مشاهدة لمشاركة منفردة
قديم(ـة) 01-09-2010, 12:17 AM   #1
رجع الصدى
عـضـو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2010
البلد: فوق الأرض تحت السماء
المشاركات: 29
موسى.. فقيد فقراء الأودية والشعاب

موسى.. فقيد فقراء الأودية والشعاب

سليمان بن صالح العجلان




حينما تلقيتُ نبأ وفاة الشيخ موسى الحمد العليان مع سويعات أصيل يوم الجمعة السابع عشر من شهر رمضان المبارك عادت بي الذاكرة مباشرة لموقف منذ خمسة عشر عاماً مضت
وهو ما يعرف لدى علماء النفس (تداعي المعاني)،
حيث كنت عام 1416 هـ في رحلة صيد شتوية في قرية (مشذوبة) في قلب النفود الكبير.
والقرية تلك تبعد عن أقرب طريق إسفلت 60 كم
فرغم وعورة الطريق وصلتها شاحنات موسى الحمد المحملة بالخيرات من الأرز والسكر والقهوة وغيرها..
فبينما نحن على مشارف مشذوبة إذ برجل من أبنائها يستشرف الأمر ويسأل من أين نحن أتينا وإلى أين ذاهبون؟..
كما هي عادة أبناء الصحراء حباً للقادم عموماً والضيف خصوصاً..
أخبرناه أننا من القصيم ومن بريدة فبادرنا بالسؤال هل تعرفون موسى الحمد؟..
وما الذي تعرفه أنت عنه؟..
ليرد قائلاً: إنه يأتي هنا في الشتاء وفي رمضان وخلفه شاحنة أو شاحنتان لهذه القرية الصغيرة ويوزع علينا ما نحتاج من طعام ومؤونة أساسية كالأرز والسكر والتمر في يومين أو ثلاثة.
والشيخ الراحل -كما يعرف- الجميع لم تشغله ثروته الطائلة عن الإحسان وحب الخير والسعي في قضاء حوائج الضعفاء والفقراء وعامة الناس..
فعلاقاته واسعة وكبيرة تمتد بين أصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الأموال والثروات ووجهاء المجتمع..
عاش بسيطاً، حبيباً، محبوباً، يقول عنه صديقه الشيخ الغماس :
التقيته ذات مرة في مركز قيال شمال غرب المملكة تلك الهجرة الضعيفة والفقيرة وكان صديقاً مقرباً لي،
فبينما نحن كذلك إذا بقاطرة من الشاحنات الكبيرة تحمل الأرز والخيرات
لأولئك الناس الذين يعيشون بين الطلح وكهوف الجبال
فلم أجد أجمل من ذلك المنظر الخيري في الصحراء وذلك الكرم بعيداً عن الأضواء والإعلام وكان يوزع هو بنفسه على الناس.
اسمه الثنائي يكفي تعريفاً له في المجالس والمنتديات (موسى الحمد)،
فنعم الأبوان اللذان أنجبا هذا الولد الصالح ونعم الأسرة تلك..
اسمه على صدارة قائمة داعمي الجمعيات الخيرية والإنسانية...
صلي عليه في جامع خادم الحرمين الشريفين ببريدة في مشهد مهيب تقدمه أصحاب السمو الملكي الأمراء والمحبون
ولعل وفاته يوم الجمعة في شهر رمضان علامة خير بإذن الله.
تتطلع إلى ميلاد جمعية خيرية تحمل اسمه لتواصل العمل الخيري والإنساني بعد مماته،
وأناشد أبناءه وفي مقدمتهم ابنه الشيخ محمد
بأن تنبثق هذه الجمعية تحقيقاً لأهدافه وبراً به -رحمه الله- وحتى لا ينقطع عمله..
رحم الله الراحل الكبير والوجيه الكريم موسى الحمد العليان
وأسكنه فسيح جناته فهو بحق فقيد فقراء الأودية والشعاب.
بريدة
رجع الصدى غير متصل