الأندلس هي حاضنة الإبداع ، ففيها حضارة إسلامية ما زالت آثارها باقية ، وفيها أدباء تركوا لنا تراثًا شعريًا لن يتكرر ، بل وفيها كبار النحاة كـ ( ابن مالك ) وهذه الشخصية الفريدة تغني عن بقية الأسماء .
وبما أن أختنا طرقت باب الأدب ، فلنذكر تراث المعتمد بن عباد ، ذلك الحاكم الذي انتهى به المطاف إلى سجن أغمات ، وقصائده مشهورة ، منها :
فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ## فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً ## يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
ثم يقول :
يطأن في الطين والأقدام حافية ## كأنها لم تطأ مسكًا وكافورا
وتراث المعتمد بن عباد مليء بالمآسي والأحزان ، وفي شخصيته عضة وعبرة لكل من جاء بعده ، ولنقرأ ما يقول المعتمد عن نفسه من زنزاته في أغمات :
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً ## فردك الدهر منهيًّا ومأمورا
من بات بعدك في ملك يُسر به ## فإنما بات بالأحلام مغرورا
ولابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي - ابنة الخليفة - قصائد وغزليات ومناكفات مشهورة ، منها قصيدة ابن زيدون التي يقول في مطلعها :
أضحى التنائي بديلاً من تدانينا ## وناب عن طيب لقيانا تجافينا
وغير ذلك كثير مما كتبه شعراء ذلك العصر كـ ( ابن خفاجة ، وأبي البقاء الرندي ، ولسان الدين الخطيب ... ) .
أشكر لك أختي إعادتنا إلى هذا العصر الذي أحببناه ، وإتحافنا بروعة الحرف النزاري .
.