18-10-2004, 11:31 PM
|
#18
|
عـضـو
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 105
|
الـمـطـاوعــه . . والـحــب . . . !!
الأخ / ياسر
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المطاوعة ... الحـُـب لفت نظري هذه الكلمتين التي أسيء استخدامهما كثيراً في هذا العصر.
أولاً : المطاوعة أو "المطوع" (أفضل مستقيم ولكن تجاوزاً) لفظ أسيء استخدامه كثيراً ، فأحكامنا على الناس لا يجب أن تكون متسرعة ، فكلمة "مستقيم" أو "مطوع" لقب أتمنى من كل قلبي أن لا يطلق على أي أحد ، فليس كلُ رجل أرخى لحيته وقصّر ثوبه صار "مستقيماً" ، المستقيم هو المثال الجميل للإسلام أما من يخالف الإسلام في كثير من واجباته وأخلاقه ويلتزم بظاهر الدين (إما عادة ً أو مصلحة) فهذا مع احترامي له لا يستحق هذا اللقب ، لأنه يشوه صورة "المستقيمين" ولا يستقيم المعنى به.
ثانياً: الـحـُـب أفسده الواقع المـُـر الذي نعيشه اجتماعياً بتصرفات بعض الشباب -هدانا الله وإياهم- وكذلك الواقع الأمر وما تعرضه لنا القنوات الفضائية فهي شوّهت الحب وجعلته مثيراً للشكوك والظنون ، أعتقد أن الطبيعي أن كلُ نفس تـُـحب وإن كانت على درجات ، والمستقيمين -ياصاحب المقال ولا أعني الناقل "ياسر"- عندنا (يحبون ولهم مشاعر ويبكون وأبشرك "يتغزلون بحريمهم") لكن ليس الحب الذي يفكر به بعض الشباب ، "الغزل" أو الحب الذي يعني السطحية والكذب ، فهم يـُـحبون ولكن يلجمون أنفسهم بلجام الدين ، فلا ينظرون ولا يسعون ويبتعدون عن كل محرم - ما قدرهم الله - رغم أن لهم شهوة تزين لهم هذه الأعمال ، ولكن الشهوة تقود إلى النار ، فكما تعرف النار حفت بالشهوات.
لكن هناك ملاحظة أن "البعض" من اخواننا (بدون تحديد) عندهم (جلافة شوي) ويعتبرون الحب السامي وهو محبة الزوجة ، عيب أو (يطيح) من الشخصية ، وهذا عائد على طبيعة التضاريس والمجتمع القاسية - نوعا ما - ، ورغم ذلك أشدد أن هناك الكثير من قصص الحب التي انتشرت أو التي دُفنت مع أهلها تؤكد أن الحب يوجد في كل مكان.
اما محبة الصرعات والموديلات ، فهذه محبة غير صحيحة وسقيمة - رقم أننا ابتلينا بها كثيراً - وأعتقد أنها منقصة وليست مفخرة ، خصوصاً إذا تجاوزت الحد المعقول.
أما قول صاحب المقال(هل هم متسامحون ؟ هل يستخدمون العض عند إحتدام النقاش ...الخ) ولا أعني "ياسر" فكما يبدوا أنه "ناقل" فقط ، أقول كلامك التالي يبين مدى جهلك بالمستقيمين أو كما اسميتهم "المطاوعة" ، وفيه ظلم وتجني كبير ، فهم كغيرهم منهم (سريع الغضب "الإنفعالي" ومنهم اللي لو تحلته "بضو" أطفاه من "بروده"، كذلك منهم (الذكي ، وكذلك نقيضة الغبي) هذا يجعلني أؤكد على نقطة واحدة يبدو أن الأخ وقع فيها ألا وهي تمييز المطاوعة فقط (لأن لهم لحى ويقصرون الثياب) وهذا لا ينبغي وليس من الحكمة في شيء ومن الظلم للمستقيمين الحقيقين ، الذي شـُـوهت صورهم كثيراً.
كذلك عندي عدة نقاط له صلة بالموضوع وإن لم تذكر في المقال حبيت أشارك فيها:
النقطة الأولى : الحب غريزة إنسانية لا يستطيع أحد نفيها عن أي شخص مهما كان ، مع إقراري أنها درجات تتفاوت من إنسان إلى آخر...
النقطة الثانية : أنواع الحب
* أعظم الحب حب الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم جعلنا الله وإياكم من المحبين المطيعين ، وهذه المحبة من أعظم العبادات ، قال تعالى : (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم)آل عمران - 31 -
ويجب تقديم هذه المحبة وجوباً على غيرهما قال صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين).
قال صلى الله عليه وسلم (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان ، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ...الخ الحديث) متفق عليه.
ونقيض محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو محبة الاصنام والطواغيب وتقديمها على محبة الله ورسوله وهذا من أعظم الضلال أجارنا الله وإياكم ، قال تعالى: (ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب أن القوة لله جميعا وأن الله شديد العذاب)البقرة - 165 -
** محبة فطرية مثل محبة الأب والأم وهذا الأمر مجبول عليه الإنسان بل وحتى الحيوان ، كذلك إخوان والأخوات ، والأصدقاء ، فالإنسان مجبول على هذه المحبة الطبيعية فالغالب الأعم مـُـحبٌ لمن يؤانسه ويـُـجالسه ، وكذلك محبة الطعام والشراب والجـَمـَـال (مثل الأرض الخضراء ، وجداول المياه ...الخ).
***محبة المسلم لإخوانه وأخواته المسلمين والمسلمات وهي من أعظم القربات التي يتقرب بها العبد إلى ربه -عزّ وجلّ- وهي من الأمورالتي يجب أن يتحلى بها المسلم.
*** محبة الجنس الآخر أو النصف الثاني - سمها ما شئت - ، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم (فقد أحب زوجاته -أمهات المؤمنين-) وكان من أعظمهن حباً أ ُمنا "عائشة"رضي الله عنها ، كذلك كان يكثر من ذكر "خديجة" رضي الله عنها ، حتى أن عائشة كانت تغار منها ، وكان يبـَـر بصديقاتها بعد وفاتها ، وهذا من محبته صلى الله عليه وسلم لزوجته وأم عياله ودليلٌ عملي على الحب ، فالحب ليس كلاماً فقط ، فهذا أيضاً مما جبل الإنسان عليه ، وأعتقد جازماً أن النفس البشرية مـُـحبة لما تفتقده ، فالرجل يـُـحب - عادة - المرأة الناعمة اللينة الهادئة -بين قوسين- (تذرف أنوثة) ، والمرأة كذلك تـُـحب -ما تفتقده في نفسها- وتجده في الرجل وهو القوة والخشونة ، هذا الأمر طبيعي وما يعاكسه هو الأمر الغريب الشاذ.
جعلنا الله وإياكم من المتحابين فيه والسلام عليكم
|
|
|