تَرْبِيَة شَوَارِع
الْمَوْضُوْع جَمِيْل وَلَكِنَّه يَتَنَافَى مَع مَا يُوْحَى بِه الْعُنْوَان . . .
يَا سَيِّدَتِى لَفْظ تَرْبِيَة شَوَارِع لَفْظ جَمَالِى فِيْه تَجْسِيْد لِلْشَّارِع عَلَى كَوْنِه إِنْسَان مَسْئُوْل عَن تَرْبِيَة أَطْفَال تَحْت وِلَايَتِه وَيُؤَثِّر فِيْهِم بِمَا يَزْرَعُه فِيْهِم صِغَارَا . . .
وَكَوْنُك تَنَاوْلَّتَّى بَعْض مِن رَأَتْهُم عَيْنُك فِى الْشَّارِع وَهُم يَتَقَاذَفُوْن بِسَيَّى الالْفَاظ أَو يَتَمَازَحُون حَتَّى وَلَو كَان بِكَذِب هِى كُلَّهَا صِفَات سَيِّئَة لِمَن يَحْمِلُهَا وَفِيْهَا إِسَاءَة أَيْضا لِمَن تَوَلَّى تَرْبِيَة هَؤُلَاء الْبَشَر الَّذِيْن لَم يَتَوَرَّعُوْا عَن إِخْرَاج قَاذُوْرَات الْنَّفْس أَمَام الْنَّاس . . .
بَل وَأَن الْنَّاس أَنْفُسَهُم إِعْتَادُوْا الْتَعَايُش مَع هَؤُلَاء لِذَلِك نًعتّيْهم بِأَنَّهُم نِيَام . . .
كُل تِلْك الْصِّفَات الْسَّيِّئَة تُشِيْر إِلَى سُوَء تَرْبِيَة بِالْقَطْع، وَسُوْء الْتَّرْبِيَة هُو سُوَء مِن الْمُرَبَّى تَأْكِيداً . . .
وَلَو كَان الْشَّارِع هُو الْمُرَبَّى فَهُم يَسْتَحِق المَلَامَة . . . وَلَا نَقْبَل مِنْه كَلِمَات الْبَرَاءَة الَّتِى أَنْتَهِى بِهَا مَقَالِك . . .
وَلَفْظ تَرْبِيَة شَوَارِع هُو لَفْظ دَارِج نُشِيْر بِه إِلَى مَن هُم لَيْس لَهُم مِّن الْتَّرْبِيَة حَظ أَو نَصِيْب . .
وَلَكِن إِن قُلْنَا أَنَّه حِوَار بَيْن إِنْسَان وَشَارِع لَيْس لَه دَخَل فِى ذَلِك الْمَشْهَد الْسَّيِّئ إِلَا إِنَّه فَقَط مُسَيَّر لِخِدْمَة إِبْن أَدَم . . .
وَقْتِهَا تَكُوْن كَلِمَات بَرَاءَة الْشَّارِع مِن تِلْك الْصِّفَات الْسَّيِّئَة هِى خَيْر مَا يُنْتَهَى بِهَا مَقَالِك . . .
__________________
لو تحدث الناس بما يعرفونه فقط . . . لساد الهدوء أماكن كثيرة
و لو تحدثوا بما يجب أن يقولوه مما يعرفونه . . لساد الهدوء أماكن أكثر بكثير
|