مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 19-11-2004, 03:48 PM   #5
الهاشمي
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2004
المشاركات: 79
بقلم الكاتب المبدع (( فتى الأدغال )) من الساحة السياسية

كعادةِ الساداتِ من أهل ِ العلم ِ والشرفِ ، لا تزالُ أعراضُهم وأنفسُهم حِمىً مُباحاً ، لكلِّ من يرغبُ في أن يتسوّرَ عليها ليرقى إلى ذُرى المجدِ كذباً وتزويراً ، وكعادةِ أصحابِ الفخر ِ والسؤددِ يجدُ الوالغُ في حياضِهم معيناً ثرّاً للوثبةِ نحوَ المعالي تطفّلاً واتّكالاً ، وكعادةِ العظماءِ يجدونَ السواحرَ ينفثونَ في عقدِ الكراهيّةِ والحقدِ على نفائس ِ معارفِهم وثمين ِ نِتاجِهم ، ليزرعوا فتنة ً وليبلغوا مكراً ما هم ببالغيهِ.
ولا تزالُ طوائرُ التزييفِ والكذبِ تُحلّقُ في سماءِ الواقع ِ ، لتئدَ الحقيقة َ في ظلِّ غيابِ الشرفِ والميثاقِ ، وفي ظلِّ التمادي المهين ِ لأقلام ِ التهريج ِ المُلقاةِ على قارعةِ الطريق ِ هنا وهُناكَ ، حتّى إذا آنستْ نوراً في نفق ِ الظلام ِ الممتدِّ في عقولِهم والضاربِ في أهوائهم ، تهاوتْ صروحُ الباطل ِ ، ومادتْ بهم الأرضُ كما تميدُ السفينة ُ التي تمخرُ عبابَ البحر ِ في وافر ِ الموج ِ المتلاطم ِ ، ولا يجدونَ أنفسَهم إلا غرقى هلكى صرعى ، لا مُعينَ ولا صريخَ ولا هم يُنقذونَ ، وتنبجسَ الحقيقة ُ مدوّية ً في الفضاءِ لا يحولُ دونها ضبابٌ ولا سحابٌ .

الضحيّة ُ هذهِ المرّة رجلٌ من كمَلةِ الرجال ِ ، ألِفَ العلياءِ حتّى خادنتهُ ، وصحِبَ الفكرَ والعلمَ حتّى شاكلَ روحهُ ومازجَ دمهُ ، إنّهُ العلمُ العلاّمة ُ – كما وصفهُ شيخُ الإسلام ِ ابنُ باز ٍ رحمهُ اللهُ – أبو معاذٍ سلمانُ بنُ فهدٍ العودة ُ .

سرتْ في منتدياتِ الإنترنت شائعة ٌ طمّتِ الوادي ، وبلغتْ بالسيل ِحدَّ الزبيةِ وأربتْ عليهِ ، مفادُها أنَّ ابنَ الشيخ ِ معاذاً ! قرّرَ السفرَ إلى العراق ِ ، ونمى علمُ ذلكَ إلى أبيهِ ، فما كانَ منهُ إلا أن قامَ بالإبلاغ ِ عنهُ ليثنيهُ عن مرادهِ ويحجرهُ عن مرامهِ ، وبالفعل ِ – كما في الرّوايةِ المنكرةِ – تمَّ إلقاءُ القبض ِ عليهِ ، وإعادتهُ إلى والدهِ .

وتلقّفتْ تلكَ الشائعة َ نفوسُ الشامتينَ الدنيئة ُ ، فطاروا بها في كلِّ وادٍ ، وصدحوا بها في محافلِهم ، وبثّتْ انفسُهم ما خفِيَ فيها من نار ِ البغضاءِ والكراهيةِ الدفينةِ ، حتّى إنَّ منتدىً مأفوناً منها ثبّتها في واجهةِ موقعِهم ، وأناطَ بها من يراعيها وينفخُ في كيرِها ويشبُّ أوارها ، لتكبرَ مع مر ِ الوقتِ ! .

وكانتِ المفاجأة ُ أن تنشرها جريدة ٌ مشهورة ٌ كجريدةِ الوطن ِ !! :

http://www.alwatan.com.sa/daily/2004...rst_page01.htm

ويتصلُ بها ما امتدَّ من كذبِ من قبلِها ، وللهِ درُّ الأمير ِ سلطان حينَ قالَ في حفل ٍ بهيج ٍ : جريدة ُ الوطن ِ تكذبُ كثيراً .

ولم يكنْ هذا مبلغ َ الظلم ِ ولا مُنتهى البُهتان ِ ! .

فقد نقّتْ ضفادعُ البغي والإفكِ زاعمة ً أنَّ شيخنا سلمانَ العودة خالفَ فتواهُ في ذلكَ ! ، فبينما هو يستحثُّ خُطى الشبابِ للحاق ِ بركبِ الجهادِ في العراق ِ ، ويحرّضهم عليهِ ، إذا بهِ يستأثرُ بابنهِ ويضِنُّ بهِ أن يبذلهُ في سبيل ِ ما يدعو إليهِ غيرهُ من الغافلينَ من البشر ِ ، هوىً منهُ واستئثاراً ، وما تركوا ساعتها لفظاً يُستبشعُ وخُلّة ً تستشنعُ إلا ألحقوها بهِ ووصموها عليهِ .

