أخي الكريم :
هذه المسألة كالكثير من المسائل الشرعية التي لو بحثها المسلم مع نفسه بلا تهويل أو اتكالية على أحد لوصل من تلقاء نفسه إلى الحكم الشرعي ..!
لذا أخي الكريم دعني أحاول معك الدخول بهذه المسألة .. خصوصاً وأننا مسلمون نقرأ كتاب الله ونعي سنة نبيه ..!
فأنت هنا لا تسأل عن صلاة هذا المسافر في الطريق ، ولكن سؤالك عن صلاته وهو مقيم في الرياض خلال الأسبوع وهو يؤدي عمله الدنيوي .. في أحد الوزارات او الدوائر الحكومية ..!!
فهل يصلي في البيت أوفي أي مكان قصر أو جمعاً ..؟!!
أقول : وقولي ليس فتوى ولكن من خلال فهمي والذي أعمل به .. وهو : أن المسألة تعود إلى مدة الرخصة المتاحة للمسافر .. !!
فإن كان يعلم مدة إقامته بهذا البلد أو ذاك ؛ كانت رخصته رخصة المسافر وهي الثلاثة أيام .. وإلا أصبح مقيم إلا إن اظطرته الظروف فيرجع حكمه إلى حكم المسافر .. .
لذا في حال الانتقال الوظيفي من بلد إلى آخر يكون الموظف قد تكبد الكثير أو القليل من المشقة في السفر وإيجاد المسكن .. فهو هنا من الممكن أن يستقر خلال ثلاثة أيام أو أقل .. فله الحقق في القصر أو الجمع .. وهنا لرخصة الدين قصر صلاته .. .
ولكن يجب على المسلم أن يراعي ربه وأن يفعل فرائظه كما يسعى إلى الرخص .. فلا يجب أن يتهاون المسلم بأمر الفرائض وهو يعمل للأمور الدنيوية أمور هي أشد مجهوداً ومشقة من تأدية الفريضة وهي الصلاة مع جماعة المسجد ..!!
أخي الكريم : استفتي قلبك .. وستجد أن اليسر يبعثه الله في نفسك .. وأن الحبيب قد أخبر عنه فهو من قال : " استفتي قلبك فالإثم ما حاك في النفس وكرهت أن يطلع عليه الغير "
ومن هنا فالعقل يقول : أن المسافر له رخصة مقدره ، وإقامة يحسها الإنسان في نفسه عندما يجد بيت يؤيه ويؤي متاعه ..فهذه إقامة قد تكون ناقصة ... ولكنها إقامة ..
وكما قلت هذه ليست إلا نظرة أرجو أن توافق منهج الدين .. .
والله أعلم.