..
خَــوَاطِــرَ جَــيُــاشْــةِ .. لْحَبِيبُ الْقُلُوْبُ .. أَبُوْ عَبْدِالْلَّهِ .. خَالِدٍ بْنِ عَبْدِاللّهِ الْعُمَّارِ ــ رَحِمَهُ الْلَّهُ ــ
مَرَّت لَيْلَة ..أَخَالُهَا سُنَّة .. بَل أَظُنُّهَا دُهُوْر..
مَا بَال الْوَقْت مِن بَعْدِك لَا يَمْضِي ..
مَا بَال النَّوْم مِن بَعْدِك لَا يَأْتِي ..
بَل مَا بَال الْجُلُوْس بَيْن الْخِلَان مِن بَعْدِك لَا يَهْنَأ و لَا يُحَلَّى ..
مَا بَال وَمَا بَال وَمَا بَال ..!!
.. تَأْسُرُنِي الْكَلِمَات .. وَ أَعْجَز عَن الْوَصْف ..
لِمَا يَدُوْر بِخُلْدِي .. وَبِمَا نَغَص عَلَي سُكُوْنِي ..
حَق لِنَفْس بَعْدِك يَا أَبَا عَبْدِالْلَّه .. أَن تَنَعْزِل عَن الْنَّاس ..
وَحُق لِعَيْن أَن تَسْكُب لِأَجْلِك وَافِر الْدَّمَعَات ..
وَحُق لِخَل فَارَقَك .. أَن يُفَارِق مَعَك الْأُنَاس ..
مَاذَا عَسْاي أَن أَقُوْل .. !!؟
خَفَق الْقَلْب وَارْتَعَشَت الأَيَادِي ..
وإِنْتَفّض الْجَسَد وَارْتَعَبَت الْأَنَامِل ..
إِنْهَمْري يَا دُمُوْع .. و أَطْفِئِي نَار حُرْقَتَي ..
إِنْهَمْري يَا دُمُوْع .. و أَمْلَئي قَلْبِي الْمَكْلُوم..
أنْهَمْري يَا دُمُوْع .. و اتُرَكَّي نَفْسِي تَغْرَق ..
بـ مَاء الْعَيْن الْمُنْسَكِب ..
عَل شَيْئا مِن مَا فِي الْقَلْب أَن يَخِف ..!
أَو أَن يُكَل الْدَّمْع فَيَقِف أَو يَجِف .. !
بَدَأَت اهَذِي بِكَلِمَات كَان يُرَدِّدُهَا الْمَرْحُوْم ..
حَتَّى أَصْبَحْت كَمَن غَم عَلَى عَقْلِه ..
وَأَصْبَح يَنْطِق بِكَلِمَات لَا يَفْقَهْهَا ..
أَبَا عَبْدِالْلَّه .. يَكْفِيْنِي مِن مَّشْهَد وِدَاعِك .. مَا رَأَيْتُه مِن تِلْك الْجُمُوْع..!
الْكُل يَبْكِي .. مِن صِغَار و كِبَار .. مِن زُمَلَاء و إِخْوَان ..!
يَبْكُوْن لِمَاذَا ..!!
لـ إِبْتِسَامَتُه الَّتِي لَا تَقِف ..
وَلـ عَطَاءَه الَّذِي لَا يَنْضَب ..
وَلـ قَلْبِه الَّذِي أَسَر الْكُل بِطِيْبَتِه و نُبْلِه .. و كَرِيْم أَخْلَاقِه ..
آُآُآِآِآِآه .. أَنْطَق بِهَا .. بِمَا تَعْنِيَه مِن مَعَانِي الْتَّأَوُّه و الْغَّم ..!!
رَحَل .. وَكَّلْنَا رَاحِلُوْن ..
رَحَل .. وَكَّلْنَا سَائِرُوْن إِلَى ذَاك الْدَرْب ..
عَزَاؤُنَا الْوَحِيْد .. أَن خَيْر الْأُمَّة مُحَمَّد .. قَد مَضَى وَسَار عَلَى هَذَا الْطَّرِيْق ..
فَاللَّهُم تَقَبَّل عَبْدُك أَبَا عَبْدِالْلَّه ..
وَأَكْتُبُه مَع الْصَّالِحِيْن وَأحْشُرِه مَع نَبِيِّك مُحَمَّد و الْصَّحَابَة أَجَمِيعَن ..
وَأَجْمَعْنَا الْلَّهُم بِه فِي أَعْلَى جَنَّات الْنَّعِيم ..
يَا أَرْحَم الْرَّاحِمِيْن ..
كَتَبْتُهَا .. وَفِي قَلْبِي حُرْقَة.. مِن دَم يَنْزِف ..
أَبِى عَن الْوُقُوْف .. مَالَم يُسَطِّر بَعْض الْحُرُوْف ..
فِي رَجُل .. لَيْس .. كـ بَقِيَّة الْرِّجَال ..
إِلَى الْلِّقَاء فِي جَنَّات الْخُلْد يَا أَبَا عَبْدِالْلَّه ..
لم أعتد على كتابة مثل هذه الخواطر ..
لكنك أجبرتني على المحاولة ..
فمثلك من النادر وجودهم في زمننا هذا ..
كَتَبَه..
رواق س ق و
بِتَارِيْخ 17-6-1431هـ
يَوْم الِاثْنَيْن
مَسَاء 11.30