^^^^^^^
لم نخرج أحدا من رحمة الله ولم نخرجه لكننا نمقت شر الإنسان ونكرهه فإن كان له حق علينا فما للدين أعظم وأحق مادام أن الانسان مات ولم يعلن تركه لشره الذي جره به مجتمعا بأكمله إلى جرف لسقطه فيه ومازلنا نتجرع مرارة ما أتى به وسنبقى على ذلك إلى يوم القيامة وشره مازال لم يمت .
الحجاج بن يوسف الذي دعا قبل موته قائلا " اللهم اغفر لي فإن الناس يزعمون أنك لا تفعل " وهو الذي أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله، وأنه لا يعرف إلا طاعة الوليد بن عبد الملك، عليها يحيا وعليها يموت وعليها يبعث قال عنه الذهبي رحمه الله " كان ظلوماً، جباراً خبيثاً سفاكاً للدماء وكان ذا شجاعة وإقدام ومكر ودهاء، وفصاحة وبلاغة، وتعظيم للقرآن... إلى أن قال: فلانسبهُ ولا نحبه، بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الايمان، وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبهِ، وأمره إلى الله وله توحيد في الجٌملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة الامراء " وقال عنه ابن كثير " كان فيه شهامة عظيمة وفي سيفه رهق (الهلاك والظلم)، وكان يغضب غضب الملوكِ...وقال أيضاً: وكان جباراً عنيداً مقداماً على سفك الدماء بأدنى شبهة، وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها، وإلا فهو باق في عهدتها -ولكن يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه -...،وكان يكثر تلاوه القرآن ويتجنب المحارم، ولم يُشتر عنه شيء من التلطخ بالفروج، وإن كان متسرعاً في سفك الدماء. فلا نكفر الحجاج، ولا نمدحه، ولا نسبه ونبغضه في الله بسبب تعديه على بعض حدود الله واحكامه، وأمره إلى الله " ومع ذلك لم يسكت ويقول اذكروا محاسن موتاكم الذي قيل بضعفه ، وصاحب الشر ما دام أنه كان مروجا له بقناعة تامة ومحاربا للفضيلة - كما حصل مع القصيبي وكلامه عن الهيئة - فإني أشنع فيه فعله وفكره .
أما لحوم العلماء مسمومة وقد يروجها البعض على أنها حديث فإن لحوم المسلمين كلها مسمومة سواء شيخ أو غير شيخ ولو كان إنسانا لا مقام له في مجتمعه ولا وزن وكل يؤخذ منه ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان لأحد كلام يخالف توجهات منهج بني على المجتمع أو خالف بها كثيرا من أهل العلم أو بأبسط شيء كان هناك ردا علميا يخالف فيه رأيه ولو كان من واحد فإنه يرد عليه وأيا كان قدره .
|