..
نرجع لكم ياشباب مع فصل (
البصابيص ) تحفة التحفة

، كل اللي فيه بصابيص صغار ،
حتى أصواتهم تقل أصوات خامس ( ب )

مرة قلت لهم : و الله أنكم بزران صدز

و زعلوا علي ، بس الحمد لله راضيناهم ، أذكر أول مرة دخلت عليهم واحدن منهم أبلشن يتطنز باللهجة ( قصيمية طبعًا )

مع إني أحاول أتكلم بلهجة عادية ، من باب التنزل مع الخصم

المهم ..
فيه طالب بهاكـ الفصل راسه كبير ما شاء الله ، أسميه
( أبو راس ) ما شاء الله راسه تقل سطل

و شعره عكاريش مدري وشلون قايل <== يستانس على هالشعور يمعطهن

كان أبو راس ذا بتله يتمرجح بالكرسي

<== حركة معروفة اعتقد ، اللي يتركى على الجدار و رجلين الكرسي اللي قدام متعلقات <== إيقالكم فهمتوا .. ههه
الشاهد أن الولد المسكين خاش جو ، و أنا 60 مرة أعطيه تنبيه ، و مرات أقوله ياولد اقضب الأرض لا امسط بك ، بس الله يهديه لازم يمارس هوايته المفضلة

و بعد شوي ما دريت إلا يطيح طيحة محترمة ، و يصك راسه ( الكبير ) بالجدار .. هههه عاد جيت أركض أتطمن على ... سلامة الجدار

بديت ألمس الجدار و أقوله بسم الله عليك

و أخوياه فاقعين ضحك عليه و الله ما بقى الا العصافير اللي يدورن فوق راسه

... مير عيونه ما تشوف الا بياض .. مدرين وين راحن الزيتونات

.. آخرته جته حالة هستيرية و بدا يضحك معهم .. و ضحك الجميع
هالولد ذا نشبه من جد ، تقل علك عسل لامنه صكته الشمس

، عشان كذا صاروا أخوياه إذا بغوا شيء يرسلونه لي ، و أنا أول كنت أسوي اللي ببالي و أطقع ما أشوف هو و أخوياهـ

، بس الولد نشبة الصدز

، مرة قلت أبشوف وش آخرتها معه ، و الله و يقعد ثلاث حصص يترجان أحذف شيء من الاختبار

جاب لي الضغط و المغص ، تخيلوا مضيع على روحه ثلاث حصص و يطاردن أخوكم في الله

يكاسرن بالمنهج ، بس والله سوينا له تخفيض ، الله يتوب علينا ..
هذا أول اختبار لهم ، و أثناء الدرس إذا حطيت عيني بعينه ، فتح لي كشرته بدا يوزع ابتسامات و يطلع لسانه

أبلش به ذا ، لازم يخليك تضحك ، و آخرتها ضرب الميانة .. بدا يقول ( عبودي )

ويييين يابو الشباب أصغر اخوانك أنا ...! بعدها صرت أعطيه وجه شوي ( اتقاء شره )

و مرتن من المرات الحصة الثانية قاعد أشرح ، و أشوفه يحبرش بشي مدري وشو ، و الله و أروح لمكان بعيد عن مكانه ، و أتغيفله و أشوف وش عنده ، و التفت على طالب ثاني بعيد عنه .. إلا و يطلع سندويشة ماهنا أكبر منه ، بيزرط منه شوي ، لعلي التفت عليه بسرعه ، و تعلق السندويشة بفمه

و يغص المسيكين ههههه طلعته على حسابي برا يشري عصير
مرة جيتهم ، و أنا خااااثر و دااايخ ، و ضغطي منخفض ، و جا عندي ، قلت له
لو سمحت اجلس ترى ضغطي منخفض و منب فاضي لك ،
قال فرصة نرفعه لك شوي 
تبلش والله

و
مرة نشب لي يقول أبيك أنت اللي تقرأ الآيات ... لا تخلي الطلاب يقرون ، أصواتهم زي وجيههم 
،
قلت اجلس طيب .. قال
لا
قلت اجلس ..
قال لا
منب جالس إلين تقرأ أنت .. قلت تكفى اجلس و
اغني لك أن بغيت
قال أجل أبي أغنية لأم كلثوم 
قلت أبشر بس اجلس .. ههه من باب التصريف طبعًا ..

و ينشب لي طول السنة يبي هالأغنية اللي مهب سامعه ..
و إلى يومك وهو يرسل لي و مبلشنا كان بالمدرسه ( تراك واعدنا بأغنية لأم كلثوم ) و آية المنافق ثلاث ( إذا وعد أخلف ) <=== هالطلاب لا اهتووا للشيء طلع الدين

اخس ..
و الله من سعة الصدر بعد ، و الحمد لله هذا من الأوائل ، و كان ممثل منطقة الرياض في احد المسابقات بالرياضيات ، لكن .. قبل فترة أخذت و أعطيت معه بالسواليف ، و لا توقعت المسكين عنده ظروف ، و مصائب ، و بدا يتكلم حسبته يستهبل ( كعادته ) .. لكن تعجبت في النهاية يقول ( أتمنى أفارق أهلي ) ..!

لييش يابوي .؟ يقول يحس بطفش و مدري إيش .. ما ادري الولد هو متأثر بمسلسلات .. لكن نصحته ، و الحمد لله بعض الطلاب على صغر سنهم إلا عندهم وعي من أنفسهم ، و عارف مصلحته من هالعمر ، و هذا منهم ..
اللهم وفق الطالب ( أبو راس ) في حله و ترحاله و احفظه لوالديه ..
قبل ننتهي من هالجزء ، أبوريكم درس عن حسن الظن عطيته الطلاب ، مر على الـ 12 فصل كلهم و شافوه و كانوا متحمسين أول ما بدا العرض ، إن شاء الله أنهم تأثروا به ، و قلت للطلاب هذا من أعظم الدروس عن خصلة حسن الظن ، و هي من الخصال الحميدة .. مهما قلت من الكلمات و الدروس عن إحسان الظن ، و مدى الخلل اللي عندنا فيه ، ما نقدر نجيب زي هالمقطع يبين لنا حجم المشكلة المتأصلية فينا ..
::: مع المقطع :::