 |
اقتباس |
 |
|
|
|
|
|
|
|
ولذلك كما نعلم أنه في حديثٍ أن الرسول صلى عليه وسلم لمّا سمع زَمّارة راعٍ وضع اصبعيه في أذنيه
( وهذا مقام يليق بنبوته عليه الصلاة والسلام ) لكنه لم ينكر على الرّاعي فعله ! |
|
 |
|
 |
|
حتى لا تلبس الحق بالباطل، فخذ قول شيخ الإسلام في هذا الحديث:
وسئل - شيخ الإسلام - رحمه الله عن إنسان جاءه سائل في صورة مشبب . فشبب .
فأعطاه شيئا فكان إنسان حاضرا فقال للمعطى : تحرم عليه هذه العطية على هذه الصورة ; لكون الشبابة وسيلة : فقال : ما أعطيته إلا لكونه فقيرا وبعد هذا لو أعطيته لأجل تشبيبه لكان جائزا ; فإنه قد أباح بعضهم سماع الشبابة واستدل على ذلك بأن { النبي صلى الله عليه وسلم عبر على راع ومعه ابن عباس أو غيره .
وكان الراعي يشبب فسد النبي صلى الله عليه وسلم أذنيه بإصبعيه وصار يسأل الذي كان معه : هل تسمع صوت الشبابة ؟ فما زال كذلك حتى أخبره أنه لم يسمعها ففتح أذنيه } .
وقال : لو كان سماع الشبابة حراما ; لأمر النبي صلى الله عليه وسلم لمن كان معه بسد أذنيه كما فعل أو نهى الراعي عن التشبيب وهذا دليل الإباحة في حق غير الأنبياء . فهل هذا الخبر صحيح ؟ وهل هذا الدليل موافق للسنة ؟ أم لا ؟
فأجاب: أما نقل هذا الخبر عن ابن عباس فباطل ; لكن قد رواه أبو داود في السنن { أنه كان مع ابن عمر - فمر براع معه زمارة [ ص: 212 ] فجعل يقول : أتسمع يا نافع ؟ فلما أخبره أنه لا يسمع رفع إصبعيه من أذنيه وأخبره أنه كان مع النبي صلى الله عليه وسلم ففعل مثل ذلك } وقال أبو داود لما روى هذا الحديث : هذا حديث منكر .
وقد رواه أبو بكر الخلال من وجوه متعددة يصدق بعضها بعضا .
فإن كان ثابتا فلا حجة فيه لمن أباح الشبابة لا سيما ومذهب الأئمة الأربعة أن الشبابة حرام.