أختي الكريمة , تطرقتي لجوانبٍ مهمه أشكرك عليها وأخالفك في بعضها فأقول :
حينما تقولين أن عذر الشباب عن الزواج هو المهر , وبرأيك أنه ليس صحيحاً , ولكنك أختي الكريمة لم تعيشي الواقع , فالمسألة لا تندرج حول المهر وكفى , ولنقل أن المهر متوفر أو يتم توفيرهـ بأي طريقةٍ كانت , ولكن ظروف الحياة تغيرت , والسؤال هنا عن المصير ما بعد الزواج وليس في توفير المهر , فليس ممكنا شاب لا يملك وظيفة رسمية وراتب متدنيء , وسيوفر لها شقه ومهر ومصاريف المعيشة وهو بالكاد يوفر لقمة عيشه , يجب أن نضع المقياس لظروف الحياة وتبدل الأمر .
أما قولك أن بعض الفتيات تتنازل عن بعض المتقدمين لها , سواء أكان مدخن أم ليس وسيماً بالشكل الذي تطلبه وتتخيله , أو ليس غنياً كما تريدهـ , أو ليس ملتزماً بشكلٍ كامل وخلافه ..
مثلاً .. أقبل برجل طيب وخلوق وكريم وحنون , ولكنه عصبي , فحين الإقتران به أعرف طبعه وكيفية التعامل معه
مثلاً .. اقبل بشاب مدخن ولكنه ملتزم في أمور دينه وكريم وخلوق . وأستطيع محاولةً مساعدته في تركه .
كذلك الشاب /
توفير طلباته صعبه , ويريدها كما يتخيلها , وكذلك الأنثى تريد رجلاً كما تتخيله , ولو وضع الشاب هذا التخيل بأن كذلك الزوجه تريد رجلاً بخيالها غيرهـ , لهانت النفوس وإطمأنت , وغالب من يبحث عن الزوجة بمواصفات دقيقه , تجدهـ يأخذ زوجه عاديةٌ جداً , وكذلك حينما تجد شاباً ليس لديه متطلبات عاليه لدى الزوجه في إختيارها يوفق بزوجة جميله ورائعه , ويبقى أن الأهم .. هي راحة النفس لتلك الزوجه والحب العامر بينهما بعيداً عن الجمال .
فلو رفضت الفتاة كل هؤلاء الخطاب بحجة توفر متطلباتها على شكلٍ كامل , فلن تتزوج انثى على هذهـ الأرض , بل أن الحياة الزوجية مبنيةٌ أساساً على التنازل والتضحيات , ويأتي قبل التنازل والتضحيات في إتمام الزواج , قبله يتم التنازل عن بعض الشروط التي تطلبها وتكون صعبة أو تحتاج لوقت طويل , والعلم عند الله .
ما أريد إيصاله .. التنازل والإهتمام بالأشياء الأهم كالأخلاق والتدين والطيب والكرم , هي الأساس .. وما يليها يتم النظر فيه فتطغى الجوانب السابقة على المتطلبات الثانويه .
أختي الكريمة .. هناك أناس يستطيعون الزواج براتبٍ ضئيل , وبنفس الوقت يتوجب أن يختار فتاة ترضى بذلك , فيصبحون متساوين في ظروف المعيشة , لن أتزوج إن كان راتبي ضئيل وظروف الوظيفة رديئة , وأخاطر في مستقبلٍ مجهول , فالمتزوج يريد العيش بحبٍ داخل عش الزوجية دون همٍ وكدر . واقصد بالهم والكدر ظروف المعيشة .
أخيراً لا تضجري , فالدعاء دوماً والرجاء والأمل , والخضوع بين يدي الله في كل ليلة بلا شك سيفتح لكل فتاة وشاب أبواب الخير والسعادة , دون ان ينقطع الأمل به . وكذلك يجب أن نخالط الناس بنفس الوقت حتى يتم التعرف علينا وذكرنا عند الآخرين .
أعتذر على الإطاله .. دعواتي الصادقة لكِ بالتوفيق ~
__________________
*
لم أزل أحيا بآمال ذَوَت
زاعماً أن الذي قد مرَّ نَكسَه
وبأنَ الحُبَّ طفلاً لم يزل
رغمَ شيبٍ قد طغى وأحتلَّ رأسَه
ما كبرنا أبـداً والقلب لم
يتجاوز عمرهـ في الحب خَمسَه
إنما الغيـم الذي حلَّ على
مجلس الاحلام قد عكرَ جلسه !
*
آخر من قام بالتعديل بقايا ذكريات; بتاريخ 06-07-2010 الساعة 04:34 PM.
|