[ابن حزم]

إن هذه الظاهره هي مما ابتلى الله به أمة محمد ( صلى الله عليه وسلم)

ولعل هذه الشخصية هي الصنف الاولى من الصنفان الذين لم يرهما رسول الله , والتي ورد في الحديث انهما من أهل النار . ولنرى قليلا صفاتها , فهن طوال أعناق , كاسيات عاريات مائلات مميلات .

فصلى الله على نبينا محمد , الذي مما تبين من الحديث أحد علامات النبوة , فمن وظائف ( العاهره) أنهن مائلات مميلات .

والتي يطلق عليه البعض ( هز وسط) , ومما يثير الدعابة تشبيه البعض تلك النساء ( بمساطر أبو ريالين ) المتأرجحه .

المهم , انقلبت حياة هذه الفئه فصارت من جند الخفافيش التي تنام النهار وتقوم الليل , , , وشتان :

فثمة هناك فئة تقوم الليل ولكن ركعاَ سجداَ , واستنطق التاريخ يخبرك باخبار الصالحين , وعذرا على طرحهم في هذا الموضوع , ولعل ( رابعة العدوية وآمنة الرميلة ) مثاليين واضحين من النساء الصالحين قوامات الليل .

نعود لموضوعنا : على هذه الفئة , فما أن تغيب الشمس , حتى تأخذ زينتها وتتزخرف , وتخرج أمام هذا الحشد الهائل من الجمهور الذي لا يجيد سواء التصفيق والتصفير , مكاء وتصديه فلا تظهر هذه الغانيه الا بابتسامه تستشف من ورائها الحزن والسعاده المفقوده , وحق لها , فقد أعمى المال و الليالي الحمراء بصيرتها عن طريق الحق ومدارج السالكين .
تخرج هذه العاهره أمام هذه الحشود الهائل , وما ان تبدء الأغاني بالعزف حتى تبدء بالتموج والإتفاف يمنة ويسره , متباهية فرحة مسروره بموافقة هذا الغثاء لها .

أما اصناف الحضور فهما أنواع :
منهم : من ألف هذه البؤر والتجمعات الموبوة فهو قد أدمن عليها ولا يستطيع مغادرتها , كأن المناظر والانوار والحاله هي جزء من دمه تجري في عروقه , نسئل الله العافيه .

الصنف الآخر : صنف أتى للتسليه ولأخذ مراده , فهو يتنقل بين هذه ( المجاري ) مستنشفا منها سعادته , فتراه تاره في الملاهي وتارة في النوادي . يبحث عن جميع أنواع الشقاء .

الصنف الثالث : هو الصنف الذي آراد التجربة , وهذا هو الصنف البرئ الذي يتشرب المحل على كيفة صاحبه الذي آتى به , غير أنه اذا كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان , ما أن يشاهد تلك المشاهد وتلك الاغاني الصاخبه الحزينه التي هي بمثابة السم المعسول الذي ما أن يتسرب الى الجسم حتى يكون جزء لا يتجزء منه .

الصنف الرابع : هو الرأس المدبر والعقل المفكر , هو صديق السوء الذي يهوي بصاحبه هناك , وهو الداعم الاول لمنطقة الهلاك . وهو الوجه الاخر لمالك تلك البؤرة .

نعود إلى حديثنا الأول : أحيانا تكون الغانية مارسةهذه المهنة نظرا للحاجة المادية فتظل معذب , لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء . فهي تعلم تمام العلم أنه فرد مرفوض في المجتمع , وأنه مجرد دمية ما أن ينتهي من الشخص حتى يميها او يعدمها . فتكون أبغض وجه قابله . علاوة على الاوباء التي تتجمع داخلها لقاء سر المهنة .

وإما أن تكون تربية غربية ترى في هذا سعادتها , وهذا هو الجنس الصعب الذي يعاني منه الكثير , فهي أتت بمحض ارادتها . وتلك هي شر فئة .