المظاهرات تكشف حقيقة القيادة العربية
لم تقف شعوب العالم مكتوفة الأيدي وهي ترى المأساة التي حلت بشعب فلسطين المسلم ، فقد تحركت فيها المشاعر نظير ما شاهدته من صور قليلة أمكن تسريبها من مناطق جرائم الصهاينة وقد قامت مظاهرات للمطالبة بحمايتهم والدفاع عنهم في :
· استراليا .
· أمريكا .
· بريطانيا .
· فرنسا .
· هولندا .
· بلجيكا .
· النمسا .
· تشيكيا .
· أسبانيا .
· هولندا .
· السويد .
· ألمانيا .
· كندا .
· سويسرا .
· اليابان .
· السعودية .
· مصر .
· البحرين .
· المغرب .
· العراق .
· إيران .
· الأردن .
· قطر .
· عمان .
· الكويت .
· سوريا .
· لبنان .
· السودان .
· نيجيريا .
· ماليزيا .
· إندونيسيا .
· باكستان ، وغير هذه الدول كثير .
وقد فضحت هذه المظاهرات حقيقة الدعاوى بحب فلسطين وقضيتها وأنها الهدف الأسمى لكثير من الأنظمة وسوف نظهر الصورة في تعامل الأنظمة العربية مع هذه المظاهرات والأنظمة الغربية .
وسنأخذ اليمن مثلاً فقد استقبلت سلطاتها المظاهرات بالعصي والمياه الحارة والغازات المسيلة للدموع أما رئيسها علي عبد الله صالح فهو يزداد ا كل يوم مع استمرار المأساة الفلسطينية غرقًا في تناقضات عديدة، في سياسته الداخلية والخارجية، فبينما تتحسن علاقته مع الإدارة الأميركية يومًا بعد آخر ـ لأسباب معروفة ـ نجده يهاجم السياسة الأميركية في الشرق الأوسط ويتهمها بالتحيز، وبينما تقف قواته الأمنية سدًا منيعًا في وجه وصول المظاهرات إلى السفارة الأميركية والقنصلية البريطانية في صنعاء وعدن نجده يطالب بفتح باب الجهاد في فلسطين، ويدعو الدول المجاورة إلى فتح الحدود أمام الراغبين، واعتبر أن المعركة المقبلة ستكون حاسمة عندما تفتح الحدود أمام المجاهدين والمقاتلين العرب لدعم إخوانهم في الأراضي المحتلة، وصرح علي صالح قائلاً : " إذا سمح لنا أشقاؤنا في الدول المتاخمة لإسرائيل فنحن مستعدون لإرسال أبنائنا وشبابنا للقتال إلى جانب إخواننا في فلسطين".
والأطرف من ذلك أن الرئيس اليمني أكد تصميم بلاده على دعم النضال الفلسطيني وعرفات عن طريق إرسال الأموال والمعدات العسكرية؛ لأن الحرب لم تنته بعد، ولكنه كالعادة لم يحدد موعدًا لتسليم أي شئ ..
ويعبر الأداء السياسي للرئيس اليمني عن حقيقة مؤلمة، وهي أن كثيرًا من رؤساء العرب يسرفون في إطلاق التصريحات الحماسية و الاعتراضية ، وبمعرفة الإدارة الأميركية نفسها، وذلك من أجل امتصاص الغضب الشعبي لا أكثر، وضمان عدم تصاعده في اتجاه داخلي، ولكن الرئيس اليمني يبدو قليل الحنكة في هذا الأمر، إذ تبدو تناقضاته ظاهرة للعيان، تكشف حجم التردي الذي وصلت إليه السياسة العربية ...
أما في مصر فكانت لها اليد الطولى والخبرة العريضة في هذا المجال حيث قابلت تلك المظاهرات بقسوة شديدة حتى تمكنت من قتل أحد المسلمين المحترقين لما يحصل في فلسطين وبعد أن ذهب ذلك الشاب من أجل أن يصرخ مع إخوانه للشعب مقتول إذا جثته تأتي أهله عصراً وأصبح هو المقتول فلا يدري أهله على ماذا يبكون هل يبكون على شعب يباد على يد إسرائيل أم على ولدهم الذي أبادته قوات بلدهم أما المعتقلون فحدث ولا حرج ، ويبدو أن الجنسية لها تأثير فقد قامت عشرون فتاة أمريكية بالاحتجاج أمام السفارة الأمريكية في القاهرة وحضرها عدد بسيط من الشرطة وزعت فيها أحلى الابتسامات ومن أجل ذر الرماد في العيون فقد سربت تقارير عمداً عن سفر أكثر من 40 عائلة للدبلوماسيين اليهود وكذلك عن خوف السفير الإسرائيلي وطلبه لإجازة طويلة ونظنه أنه لن يجد بلداً آمنة له مثل مصر .
