الصلاح والصدق ونظافة اليد والوفاء بالعهد ، وإيفاء الكيل ، والإستقامة في الوزن ،
هذه الصفاة
تقوم في الإسلام على اساس الطاعة لله أولاً
قبل أن تدر ربحاً أو تطرد خسارة ،
والمؤمن عندما يؤدي عملاً ، أو يدع أمراً
إنما يفعل ذلك استجابة لأمر الله ، ورغبة في ما عنده ،
إنه يدع الحرام ، وهو قادر عليه ، مخافة الله ،
وهذا التماسك الفطري
بين الصلة بالخالق والبر بالمخلوق
تفتقده جميع المذاهب التي تقوم على المنفعة فحسب ،
وترى أن من أسبابها إبداء الإستقامة أمام الناس والصدق معهم ،
قد يشتبه الأمر على الناس ،
وهم يرون دماثة الخلق ومظاهر الطاعة عند إنسان
تفنن وحرص على الظهور بهذا الشكل لمصالح دنيوية ،
فيضنون أن هذا قد أحرز من الفضائل ما يجعلهم يركنون إليه ، ويقبلون عليه ،
تاجر يعلم أن الصدق سبيل الربح وهو محمود ، يقبل الناس عليه فيصدق ،
ويعلم أن الكذب والغش سبيل الإفلاس وهو مذموم ينصرف الناس عنه فلا يكذب ،
ما غاية الصدق عنده ،
وما غاية تجنب الكذب
إنها المنفعة
المنفعة لا غير
منفعة الجسد ، ومتعة الحياة
ولكن
ما غاية الصدق عند المؤمن الذي يخشى ربه
إنه يرضي ربه
ولو أدى الصدق إلى زوال منفعة ، أو استجلاب مضرة
وهو واثق في عون الله ، يعرف النتائج والعواقب
يتجنب الكذب لأن الكذب يغضب الله ، ولوجر عليه ربحاً وافراً ومالاً كثيراً
الغاية هنا تثبت الفضيلة ، وتتسع في تطبيقها ، ولا تربطها بمنفعة قد تزول ، فتزول الصفة معها ،
الفضائل عند المؤمنين ترتبط بأصل ثابت ، لا بمنافع زائله
أما عند المخادعين فهي كنبت اجتث من فوق الأرض ما له من قرار
سمعت هذا فنقلته بتصرف
إظافة لتوضيح هذا المعنى وللفائدة ،
وفقك الله أخي ابراهيم
،،
__________________
ولدتك امــك يا ابن ادم باكيـــــاً *** والناس حولك يضحكون سرورا
فاعمل لموتك ان تكون اذا بكوا *** في يوم موتك ضاحكا مسرورا
|