غيبها من تسبب بغلق باب الجهاد الحقيقي
غيبها من قلب الجهاد على الأعداء ، ووجه سهامه للمسلمين ، يقتل في أرضهم ، ويستبيح دمائهم ، وحتى الحرم ما سلم منهم ومن أسلحتهم ، لشبهة عنده ظن منها أن إصلاح المجتمع لا يكون إلا بالسيف ، ويسمي نفسه مجاهداً !!!!
ثم يأتي بسطاء الناس ، ويقولون : مسكين ، مجاهد ويلاحق لأنه مجاهد ، والدولة تلاحق الصالحين ، وتلاحق المجاهدين ، وسيسلمونه لأمريكا ، بل ويقول بعضهم : هو معذور أن يشهر السلاح !!! والكلام في هذا طويل .
لكن هذه الحال ، وأن أكثر الناس _ خاصة من عندهم حرقة وهَمّ لهذا الدين _ إذا تكلم المتكلم عن الجهاد انصرف ذهنه إلى أن الجهاد هو الجهاد في الداخل ، وإذا تكلم عن المجاهدين انصرف ذهنه إلى من يستبيحون دماء المسلمين في ديار المسلمين وأن ما عندهم هو الجهاد ، وأنهم هم المجاهدون ، ولذلك كان من الحكمة في هذا الزمن أن لا يتكلم الناصح عن الجهاد لأمرين :
1- أن بسطاء الناس إذا سمعوه يتكلم عن هذا فهمو تأييده لأولئك .
2- أن من يقيمك _ أو يملك الأمر والنهي _ يحسب أنك تؤيدهم ، فتدخل في متاهة ، وتصنف على أنك توافقهم وأنت لا تقتنع بما عندهم أصلاً ولا تؤيد تصرفاتهم .
وفي حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( إذا مر أحدكم في مجلس أو سوق وبيده نبل فليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها ثم ليأخذ بنصالها ) قال فقال أبو موسى رضي الله عنه والله ما متنا حتى سددناها بعضنا في وجوه بعض ، رواه مسلم . وهم الصحابة رضي الله عنهم ، صار بينهم فتنة ، لكن اعتزل عدد منهم الفتنة ولما سئل قال ( تلك فتنة حمينا منها سيوفنا فنحمي منها ألسنتنا )
وأقول أخيرا ، إن من مساويء هجمات سبتمبر التي لا تعد ولا تحصى : سد الباب أمام هذه الشعيرة _ الجهاد في سبيل الله ، وأمام الدعوة إلى الله ، وأمام إغاثة المسلمين ، وهدم عدد من بلاد المسلمين .... إلخ
وهل تظن أن دولة الكفر ترى الموت بعينها وتسكت عنك ، وتقول أنت مسلم ونحن نحبك ولو قتلتنا وأردت قتلنا
وأخيرا : فالرسول صلى الله عليه وسلم جعل يوما للحرب وأياماً للسلم والدعوة
والجهاد باب من أبواب الفقه ، والأبواب غيره كثير
والرسول صلى الله عليه وسلم كان يحارب قوما أو قبيلة ويهادن أضعاف أضعاف من حاربهم ( مع اختلافه معهم في الدين ) لأنه ليس من العقل أن تحارب الجميع فيتكالبو عليك ، كما حصل للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في غزوة الأحزاب تكالب عليهم الناس ( مع أنه كان قد عاهد بعضهم _ كاليهود _ لكن خانو ) ومع ذلك ما سلم من تكالبهم ، فكيف بها نحن نستعديهم ونجمعهم على حربنا ونحن ضعاف ، فضلا عن ضعفنا في التمسك بديننا في غالب مجتمعات المسلمين.
آآآآآه ليت كل من تكلم عن الجهاد في هذا العصر يقرأ سيرة النبي في غزواته ، وحكمته في السياسة مع الشعوب الأخرى
أعتذر عن الإطالة ، كما أعتذر عن الاختصار الشديد ، كي لا يمل القاريء، ولأن هذا الموضوع حساس ومهم ولو توسعت فيه لأشغلني وأشغل عددا من القراء ، وصار مكانا للأخذ والرد واللغط وتبادل التهم أحيانا ، وفي الموضوع عدد من المقالات لا يحتاج معها إلى إضافة أسأل الله أن ينفعنا ويكفينا شر أنفسنا
أخوك : صالح أبو
__________________
كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً***بالطوب يرمى فيرمي طيب الثمر
آخر من قام بالتعديل صالح أبو; بتاريخ 17-10-2004 الساعة 03:52 AM.
|