وفي البحرين تمكنت القوات البحرينية " بموقف بطولي " من قتل أحد المتظاهرين ليكون عبرة لغيره ، كذلك تمكنت من إصابة العشرات وتم اعتقال الكثير من المتظاهرين ، وكانت الجماهير قد سارت في مظاهرات بلغ عدد المتظاهرين فيها أكثر من عشرين ألف وكلها احتجاجاً على ممارسات إسرائيل وكذلك على مقام به السفير الأمريكي في البحرين عندما طالب من المجتمعين في مؤتمر أقيم هناك بالوقوف دقيقة واحدة حداداً على القتلى الصهاينة في فلسطين وإلى هذه الساعة لم يبدِ أي اعتذار عما قام به .
أما في السعودية فقد تم منع جميع المظاهرات وهدد وزير الداخلية السعودي بمعاقبة كل من يقوم بهذا ولكن قامت مظاهرة في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية وحضرها عشرة آلاف وكانت سلمية سواء من رجال الشرطة أو المتظاهرين ولكن تم اعتقال العشرات وعلى رأسهم الدكتور عبد الحميد آل الشيخ مبارك ومعه نجلاه ولم تقع في هذه الظاهرة أية إصابات وقبلها وقعت مظاهرة في الجوف تبعها عشرات الاعتقالات ووقعت فيها بعض الإصابات .
أما قطر فكانت كالعادة تظهر الحكومة القطرية التضامن مع الشعب الفلسطيني وتبطن أموراً - يحاسبها عليها ربها – وما فضيحة السفينة التي قبضت عليها إسرائيل عنا ببعيد ، وقد قامت فيها مظاهرات سلمية يقودها فضيلة الداعية المعروف يوسف القرضاوي .
أما الكويت فالآن تقوم ولاتقعد النقاشات فيها والمطالبة بأقصى العقوبات على رجل قام بإحراق العلم الأمريكي حيث يعتبر هذا عند بعضهم ردة يجب إعدام فاعله .
أما الأردن فالعلاقة القديمة المتينة بين الحسين بن طلال واليهود مازالت تطل على وريثه في الحكم حيث تعهد بإنزال أقصى العقوبات بالمتظاهرين وفعلاً كان عند وعده وتم التنكيل بالمتظاهرين وسجنهم وسحبهم في الشوارع وحرقهم بالمياه الحارة .
أما في المغرب فكان الألم أشد والسبب هو أن ملك المغرب محمد السادس هو رئيس لجنة القدس المنبثقة عن المؤتمر الإسلامي والتي كان الواجب عليها أن تدعو لمناصرة شعبنا المقتول وإذا بـ " أمير المؤمنين " يصدر الأوامر بمنع هذا النوع من المظاهرات ويحذر من القيام بها . والله المستعان .
أما صدام في العراق فبقي يجيد لعبته القديمة وهي اللعب بمشاعر المسلمين من خلال تصريحاته والتي يستحيل أن تكون من مبادئه فهو يطالب بإيقاف البترول عن أمريكا وفتح الحدود وإرسال الجيوش ووالله لو كانت له حدود مع إسرائيل لقام بحمايتها أكثر من أمريكا فما عهدنا أن بعثياً مجرماً قد احترق لقضايا أمته ، وهل يعقل أن ينصر شعب فلسطين السني وهو الذي ذبح أكراد العراق من السنة .
أما بالنسبة لدول العالم المتحضرة فقد رأينا الجماهير كيف كانت تهدر والشرطة ترافقها بابتسامات عريضة ومازلنا نذكر تلك العجوز في فرنسا عندما رفعت لافتة عليها صور قتلى فلسطين ثم سقطت تلك الراية فإذا بشرطي يرفع تلك الراية ويعطيها لتلك المرأة ولو كان في بلد من بلداننا ورآها الشرطي وهي تخفض رأسها لحمل رايتها ليحطم دماغها بعصاته وكأنها هي اليهود بعينهم .
بل إن أعجب من ذلك أن المظاهرات التي قامت في إسرائيل من قبل عرب 48 تم أغلبها سلمياً وسط تغطية إعلامية ولقاءات تلفازية فأين جيوشنا العربية من هذه المعاملة الراقية؟!! .
أما في أمريكا فقد قام اليهود بمظاهرة شارك فيها الآلاف من الأمريكان وسط حماية من الشرطة ولكن لم تكن هذه الحماية للتضييق عليهم وإنما لسلامتهم من " مجرمي المسلمين حسب زعمهم "!!!
__________________
اضغط هنا لمراسلتي
تسـير بنا الأيام و تحملنا موجات السنين بين آهات و حنين وشوق دفين 00 النمر الأرقط
|