الحقيقة الأمريكية الإيرانية
حينما نتحدث عن حقيقة إيران مع أمريكا يجب أن نقرأ التاريخ، فالتاريخ دائماً وأبداً يعيد نفسه، فمنذ قديم الزمان والرافضة قد أخذوا على عاتقهم محاربة أهل السنة والجماعة والتعاون الواضح الصريح مع أعداء الأمة الإسلامية، ولو شاهدنا تاريخهم لعلمنا بأن لديهم حقد دفين على العرب والسنة بشكل مخصوص ولو استطاعوا قتل أهل السنة لقتلوهم جميعاً.
كنت وما زلت على يقين تام بأن من ساعد الأمريكان على احتلال أفغانستان والعراق هم الإيرانيون المجوس، وقد كنت وما زلت مقتنعاً بهذا الأمر حتى مع وجود المسرحيات التي تعرض الآن بخصوص ملف إيران النووي والعقوبات عليها.
ومما زاد يقيني أكثر هو أنني شاهدت قبل أيام فلماً وثائقياً يحكي عن حقيقة احتلال أفغانستان والعراق، وكان الفلم ينقل لنا واقع وكلام قادة إيرانيون وأمريكيون اعترفوا صراحة بحقيقة التعاون بينهما، وكان من أهم القادة الإيرانيون هم الرئيس الأسبق محمد خاتمي، حيث تحدث عن طبيعة العلاقة الإيرانية الأمريكية وكيف كان تتم وعن كيفية تسليم المخابرات الأمريكية والجيش الأمريكي بمعلومات استخباراتية مهمة، ومن هذا الجانب أكد خاتمي أيضاً أن أمريكا لم تقدم على احتلال البلدين إلا بعد استشارة ومعاونة مباشرة من إيران، وأكد أنه لو لم يقف الإيرانيون مع أمريكا لما بقيت أمريكا ولو شهراً واحداً في أحد البلدين، ولخسرت معركتها منذ الشهور الأولى.
وهذا اعتراف صريح من خاتمي بأن بقاء القوات الأمريكية لم يكن ليبقى كل هذه المدة إلا بمساعدتهم ومعاونتهم، إضافة إلى تأكيد خاتمي بأن السياسة العراقية القادمة بعد سقوط صدام ستكون إيرانية الولاء عراقية المنشأ والبلد وقد تم الإتفاق مع الأمريكان بهذا الخصوص لأن أغلب الساسة الذين يدينون بالولاء لإيران كانوا منفيين إبان حكم صدام إلى إيران وسيتم إرسالهم مرة أخرى إلى العراق بعد سقوط نظام صدام.
وأكد على كلام خاتمي عدد من المسئولين الأمريكيين، الذين كانوا على صلة مباشرة بالإيرانيين إبان بداية الاحتلال لأفغانستان والعراق، فقد تحدثت إحداهن عن أن القادة الإيرانيين في الجيش الحرس الثوري قد زودوهم بمعلومات عن أماكن حساسة في أفغانستان لم يكن الأمريكيون على علم بها.
الفلم كان يحكي وقائع خطيرة واعترافات صريحة لقادة إيرانيون وأمريكيون عن طبيعة العلاقة التي كانت بينهم، ومما أكد ذلك أيضاً فقد نشر قبل أيام في أحد المواقع الأمريكية التي تعنى بنشر الوثائق السرية وثائق أمريكية سرية بخصوص الحرب في أفغانستان وهذه الوثائق تثبت بما لا يدع مجالاً للشك بأن التعاون الأمريكي والإيراني كان واقعاً وحقيقياً وبأن أغلب القصف الأمريكي المعلن وغير المعلن كان مخصصاً على المدنيين وأن المسلحين من مقاتلي الطالبان لم يكونوا موجودين في الأماكن التي قصفت والقوات الأمريكية كانت على علم بذلك، وهذا يجعل الجيش الأمريكي ليس مجرماً فحسب بل يجعل قادته مجرمي حرب يجب قتالهم ومحاربتهم في كل مكان وزمان ولا تقبل منهم تراجعات أو توبة، لأن ما قاموا به يعد إبادة جماعية لشعب مسلم قروي أعزل يحتوي على الشيوخ والأطفال والنساء، هذه الحقيقة المرة التي عززتها الوثائق السرية التي نشرت والتي فتحت لجان تحقيقات من أجل معرفة كيفية نشرها!. يجعل من حربنا ضد أمريكا وإيران حرب عقيدة ودين وحرية، ويجعلنا لا نستنكر أي عملية ضد الجيش الثوري أو الجيش الأمريكي بل يجب أن نشيد بفاعلها وأصحاب هذه العمليات.
عن نفسي لم أصدم بهذه الحقائق لأنني كنت على يقين بصحتها، إلا أن هذه الأمور جعلني أتأكد أكثر وأكثر من ذلك، إلا أنني أود الوقوف على حقيقة الاعترافات الصريحة لخاتمي وعن هذا التعاون بين الإيرانيين والأمريكيين، وهنا السؤال الحقيقي هل ما يحصل حالياً من عقوبات على إيران ومسرحيات تعرض بهذا الخصوص هي حقيقة؟! وهل هدف الغرب من هذه المسرحيات هو تخويف العرب والمسلمين من شر إيران الذي لا نعلم عن أمره شيئاً؟..
أنا هنا لا أقلل من شر إيران وحقدها علينا، لكن أتساءل هل حقيقة أن الغرب لا يريد إيران؟.! مع أنها حليف استراتيجي مهم في المنطقة.