[أم جهاد]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ،، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ،، أما بعد :

المشكلة التي طرحتها أخي الفاضل :

((رفع الأغاني عند إشارات المرور وفي الطرقات ))

سأتناول هذه النقطة وعلى عجالة من أمري ،، والمعذرة على التأخر :

أقول وعلى الله توكلت :

--متى خرجت هذه الظاهرة ؟؟

يعني ...

متى تجرأ الناس على هذه الفعلة (المجاهرة بالمعصية) ؟؟

سؤال

لنسأل به أنفسنا


لو نرجع قليلاً إلى الوراء

ننظر

هل كان سابقاً على أيام الصحوة (قبل سجن العلماء) موجود ؟؟

...........

لقد كانت الظاهرة في السابق محدودة بل نادرة

وذلك ،، للتوجه الصحيح لشباب الأمة ،، بفضل الله

والتفافهم حول العلماء والدعاة

--كذلك صلاحيات الهيئة في السابق لا تقارن أبداً بصلاحياتها الآن
والله يستر من قرار دمج الهيئة مع الأوقاف (مخطط جديد)

هنا نحن ... شباب وفتيات الإسلام

أصابنا شيء من الإتكالية

أصبح الأمر والنهي مقصوراً على الهيئات والدعاة

--فأتت سياسة تجفيف منابع الخير

--سجن الدعاة والعلماء

--وضيق على الآمرين بالمعروف والناهيين عن المنكر

فبدل أن نسد الثغرة التي فتحت بسجن الدعاة والمصلحين

أصبحنا وللأسف الشديد نجاهد أنفسنا أن لا ننجر مع من انتكس عن الحق

وهذا شيء طبيعي

إذا لم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ،، فسيأتي اليوم الذي تقع في حدود الله ،، والعياذ بالله من ذلك (سواء كانت المعصية صغيرة أم كبيرة)

ولكن الأهم أنظر من عصيت..

بعدها

بدأ الناس بالنكوص عن الحق

واتباع الشهوة

بدل أن يجاهد في الدعوة ،، شغلته نفسه ،، هذا إن لم تتمكن عليه شهوته وترديه أسيراً لها

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

العلمانيين صفا لهم الجو

ولو رجعنا للسيرة ،، كيف كانوا المنافقين ينتظرون أي فرصة حتى يبثوا سمومهم

هذا في عهد الحبيب صلى الله عليه وسلم

فلا نستغرب خبث هؤلاء (حفدة عبدالله بن أبي سلول وابن سبأ)

وأصبح تحت يدي العلمانيين السيطرة على ما يلي

_(الصحافة) : و بدأت بالتجرؤ والتطاول

_(الإعلام ) : الزفت وأنتم بكرامه ،، لتطبع على قلوب الناس ،، ويصبح الأمر عادياً

وكل ماهو سريع للنشر


حتى أن للجامية إمكانيات تساعدهم على نشر مزاعمهم الباطلة
ولهم فرصة في البث عبر الإذاعة والتلفاز

فهذا يجرح وهذا يسب

فأصبحت أعراض العلماء والدعاة سهلة المضغ



وفي الأخير النفس إذا إعتادت على المعصية وألفتها أصبح عندها الشيء عادي جداً

وكأنها تهف الذباب عن وجهها

بل إن الرجل ليعمل بالمعصية .تلو المعصية . ،، لا استغفار ولا توبة ،،حتى يصبح قلبه والعياذ بالله نكتة ســـــــــــوداء

(فكم من كلمة كفرية خرجت ،، ولقد قالت لنا (أنا وزميلاتي) أحد العاصيات بملابسها بعد أن حدثناها ،، وذكرنا لها : لو يأتي أمر رباني من السماء ،، ماذا تقولين ؟؟

قالت : لا تخافون ،، أنا مثل الصحابة ولكن فيه فرق

الفرق


الصحابة قالوا سمعنا وأطعنا ،، وأنا أقول سمعنا وعصينا)

نعوذ بالله من هذه الحال
ولقد مرت عليَّ كلمات قريبة من ذلك وتتفاوت في عظمها __ نسأل الله العافية والسلامة


العلاج :

إن من علامات الثبات ....... الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

ويكفي أن الله جل وعلى فضلنا على الأمم السابقة بها

{كنتم خير أمة أخرجت للناس ، تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله}

وقال سبحانه : { ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}
الله أكبر درجة الفلاح

...........
فعلى كل مسلم أن يغار على حرمات الله
لأن الله يغار

فلهذا حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن

..........
لنتعاهد جميعنا على الدعوة ،، وأن لا نخاف في الله لومة لائم

لايوقفنا الخوف والخور من المخلوقين وتهديداتهم بالسجن أو حتى القتل
فسجنك خلوة وقتلك شهادة والله أكبر (أنت الرابح)

فالدعوة تكون بالحكمة والموعظة الحسنة

تأتيه على حسب حالة

مرة بالمداعبة ،، ومرة بالنفخ وذكر سمات الرجولة ،،وهناك من الناس من تكفيه الإشارة ،، نظرة بسيطة ولعل الله أن يبارك بها

كذلك لا تخلو سيارتك أخي في الله من النشرات
فعند الإشارة وإن تعاجزت أن تنزل إفتح النافذة وأعطيه إياها
مع أن العلمانيين على نفس طويل يعملون ويدرسون لمخططاتهم الخبيثة

كذلك طرح هذا الموضوع في الأماكن العامة والمساجد وإثارته إجتماعياً

__ كذلك عند النصيحة

لا تأتي وتقول : الأغاني حرام مباشرة ،، فربما الأسلوب لا يأتي

بل تعال له بإسلوب ذكي

أنظر ما هو الشيء الذي وقع فيه وهو أعظم من مجرد سماع أغاني ؟؟

المجاهرة بالمعصية
(كل أمتي معافى إلا المجاهرون)

تصور نفسك وأنت جالس الآن تسمع الأغاني وقد آذيت عباد الله

والله من فـــــــوق سبـــــــــع سماوات يراك ،، ولا تستحي من الله

أو تقول هذا جزاء المعروف يا فلان ...

يستغرب ويقول من أنت ؟؟ ،، تعرفني؟؟ أو من هذا الكلام

ثم تقول : لو واحد يخدمك أو يفرج عنك بعد الله كرب من كرب الدنيا ،، وطلب منك طلب سهل وبسيط ،، ترده بكل سهولة ،، ولا تستهتر فيه

أنظر لنفسك ... الله أنعم عليك بنعمة السمع لتسمع الحق وأنت تعصي الله بها
ألا يستطيع أن يسلبها الله منك؟؟

وهكذا

(هذا إسلوب بسيط)
مع إن أساليب الدعوة كثيرة ومتفرقة

فالواجب العمل

ولا نخرج من هذا الموضوع الذي أثرته بارك الله فيك

إلا أننا نريد فعلاً عمل

فلنتعاهد على الدعوة مهما كان ولو أدى إلى السجن ،، في كل شيء ندعوا سواء في هذه الظاهرة أو غيرها

فأنا أعاهد نفسي من الآن على الدعوة
فهل من معاهد كذلك ؟؟

وعفواً على الإطالة
وأسأل الله السداد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته