أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبي
أغالب الآلام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل
فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بعيد الأصيل
وحسبي الله إذا رضّني
بصدره المشؤوم همّي الثقيل
وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل
يا رب أنت المرتجى سيّدي
أنر لخطوتي سواء السبيل
قضيت عمري تائهًا ، ها أنا
أعود إذ لم يبقَ إلا القليل
الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل
مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل
أنا الشريد اليوم يا سيدي
فاغفر أيا ربّ لعبد ذليل
ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل
يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل
أرتّل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً في الاهاب النحيل
على جبين الحب في مخدعي
يؤذنّي في الليل صوت الخليل
لقد كان القصيبي بحق الوزير الشاعر، الذي ملأ الدنيا، وشغل الناس، وكان سفير الثقافة السعودية في عهدها الزاهر، وكان أيضًا رائد الرواية السعودية في مرحلتها الثانية. رحم الله غازي القصيبي، وأسكنه فسيح جناته رمزًا وطنيًّا وثقافيًّا من رموز هذا الوطن العزيز، الذي يعتبر الإنسان ثروته الحقيقية.
|