أعمى 00000000 !
كَف بَصَرِه وَعَاش هُو وَزَوْجَتُه الْصَّابِرَة فِي مَنْزِل صَغِيْر
صَغِيْر بِمِسَاحَتِه لَكِنَّه رَحْب بِقُوَّة إِيْمَانُهُمَا وَصْبْرْهُما !
زَوْجِه لاَكَالْزَّوْجَات لاتَّكل وَلَا تُمِل .
رِزْقُهَا الْلَّه الْدِّيْن والْصَّبْر وَالاحْتِسَاب .
تُوْقِظ زَوْجَهَا الِكَبِير فِي الْسِّن وَالكْفِيف مَع آَذَان الْفَجْر الْأَوَّل
وَتُمْسِك بِيَدِه حَتَّى تُوَصِّلُه إِلَى الْصَّف الْأَوَّل - الْرَّوْضَة - فِي الْمَسْجِد
ثُم تَعْكُف فِي مُصَلَّاهَا فِي نِهَايَة الْمَسْجِد وَتُصَلِّي وَيَجْلِسَان حَتَّى
بُزُوْغ شَمْس الْصَّبَاح !
ثُم يَنْصَرِفَان إِلَى بَيْتِهِمَا !
كُنْت حِيْنَمَا يَتَسَلَّل الْمَلَل وَالْفُتُور إِلَى نَفْسِي أَزُورْهُما
كَي يَذُوْب ذَاك الْفُتُور لَأَرَى وُجُوْه كَالْشَّمْس فِي بِرِيْقِهَا !
وَأَسْمِع ذَاك التَّفَاؤُل الْعَجِيْب !
وَشُرَّاحُه الْصَّدْر فَالضِّيق لَيْس فِي قَامَوسْمُهَا !
رَغْم حَالَتُهُم الْمَادِيَّه الْأَقْل مِن الْمُتَوَسُطُه إِلَّا أَنَّهُمَا
لايَشَكْوَان فَقْر بَل أَيْدِيَهُمَا سَخَاء لِمَن حَوْلَهُمَا !
وَلِلْأَطْفَال تَحَدِيَدْا !
اعْمَى كَم كَان يَزُوْرُه مِن أَمْثَالَي مِن ذَوِي الْقُلُوْب الْمُظْلِمَه
كَي يَسْتَأْنِسُوْا بِحَدِيْثِه وَيَتَأَمَّلُوْا وَجْهَا كَالْقَمَر !
عِنْدَمَا تَمْرَض زَوْجَتِه وَلَاتَسْتَطِيْع الْذَّهَاب بِه إِلَى الْمَسْجِد
يَخْرُج بِنَفْسِه مُنْتَصَف الْلَّيْل لَّمَسْجِد يُبْعِد الْأَمْتَار الْبَعِيدَه
فَيُجَر الْخُطَى بَمْشِي مُتَقَارِب وَيَتَحَسَّس مَا أَمَامَه بِعَصَاه الْطَوَيِلَّه
فَيُضْرَب هَذِه الْسَّيَّارَة وَيَتَعَثَّر فِي رَصِيْف
كَم رَأَيْت جُرْحَا يَنْزِف مِن قَدَمَّه أَو وَجْهَه الْطَّاهِر
حَتَّى أَصْبَحْت الْكَدَمَات تَلازِمّة يَوْمِيّا إِلَى أَن يَصِل الْمَسْجِد
مَع آَذَان الْفَجْر الْأَوَّل أَو قَبِيْلَه بِقَلِيْل !
مُرَض هَذَا الْشَّيْخ الْكَبِيْر فَأَصْبَح وَزْنُهَ لا يُتَجَاوَز
الْثَّلاثِيْن كِيْلُو حَتَّى صَغَّر حَجَمَه
لَكِن قَلْبُه الْمُشِع بِالإِيْمَان لَم يَصْغُر بَل يُكَبِّر وَيُكَبِّر
فِي مَرَضِه لَم يَتَقَاعَس عَن الصَّلَاة
بَل أَشْتَرِى عَرَبَه كَعَرَبِه الْخُضَار
فَتُجْلِسُه زَوْجَتِه فِيْهَا ثُم تِذْهَب بِه إِلَى الْمَسْجِد
وَتَضَعُه فِي الْصَّف الْأَوَّل !
أَي رُوْح يَحْمِلُه هَؤُلَاء الْقَوْم !
مَشْهَد دَائِمَا أَرَدِّدُه حِيْنَمَا أَلْمَح فِي نَفْسِي كَسَلاً
عَن الْصَّلاة فِي الْمَسْجِد !
رَحِم الْلَّه هَؤُلاء الْقَوْم فَبِمَثَلَهُم تُسْتَجْلَب الْنِعَم
وَتُكَف الْقَتَن وَالْنِّقَم !
أَحَب الْصَّالِحِيْن وَلَسْت مِنْهُم *** لَعَلِّي أن أَنـال بِهـم شَفَاعـة
وَأَكْرَه مَن تِجَارَتُه الْمَعَاصِي *** وَلَو كُنَّا سَوَاء فِي الْبِضَاعَة
دُمْتُم بِطَاعَة الْرَّحْمَن
أَخُوْكُم : أَبُوَغَسَّان
__________________
لاتغرك الضحكة 000
من شأن لايحذف ردي وموضوعي لن أضع فيسات - وجوة تعبيرية - !
آخر من قام بالتعديل أبوغسان; بتاريخ 23-06-2010 الساعة 08:43 AM.
|