اللهمَّ إنَّ هذا إفكٌ عظيمٌ ، افتراهُ قومٌ وأعانهم عليهِ آخرونَ ليروّجوهُ ، ويطعنوا بهِ على العلماءِ والهُداةِ ، ويضربوا بينهم وبينَ النّاس ِ بسياج ٍ من التنفير ِ والقذفِ .

حقيقة ُ ما جرى ، كما حدّثني بذلكَ الشيخ ُ – أسعدَ اللهُ أيّامهُ - ، بعدَ أن قمتُ بمهاتفتهِ مُستفهماً مُستخبراً حقيقة َ ما جرى لابنهِ ، فقالَ : لقد خرجَ ابني مُعاذٌ ومعهُ صاحباهُ : عبدُ اللهِ العمرُ ونايف الشاوي ، خرجوا في نزهةٍ إلى البرِّ – كشتة – في منطقةِ " جبّة " وهي مُتاخمة ٌ " لحائلَ " ، وفي أثناءِ ذلكَ مازحوا أزواجَهم ببعض ِ الرسائل ِ عبرَ هواتفهم النقّالةِ ، ثمَّ انقطعَ الاتصالُ بهم ، وعبثاً حاول أزواجهم التواصلَ معهم فما وجدوا سبيلاً .

قالَ شيخُنا : وكانوا في منطقةٍ مخوفةٍ في صحراءِ النفودِ ، وهي كثيرة ُ الانقطاع ِ بالنّاس ِ ومظنّةِ الضياع ِ ، فجاءني ذوي الشخصين ِ المرافقين ِ لابني ، وتشاورا معي ، فقلتُ لهم : لا أظنُّ الأمرَ يستدعي تدخلاً من الدفاع ِ المدنيِّ ، فقالوا : نخشى أن يكونوا ضلّوا الطريقَ ، أو أعطبت سيارتُهم ، أو انقطعَ بهم السبيلُ ، فقرّرتُ ساعتها – بعدَ إلحاح ٍ منهم - الاتصالَ بالدفاع ِ المدنيِّ والبحثَ عنهم .

وبالفعل ِ خرجَ الدفاعُ المدنيِّ مُستخدماً طائرة ً للبحثِ عنهم في المنطقةِ المذكورةِ ، وفي أثناءِ البحثِ ، تبيّنَ أنَّ ابنَ الشيخ ِ ورفيقيهِ كانا في منطقةٍ لا يوجدُ بها بثٌّ للهاتفِ النقّال ِ ، فلمّا خرجوا إلى منطقةٍ أخرى وصلُهم البثُّ فيها ، قاموا وهاتفوا أهليهم وأنبأوهم حقيقة َ ما جرى وسببَ انقطاعهم عنهم ، فهدأ روعهم وسكنَ خوفهم .

قالَ شيخُنا : هذهِ القصّة ُ كما حدثتْ ، ولم يكنْ فيها أنّهُ وصحبهُ خرجوا للعراق ِ ، أو أنّي قمتُ بإبلاغ ِ الجهاتِ الأمنيّةِ ، بل استعنتُ بالدفاع ِ المدنيِّ بعدَ إلحاح ٍ من ذوي الشخصين ِ المرافقين ِ لابني ، وانتهى الأمرُ على ذلكَ .

قالَ شيخُنا : وأمّا من يقولُ أنَّي أفتي بذهابِ الشبابِ للعراق ِ للجهادِ ، فهذا كذبٌ عليَّ ، ورأيي في هذا وأشباههِ معروفٌ من قديم ٍ ، أنّي لا أؤيدُ ذهابَ الشبابِ مُطلقاً ، وقد كتبتُ في ذلكَ كثيراً ، وذكرتهُ كذلكَ في محاضراتي ودروسي .

كانَ هذا مُلخّصَ ما جرى بيني وبينَ الشيخ ِ من المكالمةِ الهاتفيّةِ ، وقد استأذنتهُ في نقلِها – أحسنَ اللهُ إليهِ – فإذِنَ لي .

فلْيتق ِ اللهَ الذينَ يبنونَ ممالكَ من كذبٍ وتزييفٍ ، بنشرِهم افتراءاتٍ على أهل ِ العلم ِ والفكر ِ ، ليصرفوا عنهم النّاسَ ، أو يشوّهوا حقيقتَهم ، فهذهِ حيلة ُ العاجزِ المهين ِ ، الذي لا يجدُ من الحقيقةِ والبرهان ِ ما يعضدُ رأيهُ ، فيلجأ ضعفاً وهواناً إلى الكذبِ والتزوير ِ ، ظنّاً منهُ أنَّ ذلكَ يروجُ على النّاس ِ وينفقُ عندهم ، وبئسَ ما قدموا لأنفسهم أن سخِطَ اللهُ عليهم وأسخطَ خلقهُ ، وكشفَ حقيقتَهم وأبانَ عن عورتِهم .

دمتم بخير ٍ .

أخوكم : فتى
الهاشمي غير متصل