مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 23-08-2004, 04:59 AM   #39
استشهادي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2004
البلد: بين المحيط الاطلسي والصين
المشاركات: 30
[align=justify]وأورد هذا المقال لعل صاحبه ابلغ مني:

"... وقد أمر الله بالرَّدِّ إليه عند التّنازع ، والنزول عند حكمه والاستسلام له ، فقال عزَّ وجلَّ : {فإن تنازعتم في شيءٍ فردُّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر} وقال {فلا وربِّك لا يؤمنون حتّى يحكِّموك فيما شجر بينهم ثمَّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيتَ ويُسلِّموا تسليمًا}.

وأكثر المخالفين للمجاهدين ، من إخواننا طلبة العلم ، ومشايخنا العلماء ، ومن تزيَّى بزيِّهم ونسب نفسه إليهِم وعدّه النَّاس في زمرتهم ، لا يردُّون مسألة النِّزاع إلى الدليل عند التخاصم ، بل يأبون الكلام على محلِّ النِّزاع ، ويتعامون عنه ، ويعرضون عمّن يدعوهم إليه.

فهم يرون أنَّ المجاهدين يكفِّرُون حكَّام جزيرة العرب ، وغيرهم من الحاكمين المتولِّين للكُفَّار بغير ما أنزل الله ، فلا ينزلون إلى محلِّ النِّزاع ، ولا يرضون بالحديث عنه ، فيردّون عليهم بذكر نصوص طاعة وليِّ الأمر ، مع علمهم اليقينيِّ أنَّ المجاهدين لا ينازعون في وجوب طاعة وليِّ الأمر المسلم ، ولو نازعوا في هذا الأصل المعلوم من النصوص بالضرورة لكفروا ، وإنَّما نزاعهم في تحقيق المناط ، وفي إسلام هذا الحاكم ، وكذا ذكرهم لنصوص حرمة المعاهدين ، وعصمة دمائهم ، مع علمهم ومعرفتهم أنَّ المجاهدين لا يرون إباحة دم المعاهد ، ولو قالوا بهذا لكفروا بعد قيام الحجَّة لجحودهم النُّصوص القطعيَّة ، ولكنَّ المجاهدين ينازعونهم في صحَّة هذه العهود ، وعدم انتقاضها.

وفي كلِّ هذا نراهم يتنكّبون الحديث عن مسألة النِّزاع ، وموطن الاختلاف ، فإذا تحدّثوا عن طاعة ولي الأمر وقيّدوها بالمسلم ، قالوا : ولا يكفر بالكبائر من زنا وربا وشرب خمر ، ولا يتحدّثون عن الحكم بغير ما أنزل الله ، وتولِّي الكافرين ونحوها مع علمهم بوجودها ، وبأنَّ المجاهدين إنَّما يكفِّرون بها لا بالكبائر ، وإذا تحدّثوا عن حرمة المعاهدين لم يعرضوا لما فعله من سمّوهم معاهدين ، ويبيّنوا حكمه ، وهل ينتقض به العهد أم لا؟

والله أمر أمرًا عامًّا بالرَّدِّ إليه وإلى رسوله في محلِّ النِّزاع ، وقولُهُ عزّ وجلَّ : فإن تنازعتم في شيءٍ ، نكرةٌ في سياق الشَّرط فهي عامَّةٌ في كلِّ ما يُتنازع فيه ، فإن تنوزع في أصل الحكم رُدَّ إلى الله والرسول ، وإن تنوزع في تنزيله وتحقيق مناطه رُدَّ إلى الله والرسول ، وقوله تعالى : فردُّوه ، الضمير عائد فيه على الشيء المتنازع فيه ، فلا يُجزئ في موطن النِّزاع إلاَّ أن يُردَّ المُتنازع فيه نفسه إلى الله ورسوله ، وقوله سبحانه : فلا وربِّك لا يؤمنون حتّى يحكّموك فيما شجر بينهم : عامٌّ في كلِّ أمرٍ يشجر بين المتنازعين ، فإن كان ما شجر بينهم الخلاف في طاعة ولي الأمر حُكِّم فيها الشرع وعرضت عليه ، وإن كان ما شجر الخلاف في إسلام وليِّ الأمر ، رُدَّت المسألة إلى الشَّرع ، وإن كان الخلاف في حرمة دماء المعاهدين ، أو في صحَّة عهود الطائفة الفلانيَّة من الكفَّار ، أو في كونها انتقضت أم لم تنتقض فكذلك في كلِّ ذلك.

وإذا نظرت في كلام المخالفين المعترضين لم تكد تجد من ردَّ على المجاهدين بعلمٍ شرعيٍّ ودليل ، أو ناظرهم في مسائل النِّزاع ، في تفجيرات الرياض ، وفي عامَّة ما خالفهم الناس فيه..." انتهى

ولمن اراد الإستزادة فليرجع الى كتاب انتقاض الاعتراض على تفجيرات الرياض لـالشيخ عبدالله الرشيد حفظه الله.
[/CENTER]
__________________
قال تعالى: (( ياأيها الذين اَمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ))

آخر من قام بالتعديل استشهادي; بتاريخ 23-08-2004 الساعة 05:03 AM.
استشهادي غير متصل