تَقْدِيْس الْشَّخْصِيَّات
هي آفة الآفـات .. وأعظم المشكلات ..
ومالذي جعل المشركين يستمروا في طغيانهم وضلالهم إلا تقديس الشخصيات .. وإطراء الذوات , فماذا قالوا حينما جاءتهم دعوة الرسل ..
( إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ ) حبهم الأعمى لآباءهم , وتقديسهم قادهم إلى ماهم عليه من ضلال .. والعياذ بالله .
ومالذي أخرج بعض الفرق الضالة من الإسلام كالرافضة مثلاً وغيرها , إلا التقديس المبالغ فيه لبعض البشر
لذا نجد حكمة بالغة , حينما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله ) ..
وهناك أمر خفي , يقع به كثير من طلاب العلم , أو ربما عوام الناس
ألا وهو الحب والتقدير الزائد لبعض الرموز ( بعض النظر عن توجهها ) وهذا الحب يزداد في القلب , حتى يعمي الإنسـان عن رؤية والإعتراف بأخطاء ذلك الرمز وتلك الشخصيّة
فينشئ بعدها مايسمى بالتعصب المقيت , والدفاع المستميت , أسواء أكان على صواب أم على خطأ ..
أخيراً : على الإنسـان أن يكون معتدلاً في تقديره واحترامه للآخريـن , وحبك وتقديرك لمن تحب , لايمنعك أن تعترف بأخطاءه وزلاته
لا أن تضع أصبعيك في أذنيك , وتُعمي عينيكَ عن مزالقه ومثالبه ..
وأنت الخاسر .. ومحبوبك إن كان راضي عن فعلك فهو خاسر أيضًا ..
والسلام ..
|