22-06-2010, 11:13 PM
|
#4
|
.
تاريخ التسجيل: Jul 2007
البلد: .
المشاركات: 3,309
|
( مقدمة )
من صفات المربي الناجح :
قد يكون المربي أباً أو أماً أو أخاً أو أختاً أو عماً أو جداً أو خالاً ..
المهم أن الصفات كثيرة جداً
منها العلم أي العلم الشرعي , والأمانة , والقوة , والعدل , والمتابعة والملازمة , والحرص والحزم والصدق ..
وغيرها من الصفات التي تعتبر من نبل الأخلاق الكريمة _أسأل الله أن يبلغنا إياها_
لكن سأتطرق وسأسهب في بعض الصفات ( صفة أو صفتين) التي ربما يفتقدها الكثير من الأفراد ..
من ذلك :
( الهـدوء والرفق )
( ماكان الرفق في شيئًا إلا زانه , ومانزع من شيء إلا شانه )
هذه عبارة قالها رسولنا صلى الله عليه وسلم , لعائشة حينما غضبت على يهود
دخلوا على رسول الله وتلفظوا بأبشع الألـفاظ . .
وتأملوا العبارة السابقة ففيها صلاح أحوال الدنيا كلها . .
نعم . . فلا يمكن أن يوفق أحد للرأي الصواب إلا حال الهدوء , والرفق , والتريث وعدم العجلة
وإلا فَلِمَا شرعت الاستشارة فيما بين المؤمنين ؟
إلا لأن ذلك يدعوهم إلى التبصر , والترفق في اتخاذ القرارات الصائبة بعد دراستها والتأمل فيها . .
إن االمستعجل يصدر قراراتٍ يظنها صوابًا وقد تكون عكس ذلك !
أتدرون لماذا ؟
لأنه مستغرق في اللحظة الحاضرة التي يعيش في أحداثها
فكم من الأبناء طردوا من بيوتهم , وشردوا من أسرهم , إلا بسبب الاستعجال وإصدار الأحكام حال الغضب ..
وأكرر أن هذا هو من أهم الأسباب التي أوقعت كثير من المربين في مزالق وأخطاء في التربية بسبب العجلة والغضب , وعدم الهدوء حال خطأ الابن .. !
لاأخفيكم قد جلست بجانب بعض المربين الأفاضل ممن لهم باع في التربية , وبعضهم أراه في شاشة التلفاز
وقد لاحظت فيهم الهدوء , والوقار والسكينة مما جعلني أجزم يقينًا أن هذه الصفات هي التي أعانتهم إعانةً كبيرة في خدمة الناس في جانب الاستشارة والتربية ..
إنني بهذا الكلام أدعوا كل أب أو أم أو أخ , أو أخت , إلى الهدوء والرفق عند مواجهتهم لأخطاء غيرهم
وأخص في ذلك أخطاء الأبناء ..
بعض الأباء يظن أن الحزم والصرامة يستلزم منه التخلي عن صفة الهدوء والرفق وهذا خطأ !
فنبينا صلى الله عليه وسلم , رغم حزمه وجده , وصرامته
إلا أنه كان يصدر أحكامًا في غاية الحكمة والجمال , وكانت تخرج من لسانه وهي غاية الهدوء والرفق ..
أيها الأب .. أيتها الأم :
مالذي يدعوك للصراخ بقوة ومن غير فائدة في وجه ابنك حال خطأه ؟
ومالذي يدعوك إلى إصدار الأحكام العاجلة التي تفتقد إلى الحكمة ؟
ربما تقول لي : أن الموقف يستدعي ذلك وأن الضغط يرتفع عندك بسبب تصرفاتهم الغثيثة المملة
وأنا أقول لك , بإمكانك أن تروض نفسك على الهدوء وعدم الغضب , وقم بالاستعاذة من الشيطان الرجيم , والاستغفار والدعاء لابنك بالصلاح
بعدها ستجد نفسك تهتدي لقرارٍ صائب ِ ..
أحبائي إن الهدوء عند رؤية أخطاء الأبناء لايعد مثالية زائدة , بل هو عين الصواب !
وقد قلت الهدوء لايعني عدم الصرامة وذهاب الهيبة . .
ويحق لك الغضب , لكن لايحق الصراخ من غير فائدة أتعرف حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيه
( ليس الشديد بالصرعة , إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب )
إنَّ هُدوء المُربي يَجعل قرارتهُ قَريبة جداً من الصَوابْ ..
دمتم بخير
.
آخر من قام بالتعديل أبو ريّـان; بتاريخ 22-06-2010 الساعة 11:18 PM.
|
|
|