.
كان من أحب الأصدقاء إليَّ , إنقطعت أخباره عني فترة ليس بالقصيرة وذلك لإرتباطه بأشغال تجاريّة ..
حاولنا قدر المستطاع أن نتلاقى سويًا لكن أشغال هذه الدنيا
وكذلك التسويف يحول بيننا وبين اللقاء المنتظر !
رن هاتفي ذات مساء , فإذا به صاحبي الغالي آنف الذكر
فرحت كثيرا لما رأيت اتصاله /:
هو يحادثني بلهفةِ ويسأل عن أخباري بحرارة !
ثم سألني قائلاً :
لم لانلتقى هذا المساء ؟
إعتذرت منه كثيراً بأني لاأستطيع , فاتصاله جاء متأخرا نوعًا ما
وأجلنا موعد اللقاء إلى الخميس القادم بإذن الله !
مضى الأسبوع وجاء الخميس
إلا أنَّ صاحبي وافاه الأجل في نفس يوم موعدنا
نعم فقد إنتقل إلى رحمة الله عبر حادث بسيارته .. !
حقًا موقف عصيب على القلب !
أقول في نفسي ياليتني , ياليتني , ياليتني لم أؤجل موعدنا
لأسعد باللِّقـاء الأخير معه ..
لكن قدر الله وماشاء فعل , ونرضى ولانسخط ..
آآآآه رغم مرور سنتين على ذلك الموقف
إلا أنه لايزال طيف ذكراهُ يجول في خاطري , وحلاوة مواقفه الجميلة مستقرةً في ذاكرتي
أختصر لكم سيرته /:
هو شاب يافع , طاهر القلب , أبيض السريرة أحسبه كذلك ..
لم أعهده لعانًا ولاشتامًا ولاسيء الخلق ..
تعرفت عليه في حلقات تحفيظ القرآن الكريم
ومازالت مسيرتنا سويًا ممتدة لأكثر من 8 سنوات حتى أتى أمر الله , والحمد لله ..
وأقول وداعًا أيها الصديق الغالي .. وجمعنا الله وإياك في جنان الخلد ..
إن مثل هذه المواقف لهي تذكير للإنسان , وتعريف موجز لموت الفجأة !!
نعم موت الفجأة !!
إني أكتب هذه السطور وربما تكون آخر سطورٍ أكتبها لكم , فمن يدري فالأعمار بيد الله !
أنت تقرأ هذا الحروف ولربما تكون آخر حروف تقرأها !
هل تضمن الحياة لدقائق قادمة .. ! أنفاسك معدودة وأيامك محسوبة ..!
أدعوا نفسي وأخواني أن نتأهب ونستعد للدار الآخرة ..
وليتكم تترحموا على صاحبي !
أسأل الله أن يغفر له ويرحمه ويتجاوز عنه , ويوسع مدخله في جنات النعيم ..
اللهم إني أحبه فيكَ ولم أعهد عنه إلا كل خير فاللهم جازه عنا خيراً , ووسع له في قبره , وأجعل مصيره الفردوس الأعلى , والمسلمين آجمعين !
.