[اليراع الأبيض]

ما شاء الله

الحقيقة أن حفظ القرآن بلا شك يسير جداً على ما يسره الله عليه , لذلك الدعاء أمر مهم و سؤال الله التوفيق و الإعانة , ثم يجب التنبه لأمر مهم ألا و هو الهمة و العزيمة الرائعة هذه قد تفتر و تبرد و لا يزال بك الأمر حتى تتركي حفظ كتاب الله , فإياك من التراجع مهما كان الأمر ولا تجعلي للشيطان أو غيره مدخلاً يثنيك عن ذلك .
فإن فتور الهمة و ضعف العزم ( قد ) ينتابك خلال مسيرة الحفظ فإياك أن يكون سبباً في توقفك , و إن استطعت أن تجدي لك صديقة أو قريبة ذا همة و جدية عاليتين و تشاركك الحفظ فحسن فذلك معين بعد الله في مواصلة السير و شاحذ للهمة , ولا بد من التضحيات في شيء من أمورك الكمالية أو وقت راحتك .
كثير من الحفاظ ذكروا أن من أقوى مسببات ثبات الحفظ و رسوخه هو القيام به ليلاً فأرجو ألا تعدمي شيئاً من هذا , و الأهم و قبل كل شيء الإخلاص فهو سبب لتوفيق الله و إعانته .
لا بأس إن عرض لك أمر أو أشغلك شاغل أن تقرأي القرآن حفظاً أثناء عملك أو مراجعة ما سبق حفظه , و مع الوقت ستقوى ذاكرتك و يكون الحفظ عليك يسيراً فلا تحزني من مشقة البداية و انظري الثمرة و النهاية .

من قام بدورات التي تركز على الحفظ السريع أكد على أهمية المراجعة المتواصلة , لذلك الحفظ السريع لا يذهب سريعاً إذا تعاهده الحافظ بالمراجعة .
و ما ذكر سابقاً ليس للتخويف أبداً , بل هي أمور يجب التنبه إليها لما أراد أن يسلك الطريق حتى لا يقع فيما وقع فيه الآخرون , و إلا هناك أطفال و كبار تجاوزوا الثلاثين و حفظوا كما ذكر ذلك الدكتور يحي فالأمر يحتاج همة و صبر و مواصلة , و من كان ناظراً فلينظر لمن وصل و لا ينظر لمن توقف أو رجع .

أسأل الله لك التوفيق ونراك بإذن الله حافظة متقنة