هذه الفتوى ولانقبلها مادمنا نأخذ بكلام علمائنا !
لكن الأهم أن نحذر من التعدي على أعراض المخالفين واستباحتها !
أحبتي .. للعلم فإن هذه المسألة خلافيّة
فممّا قاله الشيخ بن عثيمين "رحمه الله" - مع أنه لايرجح هذا القول - :
( ... وقد ذهب بعض العلماء إلى أن رضاع الكبير مُحرِّم لعموم قوله تعالى (وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ) ولأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لامرأة أبي حذيفة بالنسبة لمولي أبي حذيفة سالم قال أرضعيه تحرمي عليه وكان كبيراً يخدمهم وأستدل بعض العلماء بهذا على أن رضاع الكبير مؤثر ومحرِّم لكن الجمهور على خلاف ذلك وأنه لا يؤثر ولا يُحرِّم واختار شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله التفصيل وقال إذا دعت الحاجة إلى إرضاع الكبير وأرضع ثبت التحريم وإلا إذا لم يكن ثم حاجة لم يثبت ... )
للفائدة هذا رأي لشيخ - بن عثيمين - "رحمه الله" في هذه المسألة :
( .. وأما ما سأل عنه أنها تكون أم له فلا تكون أماً له لأن من شروط الرضاع أن يكون خمسة رضعات فأكثر فإن كان دون ذلك فإنه ليس بمحرم أي لا يوجب أن يكون الرضيع محرما للمرأة التي رضع منها ولا تكون هي محرمةً عليه كما أن من الشروط أيضا عند جمهور أهل العلم أن يكون الرضاع في زمنه أي في الزمن الذي يتغذى فيه الطفل بالرضاع أما إذا تجاوز ذلك الزمن بأن فطم ولم يكن مرتكزاً في رضاعه على اللبن فإن تأثير اللبن في حقه غير واقع، لا يؤثر .. )
( .. ولكن الراجح ما ذهب إليه جمهور العلماء ويدل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهي عن الخلوة بالنساء قالوا يا رسول الله أرأيت الحمو قال الحمو الموت محذراً من خلوة قريب الزوج لزوجته ولو كان الرضاع موجباً لتحريم الخلوة لبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك لدعاء الحاجة لبيانه لقال مثلا إذا كان للزوج أخ وهو معهم في السكن فهو محتاج إلى أن يخلو بزوجته، ولو كان ثمة علاج لهذه الحالة الواقعية التي يحتاج الناس إليها لقال الرسول عليه الصلاة والسلام ترضعه وتنتهي تنتهي المشكلة، فلما لم يبين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك مع دعاء الحاجة إليه في هذا الأمر العظيم دل هذا على أن لا اثر في رضاع الكبير وهذا هو الراجح وأنه ينبغي تجنب إرضاع الكبير مهما كانت الظروف حتى لا يقع في مشاكل. )
.