مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 06-06-2010, 04:33 AM   #6
د / ماسنجر
طائر .. أتعبته الهجرة
 
صورة د / ماسنجر الرمزية
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
البلد: مَع حِبر الأحـرُف
المشاركات: 822
يا غبي .. !
.
.

يعيش أحدنا وهو لا يعلم أن الغباء فيهِ ..
تشعّب حتى تراكم حتى كثُرَ حتى ملأهُ حتى احتواه ..
ثم يقول عن أحدهم : غبي ! ..
.
.

يُصلي مع الإمام ثم يسمعه يقرأ في الآية الكريمة : ( وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم ماكان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ... الآية ) ..
عَلِمَ أن الشيطان دعاه إلى الفسق والعصيان والذنوب ثم استجاب له ..
ويخرج من المسجد بعد أن يبحث في فكره عن جدول أعماله ..
وإذ به يذهب برجله إلى السواد .. إلى السيئة .. إلى اللعنات التي تنتظره ..
وهو لا يعلم أن هذا قمة الغباء الذي يعيشه هو ..
لم يكن المعلم كاذباً في حديثه لذلك الطالب ..
بل كان صادقاً عندما قال له : يا غبي !
أي إنسان يتراكم الغباء في داخله حتى يُعمي بصيرته ..!
ونراه في أموره الأخرى ذكياً فتياً فطناً ..
أما في تلك الأمور البسيطة السهلة التي لا تريد معلماً ولا أستاذاًَ ..
يجهل بها .. عفواً عفواً .. يكون غبياً في التعامل معها ..
ثم تأتي الأخرى وتبكي .. وتصرخ .. وتتساوى مع الأرض ..
ذلك أن أحدهم قد لعب بنقائها حتى لوّنه بالألم ..
واستباح عفّتها حتى نهشها واستثار داخلها وأسرها ..
وهي لا تعلم أن الشيطان دعاها واستجابت له ..
ثم يقول لها الشيطان : ( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم )
فتبكي وجعاً وتنثر الدمع ندماً حتى تصل إلى :
( ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي ) ..
ثم تعلم أنه لن يغيثها ولن تغيثه ..
فتلعن نفسها وتشق ثوبها حتى تموت ..
وتصل إلى درجات الغباء أيضاً أن تنسى أن لكل مشكلةٍ حَلاً ..
وتنسى قوله تعالى : ( قل ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم ) ..
وعندما تتذكرهُ ! .. تعلم علماً يقيناً أن باب الأمل فُتح ..
وتعود إلى صوابها .. وتستخرج غبائها الذي كان بها ..
.
.

والغباء يقع في أمورٍ كثيرة ..
وفي أخطاء شتى ..
فانتشل غبائك أيها الإنسان ..
وكن ذكياً في حياتك ..
وتعامل مع عقلك لا مع عواطفك ..
واسلخ العاطفة منك عندما تريد أن تعمل عملاً ..
ثم البسها بعد الانتهاء ..

.
.


د / ماسنجر
__________________
[POEM="type=1 font="bold large 'Traditional Arabic', Arial, Helvetica, sans-serif""]على مهلك .. ترى ذكراك ماتت = وأغصان الفراق اليوم حيّه
عيوني .. عن لقاك اليوم صامت = وحبّك زال عن دنياي ضيّه[/POEM]

سَلمان
د / ماسنجر غير متصل