مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 30-06-2010, 03:26 AM   #7
معاذ الدخيل
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 44
الأندلس هي حاضنة الإبداع ، ففيها حضارة إسلامية ما زالت آثارها باقية ، وفيها أدباء تركوا لنا تراثًا شعريًا لن يتكرر ، بل وفيها كبار النحاة كـ ( ابن مالك ) وهذه الشخصية الفريدة تغني عن بقية الأسماء .

وبما أن أختنا طرقت باب الأدب ، فلنذكر تراث المعتمد بن عباد ، ذلك الحاكم الذي انتهى به المطاف إلى سجن أغمات ، وقصائده مشهورة ، منها :

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ## فساءك العيد في أغمات مأسورا
ترى بناتك في الأطمار جائعةً ## يغزلن للناس ما يملكن قطميرا
ثم يقول :
يطأن في الطين والأقدام حافية ## كأنها لم تطأ مسكًا وكافورا

وتراث المعتمد بن عباد مليء بالمآسي والأحزان ، وفي شخصيته عضة وعبرة لكل من جاء بعده ، ولنقرأ ما يقول المعتمد عن نفسه من زنزاته في أغمات :

قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً ## فردك الدهر منهيًّا ومأمورا
من بات بعدك في ملك يُسر به ## فإنما بات بالأحلام مغرورا

ولابن زيدون مع ولادة بنت المستكفي - ابنة الخليفة - قصائد وغزليات ومناكفات مشهورة ، منها قصيدة ابن زيدون التي يقول في مطلعها :

أضحى التنائي بديلاً من تدانينا ## وناب عن طيب لقيانا تجافينا

وغير ذلك كثير مما كتبه شعراء ذلك العصر كـ ( ابن خفاجة ، وأبي البقاء الرندي ، ولسان الدين الخطيب ... ) .

أشكر لك أختي إعادتنا إلى هذا العصر الذي أحببناه ، وإتحافنا بروعة الحرف النزاري .
.
معاذ الدخيل غير متصل