.
.
شَجْبٌ .. اسْتِنْكَار .. وَ أُمَّةٌ يَأكُلَهَا الحِصَار ..!
بِدَايَة ..
أَحْسَنَ اللهُ عَزَاءَكُم وَعَزَاءَ الأُمّةِ أَجْمَع ، عَلى فَقْدِ سمَاحَة الوَالِد العَلاَّمةِ عَبْدُ اللهِ بِن غديَّان رَحِمَهُ اللهُ وَتجَاوَزَ عَنْهُ وَأَسْكَنَهُ فَسيحَ جَنَّاتِهِ ، كَمَا نَسأَلُهُ تَعَالى أَنْ يَخْلُفَ للأمَّةِ خَيْرَاً كَيْ لا تَزلَّ قَدمَهَا خَلْفَ أَهْلِ الرَّضَاعَةِ في الكِبَرِ وَ المُرْتَقينَ عَلى الخِلافْ .!!
***
دَمْعٌ يَمْلئُ العَيْنَ ، وَحُزْنُ قَلْبٍ مُؤْلِمٍ أَنَّ نَرَى أُسْطولاً يُبْحِرُ بِكُلِّ قُوَّةِ وَعِزَّةٍ ، بَيْن َأحْضَانِهِ عِدَّةُ وُجوهـٍ وَدِيَانَاتٍ وَثَقَافَاتْ ، وَلا نَجِدُ لَنَا مَكَانَاً ، وَلا لِعَلَمِ دَوْلَتِنَا الذيْ يُرَفْرِفُ بِكَلِمَةِ التَّوحِيدِ لَهُ مَكَانَةً وَلا مَسَافَةً ضَئِيَلَةْ ..
قِصَّةُ غَزَّةَ أَصْبَحَتْ كَقِصَّةِ الدَّجَاجَةُ والذِّْئْبِ تِلْكَ القِصَّةُ التيْ لَطَالَمَا شَغَلتْ عُقولُ الصِّغَارِ ، وَ أَرْهَبُوا عُقولَهُم ، وَ أَخْبَرُوهُم عَنْ مَكْرِ الذِّبِ وَغْدرِهـِ ، وَلَمْ يَتَطَرَّقُوا لِشَيءٍ يُنْقِذُ الدَّجَاجَة ..
شَيءٌ مُؤْلِمٌ حَتَّى الثَّمَالَة ، وَوَاقِعٌ يَنْدَى لَهُ الجَبينُ مِنْ المَرَارَةْ ، وَ شُعُوبٌ مَكْلُومَةٌ لَيْسَ بِيَدِهَا أَدْنى حِيلَةْ ..!
هَوَانٌ يُري العَالَمَ ذُلَّنَا ، وَتَعدٍّ غَاشِم يُصَوِّرُ مَدَى اسْتِحْقَارِ العَدوِّ لَنَا ، وَ صَمْتٌ يَتْبَعُهُ شَجْبٌ َأو اسْتِنْكَار يَجْعَلُ العَدوَّ يَضْحَكُ عَليْنَا ، لَيْسَ لِضَعْفِنَا فَقَطْ بَلْ لِتَفَاهَتِنَا ..!
تَمَنَّيْتُ أَنْ أَجِدَ مُبَرِّرَاً وَاحِدَاً نَتَسَتَّرُ خَلْفَهُ وَنَحْفَظُ شَيْئَاً مِنْ كَرَامِتنَا ، صِرْنَا كَالذيْ يَفْسَخُ حِذَاءَهـُ وَيَمْسَحُ بِهِ وَجْهُهُ ، قَدْ اخْتَلَفَتْ عَليْهِ مِنشَفَتهُ مِنْ حِذَاءِهِـ مِنْ سُوءِ حَالِهِ ..!
وَضَجيجٌ إِعْلاميٌّ لِعَقْدِ الاجْتِمَاعَاتْ ، وَالنَّتَائِجُ تَظْهرُ مَعَ جَمْعٌ مِنْ الابْتِسَامَاتْ حَتى لا يُغيضَ العَدو " نَشْجْبُ وَنَسْتَنْكِرْ ، وَنُدِينْ " ..!
يَا الله .. حَتَّى الشَّجَاعَةُ قَدْ مُسِخَتْ مِنْ هَذهـِ الأُمَّةِ بَعْدمَا مُسِخَ قَبْلَهُ عِزَّهَا ، وَ الذيْ أَوْصَلنَا لِذَلِكَ أَشْيَاءٌ قَدْ أَجَابَنَا النَّبي صَلى اللهُ عَليْهِ وَسَلَّمَ بِهَا حِينَمَا قَالْ : [إِذَا تَبَايَعْتُمْ بِالْعِينَةِ ، وَأَخَذْتُمْ أَذْنَاب الْبَقَر وَرَضِيتُمْ بِالزَّرْعِ ، وَتَرَكْتُمْ الْجِهَاد سَلَّطَ اللَّه عَلَيْكُمْ ذُلًّا لاَ يَنْزِعُه حَتّى تَرْجِعُوا إِلَى دِينِكُمْ ] الحَدِيثْ .
وَمَا زَالَ الشَّعْبُ الأعْزَلُ المُسْكِينُ يَأُكُلُه الحِصَارُ ، وَالمُسْلِموُنَ مُنْشَغِلُونَ بِاجْتِمَاعَاتِهِمْ وَشَجْبِهِمْ ، وَيَمُوتُ مِنْهم فيِ اليَوْمِ العِشَرَاتْ ، وَيُجوَّعُ الآلافُ وَيُهَانُ المَلايينُ ، وأُولئِكَ غَارِقُونَ في سُبَاتِهِمْ ..!
لا نَعَلْمُ مَنْ الذيْ أَسْقَاهُمْ مَا يَجْعَلُهم في سُبَاتِهِمْ يَغْرَقُونْ ، فَلَرُبَّمَا مَاتَتْ أَحَاسِيسُهمْ ، وَنَزَعَ اللهُ مِنْ قُلوبِهِم الرَّحْمَة تِجَاهـَ إِخْوَانِهِمْ ..!
يَا أُمَّتيْ .. أَيُّ الجِرَاحِ تَشْتَكيْ !!
صَمْتٌ حُكَّامٍ غَفوا ، أَمْ دِمَاءُ شَعْبَكِ ..!
وَأيُّ صَوْت حَزين تَسْمعَيْ ..
مُسْلِموَنَ تَظَاهَرُوا ، أَمْ أَوْجَاعُ حِصَارُكِ ..!
سَيُزَحْزِحُ اللهُ عَنْكِ هَمَّكِ وَالنَّصْرُ آَتٍ فَا ثْبُتيْ ..!
إِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ وَتَعالى لَنْ يُضَيِّعَ أُمَّتَهُ ، وَسَيْجَعلُ للمُسْلمينَ خَلفَاً يَنْتَصِرُ لَهَا بِإذْنِهِ ، فَلَطَالَمَا كَانَ الصَّمْتُ مُطْبِقٌ مِنْذُ زَمَنْ ، وَاليَوْم رُوحُ الخِلافَةِ العُثْمَانيَّةُ المُسْلمَةُ تَغْرِسُ رَكَائِزَهَا لِتَسْتَظِلَّ بِهَا الأمَّةْ ، وَ تَنْتَشيَ شَيئَاً مِنْ عَبيرِهَا الذيْ أَغْبَرَتْهُ السِّنين ، وَكَأنَّ فَتْرَةَ غَيَابِهَا ، هِيَ فَتْرَةً لِاسْتردَادِ الرُّوحْ ، فَقيَّضَ اللهُ لَهَا رَجُلاً كَاسْمِهِ طَيِّبَاً ، تَجْري في عُروقِهِ دِمَاءٌ كَمَا جَرَتْ في عَصْرِ الفَاتِحِ ، وَأَخَذَ بِزَمَامِ القُوَّةِ والعِزَّةْ ، فَهُوَ الذيْ أَجْهضَ العلمَانيَّةَ مِنْ هَذهِـ الأمَّةْ ، وَ أَعَادَ للمْرَأةِ في حِجَابِهَا العِزَّةَ وَ الكَرَامَةْ ، وَ أَقَرَّ اللُّغَةَ العَربيَّةْ في مَنَاهِجِ الدِّرَاسَةْ ، وَكُلَّ هَذهِـ الأشْيَاءُ لَيْسَتْ إلا شَيْئَاً يَسيرَاً يُذْكَرُ في مَسيرَتِهِ ..
في الأمْسِ كَانَ العَربُ يَجْتَمِعُونَ عَلى مَائِدَةٍ يَزْعُمونَ بِأنَّهَا للشَّجْبِ والاسْتِنْكَارْ ، وَهُوَ مُجْتَمِعٌ بِرَئيسِ هَيْئَةِ الأرْكَانِ وَقُوى الجَيْشْ ..!
وَبِالأمْسِ كَنَّا نَنْتَظِرُ قَرَارَاً إِسْلاميَّاً في النُّصْرَةِ –حَالمين - ، فَيَعِدُ غَزَّةَ بِأَسَاطيلَ بَحْريَّةٍ جَديدَةٍ بِحَمَايَةٍ تُركيَّةٍ عَسْكَريَّة ..!
وَبِالأمْسِ تَتَبَاحَثُ الدُّولُ الاسْلاميَّةُ بِشَأنِ رَعَايَاهُمْ الأسْرَى ، فَيُطْلَقُ سَرَاحَهَا اسْتِجَابَةً لأَمْرِ تُرْكيَاَ ..!
يَا تُرَى لِمَاذَا كُلُّ هَذا الخَوْفُ مِنْ تُرْكيَا ..!
كُلُّ مَا في الأمْر والإجَابَةُ لَيْسَتْ بِهَذهِـ الصُّعوبَةْ : [
إِنْ تَنْصروُا اللهَ يَنْصُركُمْ وَ يُثَبِّتْ أَقْدَامَكُم ]
والنَّصْرُ آتٍ لا مَحَالَةْ بِإذْنِ اللهِ وَحْدَهـُ
قَالَ الشَّيْخُ مُحمَّد المُنَجِّد حَفِظَهُ الله : "
الأَتْرَاك المُسْلِمُونَ يُعِيدُونَ إِلَى الأَذْهَانِ الارْتِبَاط بَيْنَ العُثْمَانِيينَ وَالأُمَّة الإِسْلامِيَّة ، وَيُوقِظُ في النُّفُوسِ الحَنِينُ إِلَى الخِلافَةِ الإِسْلامِيَّة التي تَحْمِي حِمَى المُسْلِمينَ في كُلِّ أَنْحَاءِ العَالَمْ " فَلَكَ اللهُ يَا طَيِّبَ أَرْدُوغَانْ ، كَمْ أَيْقَظْتَ مِنْ أَقْوَامٍ نِيَامْ .
***
كُلُّنَا أَمَلٌ بِاللهِ ثُمَّ بِعُلمَائِنَا وَحُكَّامِنَا .. أُمورٌ للهَاوِيَةِ تَقُودنا
أَخيرَاً .. إِنْ صَوَابٍ فَمِنْ اللهِ وَإنْ خَطأ فَمِنْ نَفْسي وَالشَّيْطَانِ
دُمْتُم بِحِفْظِ الرَّحْمَنِ وَرِعَايَتِهِ
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