النسيانُ هذه النعمة التي تنقلب نقمة , كنتُ ألوم نفسي على النسيان لكن حين قرأتُ طرفاً مما كُتب عرفتُ أني في نعمة وخير
دونك موقفين من مواقفي مع النسيان :
في يومٍ جميلٍ أردتُ فيه الخروج من البيت لقضاء حاجةٍ ما , وكان من عادتي أن أتأبط كتابي الذي شرعت القراءة فيه لأستغل وقت الفراغ في السيارة فأختلس النظر إليه , وما إن خرجت من البيت وأخرجت المفتاح حتى تذكرت أن هناك أغراضاً لابد من حملها معي فوضعت الكتاب على مؤخرة السيارة ( الشنطة ) وحملت أغراضي وركبت السيارة وحركت إلى حيث أريد وحين وقفت في لحظة بحثت عن الكتاب فلم أجده , حاولت التذكر أين هو !؟ عرفت أنه طار في الهواء رجعت من حيث أتيت أبحث عنه فلم أجد له أثراً , فلا أدري هل وقع في يد تقرأه أم تمزقه أم تضعه وقوداً لنار الشتاء
الموقف الآخر : تواعدت مع أصحابي يوماً على قهوةٍ تصمل الرأس مع شاهي محكحك في الهواء الطلق , وحملت القهوة والشاي التي صنعها الأهل , وعند باب البيت أقيمت الصلاة , فقلتُ في نفسي : قهوتي أم صلاتي ؟ فقررت أن أضع القهوة خلف الباب دون أن أغلقه حتى أذهب للصلاة وبعدها أحمل متاعي ثم أنطلق لرحلتي , صليت المكتوبة ثم من المسجد للسيارة ( دغري ) وبسرعة البرق وصلت لمكان اللقاء , فتحت شنطة السيارة فلم أجد شيئاً !؟ تذكرت أصحابي وماوعدتهم به وتخيلتهم وهم يمنون أنفسهم بالقهوة وأهلي حين يرون أني تركت متاعي عند الباب , فقررت العودة وتحمل المشقة ولا الفشيلة ؟ ولما عدت وجدت الباب على حاله وقهوتي في انتظاري
ممتن لك هذا الموضوع الذي ذكرنا بمواقفنا مع النسيان .