السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
موضوعك شيق بارك الله فيك
كيف أصبحوا أثرياء ؟!!!
سؤال الإجابة عليه صعبة جداً جداً جداً وسهلة جداً جداً جداً ...
ربما تتعجب يا أخي من هذا .. ولكن سأخبرك كيف ...
صعبة جداً أذا أحس المرء أن رزقه بيده !!!
وسهلة جداً أذا عرف أن رزقه بيد الكريم جل وعلا سبحانه ...
فأن المرء أذا أحس أن الرزق بيده إعتقد أن ذكائه هو الوسيلة ومهارته وجهده هي الباب وووو ... إلخ .. لذا فأنه عندما يفشل في أمر ما يتكدر ويلوم نفسه والظروف المعاكسة لما كان يأمل ...إلخ وهكذا يتعب نفسه ولا يجني شيئاً ..
وعندما ينجح يغتر بفطنته وتنتشي نفسه وتعظم قدراتها في عينه .. فيفرح كثيراً ويبكي أكثر عندما ينسى المتفضل عليه وواجب شكره سبحانه !!!
أما أذا أحس أن رزقه بيد الله جل وعلا .. فهو يبذل السبب ويدعوا المسبب والمتفضل جل وعلا .. فإن فشل فهو فشل بشئ مادياً فقط ولكنه بإذن الله سيرزق الرضى بالحال .. فلا يفوت أجر الصبر على البلاء ويتحرى العوض من رب كريم جل وعلا ..
أما أذا ربح وغنم فأنه يزداد شكراً للمنعم جل وعلا .. ويتفضل بشئ مما تفضل به الكريم الجواد سبحانه عليه على من أمر جل وعلا بأن يشركهم فيما آتاه الله من فضل ونعمة .. فيغنم الفضل ونعمة التفضل التي لا يقارن أجرها - إن أخلص للوهاب النية - بنعم الدنيا ونعيمها !!!
والله المستعان
يا أخي الكريم أما مسألة أنه لا يوجد أحد بدأ من الصفر أو لا بد له من قرض من البنك ..إلخ ..
طيب رحمك الله كيف أصبح كبار التجار وأعلامهم ممن بلغ الآن 80 سنه أو أكثر تجاراً ؟!!
هل أخذوا قروضاً من البنوك في شبابهم ؟!!!
والمسألة الآخرى قوله أنه لا يوجد أحد نظيف وكلهم أغتنوا بطرق ملتوية وبالحرام !!! سبحان الله !!! هل هلك البشر كلهم ؟!!!
الا يوجد إستثناء ولو قليل من هذه القاعدة ؟!! عجبي ؟!!!
أخي الكريم لله في قسمة الأرزاق غاية لا يدركها إلا من رحم الله من عباده ..
فهناك من يعطى ليؤخذ أخذ عزيز مقتدر !!!
وهناك من يعطى كرماً وفضلاً من الله جل وعلا عليه !!!
وهناك وهناك وهناك ...إلخ ..
الرزق إمتحان وإي إمتحان !!!
ولو تفحصت في بعض التجار وتعمقت في أسرارهم لوجدت أنهم يربحون الأموال الطائلة بأقل مشقة تتصورها ..فربما أنه مثلاً يستثمر مليون ريال وخلال سنه يربح تسعين مليون من المليون !!!!
ولو رأيت لعامل النظافة مثلاً أو للحمال .. إلخ
ممن يبدأ في الكدح من بعد الفجر حتى مغيب الشمس وهو يكدح في تعب ونصب ومشقة لا يعلمها إلا الله جل وعلا .. و آخر ما يجنيه لا يتعدى نصف البضع من الريالات في الشهر !!!!
هل رأيت رحمك الله أن الرزق لا يحتاج لتعب ولا يحتاج لقوة ولا يحتاج لذكاء ولا لأي شئ سوى شئ واحد هو ..
توفيق الله جل وعلا وأن يكتب الله لك أن تكون غنياً ذا سعة ويسار وطول يد فقط !!!
هذا طبعاً لا ينفي بذل الأسباب رحمك الله ولكن هي أهون الأسباب صدقني والله يا اخي ...
سأطرح عليك سؤالاً ربما يختصر المشوار كله ...
هل ترى جهابذة الأقتصاد وعباقرة الإدارة وعمالقة المحاسبة وكبار المخططين الإستراتيجيين للشركات الكبرى مثلاً أو للحكومات ... إلخ
لماذا هؤلاء بدل أن يشتري التجار وأصحاب الأموال عقولهم وأوقاتهم ويعملون بدوامات ربما تكون مرهقه جداً والرابح الكبير منهم هو من يجني ربما 10% إلى 25 % كحد أقصى من الأرباح !!!!
لماذا لا يكونوا هم التجار وهم الأغنياء ؟!!!!
- ألم تسأل نفسك هذا السؤال يوماً ؟!! -
وهناك مثال آخر ربما يكون أكثر إيضاحاً وإضحاكاً - إن صح التعبير -
في عز طفرة الأسهم وصولاتها وجولاتها ...
لماذا كبار المحللين الماليين ومن يزعمون أنهم يقرؤن السوق - كمن يقرأ الكف ويعلم الطالع !!! - لماذا لم يكونوا من كبار الأثرياء ويغنموا قبل غيرهم أو أكثر من غيرهم ؟!!!
هل هو زهد في المال وحب لنفع الناس ؟!!! عجبي ؟!!!
قد تحاجني وتقول لماذا الكفار فيهم أغنياء , صحيح ؟!!!
وأقول لك هي لهم في الدنيا فقط ..
وهم كذلك فيهم من يجتهد وفيهم من لا يكل ولا يمل ولكنه في النهاية فقير معدم !!!
وفيهم من يهديه الله لفكرة بسيطة أو عمل لا يكاد يذكر تعبه ومشقته ويجني من ورائه مليارات وليس ملايين فقط !!!
ولو رأيت في معظم تجار الكفار تجد أن أغناهم وأكثرهم أموالاً هو أكثرهم تصدقاً وبذلاً للخير ..
ومن هنا تأتي الزيادة له في المال - غالباً بإذن الله - حتى لا يأتي يوم القيامة ويقول ..
يا ربي أنا تصدقت وأعطيت وفعلت وفعلت .. فيقول الله جل وعلا قد إعطيت وعوضت عن ما تصدقت به
- فربك جل وعلا لا يظلم مثال ذرة سبحانه -
أحسن في دنياه وكفر بربه فجازاه الله جل وعلا عن إحسانه في الدينا إما بزيادة مال أو صحة وعافية ... إلخ
ويجب أن تعرف رحمك الله ونعرف كلنا أنه ليس لنا من أموالنا إلا ما أكلنا فأفنينا ولبسنا فابلينا ( أو تصدقنا به ) ..
والأخيرة هذه هي ما ينزعها الله عن من لا يؤمن به جل وعلا فلا ينال منها شيئاً في الآخرة ...
وفي الختام رحمك الله ...
والحال ما قلت لك رحمك الله ...
فينبغي علينا أن نطهر قلوبنا من الحسد والغل على من أنعم الله عليهم وزادهم من فضله ..
فلا نحن برادي رزق كتبه الله لهم .. ولا نحن بآخذين مالم يكتبه الله لنا مهما كان !!!
فلو شغلنا أنفسنا بما لا يقضيه غيرنا عنا .. وتركنا من قضائه قد تكفل به ربنا لنا ..
لما تعبنا وأتعبنا أنفسنا بما لا طاقة لنا به .. ولا يسعنا والله حمله ...
والله المستعان ..
وأخيراً من رزق القناعة فهو أغنى الناس حتى لو لم يجد إلا قوت يومه !!!!
ومن حرمها فهو أفقر الناس حتى لو ملك مال قارون ومثله معه ربما !!!!
وفقنا الله وإياك لكل خير ....